مع اقتراب نهاية أسبوع العطلات المزدحم، يستعد المتسوقون الأمريكيون ليوم الاثنين السيبراني، حيث من المتوقع أن يحطم الإنفاق الرقمي أرقامًا قياسية جديدة. بعد انطلاقة قوية شهدتها الجمعة السوداء وعطلة نهاية الأسبوع التي تلتها، يبدو أن الصفقات المغرية ستستمر في جذب المستهلكين إلى متاجر الإنترنت، على الرغم من حالة عدم اليقين الاقتصادي السائدة. هذا العام، يشهد التسوق عبر الإنترنت نموًا ملحوظًا، مدفوعًا بالراحة والخصومات الجذابة، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من استعدادات موسم الأعياد.

توقعات الإنفاق في يوم الاثنين السيبراني 2024

تشير التقديرات إلى أن المتسوقين الأمريكيين سينفقون ما يقرب من 14.2 مليار دولار عبر الإنترنت في يوم الاثنين السيبراني، بزيادة قدرها 6.3% مقارنة بالعام الماضي. وتتوقع شركة Adobe Analytics أن يكون الذروة في الإنفاق بين الساعة 8 مساءً و 10 مساءً بالتوقيت المحلي، حيث ستمر ما يقدر بنحو 16 مليون دولار عبر عربات التسوق الإلكترونية كل دقيقة على مستوى البلاد. هذه الأرقام تعكس مدى اعتماد المستهلكين على التسوق الرقمي خلال موسم الأعياد.

أرقام قياسية للجمعة السوداء وعطلة نهاية الأسبوع

لم يقتصر الزخم على يوم الاثنين السيبراني فحسب، بل امتد ليشمل الجمعة السوداء وعطلة نهاية الأسبوع التي تلتها. فقد أنفق المستهلكون الأمريكيون 11.8 مليار دولار على الإنترنت في الجمعة السوداء، و 6.4 مليار دولار في يوم عيد الشكر، بالإضافة إلى 11.8 مليار دولار آخر خلال عطلة نهاية الأسبوع. هذه الأرقام فاقت توقعات Adobe، مما يشير إلى أن المستهلكين مستعدون للإنفاق على الرغم من التحديات الاقتصادية.

صفقات مغرية على الإلكترونيات والملابس

من المتوقع أن تشهد صفقات التسوق عبر الإنترنت على الإلكترونيات والملابس ذروتها في يوم الاثنين، مع خصومات تصل إلى 30% و 26% على الأسعار المدرجة على التوالي. لكن هذا لا يعني أن الفئات الأخرى ستفتقر إلى العروض الجيدة. فمن المتوقع أيضًا خصومات كبيرة على الألعاب، تصل إلى 27%، مما يجعلها فرصة مثالية للعائلات والأفراد. بالإضافة إلى ذلك، تشير تقديرات Salesforce إلى أن إجمالي مبيعات يوم الاثنين السيبراني عبر الإنترنت سيصل إلى 13.4 مليار دولار في الولايات المتحدة و 53.7 مليار دولار على مستوى العالم.

تأثير الوضع الاقتصادي على سلوك المستهلك

على الرغم من التوقعات الإيجابية، يراقب الخبراء عن كثب تأثير الوضع الاقتصادي على سلوك المستهلك. فمع ارتفاع معدلات التضخم وعدم اليقين بشأن الوظائف، يتجه العديد من المتسوقين إلى التسوق بحذر أكبر. يركزون على شراء عدد قليل من العناصر ذات القيمة العالية، ويستفيدون من العروض الترويجية الممتدة على مدار أيام للحصول على أفضل الصفقات. هذا التحول في السلوك يعكس وعيًا متزايدًا بالوضع المالي، ورغبة في تحقيق أقصى استفادة من كل دولار يتم إنفاقه.

نمو خطط “اشتر الآن وادفع لاحقًا”

يشهد موسم الأعياد الحالي نموًا ملحوظًا في استخدام خطط “اشتر الآن وادفع لاحقًا” (BNPL). تسمح هذه الخطط للمتسوقين بتأخير مدفوعاتهم على مشترياتهم، مما يجعلها خيارًا جذابًا للعديد من الأسر. تتوقع Adobe أن تؤدي هذه القروض إلى إنفاق 20.2 مليار دولار عبر الإنترنت خلال موسم الأعياد، بزيادة قدرها 11% عن العام الماضي. ومن المتوقع أن يتجاوز الإنفاق عبر هذه القروض مليار دولار في يوم الاثنين السيبراني وحده، مع كون معظم عمليات الشراء تتم عبر الأجهزة المحمولة.

هيمنة الأجهزة المحمولة والذكاء الاصطناعي في التسوق

أصبحت الأجهزة المحمولة هي منصة التسوق المهيمنة خلال موسم الأعياد. تتوقع Adobe أن تمثل الهواتف الذكية والأجهزة القابلة للارتداء وغيرها من الأجهزة المحمولة 58% من الإنفاق عبر الإنترنت هذا الموسم. هذا التحول يعكس مدى سهولة الوصول إلى الإنترنت عبر الأجهزة المحمولة، وتفضيل المستهلكين للتسوق أثناء التنقل.

بالإضافة إلى ذلك، تلعب خدمات التسوق المدعومة بالذكاء الاصطناعي دورًا متزايدًا في مساعدة المستهلكين على اتخاذ قرارات الشراء. ففي الجمعة السوداء، قدرت Salesforce أن مساعدي الذكاء الاصطناعي والوكلاء الرقميين ساهموا بمبلغ 14.2 مليار دولار من إجمالي 79 مليار دولار تم إنفاقه عبر الإنترنت على مستوى العالم.

المنتجات الأكثر رواجًا في موسم الأعياد

تشير التقديرات إلى أن المنتجات الأكثر رواجًا خلال موسم الأعياد الحالي ستشمل وحدات تحكم الألعاب مثل Nintendo Switch 2، بالإضافة إلى الألعاب التي تحولت إلى ظواهر ثقافية مثل دمى Labbubu. كما يتوقع أن تشهد أحدث الإصدارات من الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الشهيرة، مثل iPhone 17 و Google Pixel 10 و Samsung Galaxy S25، ارتفاعًا كبيرًا في الطلب.

مستقبل يوم الاثنين السيبراني

على الرغم من أن يوم الاثنين السيبراني يعتبر تقليديًا “المكالمة الأخيرة” للاستفادة من أكبر الخصومات بعد عيد الشكر، إلا أن نطاقه قد توسع على مر السنين. فقد بدأ هذا الحدث في عام 2005 كمحاولة من قبل الاتحاد الوطني للبيع بالتجزئة لتشجيع التسوق عبر الإنترنت، ولكنه تطور الآن ليصبح أسبوعًا كاملاً من العروض الترويجية. هذا التوسع يعكس مدى أهمية التسوق عبر الإنترنت في الاقتصاد الحديث، ورغبة تجار التجزئة في الاستفادة من هذا النمو.

في الختام، يبدو يوم الاثنين السيبراني 2024 واعدًا بتحقيق أرقام قياسية جديدة في الإنفاق الرقمي. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الوضع الاقتصادي لا يزال غير مؤكد، وأن المستهلكين يتسوقون بحذر أكبر. سواء كنت تخطط للاستفادة من الصفقات المغرية أو مجرد مراقبة الأحداث، فإن يوم الاثنين السيبراني هو حدث مثير للاهتمام يعكس التغيرات المستمرة في عالم البيع بالتجزئة. لا تنسوا مقارنة الأسعار والتحقق من سياسات الإرجاع قبل إجراء أي عملية شراء.

شاركها.