في تطور درامي للقضية التي هزت الأوساط الملكية وعالم الاتجار بالبشر، تجتاح معركة قانونية أستراليا لتحديد مصير ثروة فيرجينيا جيوفري، الناجية التي اتهمت الأمير أندرو بالاعتداء الجنسي. هذه القضية المعقدة، التي بدأت في أعقاب وفاة جيوفري المأساوية، تتنافس فيها أطراف متعددة على إدارة تركتها والإشراف على ممتلكاتها، بما في ذلك عائدات مذكراتها المثيرة للجدل. تتصدر فيرجينيا جيوفري عناوين الأخبار مرة أخرى، ولكن هذه المرة من خلال نزاع حول إرثها.

صراع على الإرث: من سيسيطر على ثروة فيرجينيا جيوفري؟

بدأت الإجراءات القانونية بعد وفاة جيوفري في أبريل/نيسان الماضي، عن عمر يناهز 41 عامًا. وفاتها، التي جاءت في مزرعتها بولاية أستراليا الغربية، كانت انتحارًا، ولم تترك وراءها وصية تحدد كيفية توزيع ممتلكاتها. الآن، يتنافس ابناها الوحيدان البالغان، كريستيان جيوفري (19 عامًا) ونوح جيوفري (18 عامًا)، مع مدبرة منزلها ومحاميتها السابقة للسيطرة على تركتها.

يعتزم الشابان أن تعينهما المحكمة كمديرين للتركة، مما يمنحهما السلطة لاتخاذ القرارات بشأن ممتلكات والدتهما. وتشمل هذه الممتلكات عقارات في غرب أستراليا، والأهم من ذلك، الإيرادات المحتملة من مذكراتها التي صدرت مؤخرًا بعنوان “فتاة لا أحد”. تعد هذه المذكرات مصدرًا رئيسيًا للخلاف، حيث تكشف عن تفاصيل صادمة حول الاتجار الجنسي الذي تعرضت له جيوفري في سن المراهقة على يد الممول الراحل جيفري إبستين وشخصيات بارزة أخرى.

معارضة قوية من المقربات السابقات

تعارض شيريل مايرز، مدبرة منزل جيوفري ومقدمة الرعاية السابقة، وكاري لودن، محاميتها السابقة، بشدة طلب الأخوين. يطالبن النساء بدور الإدارة للتركة، مما يشير إلى مخاوف بشأن قدرة الأبناء على إدارة شؤون والدتهم بمسؤولية. السبب وراء معارضتهما لم يتم الكشف عنه بالكامل، ولكن يُفترض أنه يتعلق بالحفاظ على مصالح مختلفة قد تكون مرتبطة بجيوفري أو بمذكراتها.

الخلاف يتجذر في الماضي المعقد لـ جيوفري وعلاقاتها المتغيرة. فقد انفصلت عن زوجها، روبرت جيوفري، وأطفالها هذا العام. ويضاف إلى التعقيد اتهامها بانتهاك أمر تقييدي يتعلق بالعنف الأسري في فبراير/شباط، قبل وفاتها بوقت قصير. ومع هذه الظروف، تكتسب القضية أبعادًا إضافية تتجاوز مجرد الإشراف على الأصول المالية.

مذكرات “فتاة لا أحد” تثير المزيد من الجدل

أثارت مذكرات فيرجينيا جيوفري، التي تصدرت قوائم الكتب الأكثر مبيعًا، عاصفة من ردود الفعل. تفصل جيوفري فيها ادعاءاتها الصادمة بأنها كانت ضحية لشبكة اغتيال جنسي ضمت إبستين وأفرادًا من النخبة. وتشير بشكل خاص إلى الأمير أندرو، الذي نفى بشدة هذه الادعاءات، مؤكدًا أنه لا يتذكر حتى أنه التقى بها.

تُشكل عائدات هذه المذكرات جزءًا كبيرًا من تركة جيوفري. ويترتب على قرار المحكمة بشأن الإدارة تأثير كبير على كيفية توزيع هذه الإيرادات، سواء ذهبت إلى أبنائها أو إلى الأطراف الأخرى التي تطالب بالوصاية. الجدل الدائر حول الحقيقة وراء هذه الادعاءات، بالإضافة إلى التداعيات القانونية المحتملة، يضيف طبقة أخرى من التعقيد إلى القضية.

دور المحكمة وتأجيل الجلسات

تم تعيين مسؤول مؤقت في بداية هذا الأسبوع لإدارة تركة فيرجينيا جيوفري حتى يتم البت في القضية. وقد عقدت الجلسة الأولى للمحكمة يوم الجمعة الماضي، حيث ناقش المحامون جوانب مختلفة من النزاع. ومن بين القضايا التي طُرحت، مسألة ما إذا كان ينبغي إشراك ابنة جيوفري الصغرى وزوجها المنفصل روبرت جيوفري كأطراف في القضية.

تم تأجيل الجلسة التالية إلى العام المقبل، مما يعكس تعقيد القضية والحاجة إلى مزيد من الوقت لجمع الأدلة والاستماع إلى الحجج من جميع الأطراف. من الواضح أن المحكمة ستواجه مهمة شاقة في الموازنة بين مصالح جميع المعنيين واتخاذ قرار عادل بشأن مستقبل تركة جيوفري.

التحديات القانونية والاعتبارات الأخلاقية

لا تقتصر القضية على الجوانب المالية والقانونية البحتة. فهي تتطرق أيضًا إلى اعتبارات أخلاقية مهمة تتعلق بحماية مصالح الأطفال، وضمان إدارة تركة ضحية الاتجار الجنسي بطريقة تحترم ذاكرتها وكرامتها. بالإضافة إلى ذلك، فإن القضية تلقي الضوء على التحديات القانونية المتعلقة بالتعامل مع الاتهامات الخطيرة بالاعتداء الجنسي، والتداعيات التي يمكن أن تحدث بعد وفاة الضحية.

تظل قضية فيرجينيا جيوفري بمثابة تذكير مؤلم بالضرر الذي يلحقه الاتجار بالبشر، وبالصعوبات التي تواجه الناجين في سعيهم للعدالة والشفاء. وبينما تنتظر المحكمة المزيد من الأدلة، فإن العالم يراقب عن كثب ليرى كيف ستتطور هذه القصة المأساوية. ومن المتوقع أن يكون لقرار المحكمة تأثير كبير على الطريقة التي يتم بها التعامل مع قضايا مماثلة في المستقبل، سواء في أستراليا أو في أماكن أخرى.

في الختام، تمثل هذه القضية حلقة أخرى في سلسلة الأحداث التي كشفت عن شبكة معقدة من الاتصالات المشبوهة والجرائم المزعومة. إنها دعوة للتفكير في أهمية دعم الناجين من الاتجار بالبشر، وضمان مساءلة الجناة، والسعي لتحقيق العدالة في جميع الحالات. تابعوا آخر التطورات في هذه القضية المثيرة للاهتمام والتي تستحق المتابعة.

شاركها.