أشعل بطل السباحة الأولمبي جريجوريو بالترينيري شعلة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في ميلان كورتينا يوم السبت، معلنةً بذلك بداية رحلة استثنائية عبر إيطاليا. هذه الشعلة، رمزًا للوحدة والروح الرياضية، ستجوب 12000 كيلومتر على مدار شهرين، لتصل إلى وجهتها النهائية في حفل الافتتاح المرتقب في 6 فبراير. هذا الحدث يمثل بداية العد التنازلي لإحدى أهم الفعاليات الرياضية العالمية، ويثير حماسًا كبيرًا في جميع أنحاء البلاد. دورة الألعاب الأولمبية الشتوية ليست مجرد منافسة رياضية، بل هي فرصة لإيطاليا لإبراز ثقافتها وجمالها الطبيعي.

انطلاق شعلة الألعاب الأولمبية الشتوية من روما

بدأت مسيرة الشعلة في روما، تحديدًا في مسار Stadio dei Marmi التاريخي في Foro Italico. حمل بالترينيري الشعلة بأناقة، مستحضرًا ذكريات مجده الأولمبي. رافقه زملاؤه الرياضيون في هذه المهمة الرمزية، مؤكدين على التراث الرياضي الغني لإيطاليا.

شارك في المراحل الأولى من تتابع الشعلة جيانكارلو بيريس، حامل الشعلة الأخير في دورة الألعاب الأولمبية في روما عام 1960، في مشهد مؤثر يربط بين الأجيال. بيريس، البالغ من العمر 84 عامًا، أعرب عن سعادته بكونه جزءًا من هذه الاحتفالية التاريخية.

رموز رياضية إيطالية تشارك في التتابع

لم يقتصر الأمر على بالترينيري وبيريس، بل شهدت المرحلة الأولى مشاركة نخبة من الرياضيين الإيطاليين البارزين. إلى جانب بالترينيري ولاعبة المبارزة روسيلا فيامينجو، حمل الشعلة أيضًا لاعب التنس ماتيو بيريتيني، ولاعب كرة السلة المعتزل أندريا بارنياني، ومتسابق الدراجات النارية السابق ماكس بياجي.

كما أضفى الممثل ريكي توجنازي لمسة فنية على الحدث، حيث حمل الشعلة أثناء قيادته دراجة فيسبا بيضاء، في إشارة إلى الفيلم الكلاسيكي “عطلة رومانية”. هذه المشاركة المتنوعة تعكس الدعم الشعبي الواسع للدورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2026.

مسار الشعلة وتوقعاتها

سينطلق تتابع الشعلة في رحلة عبر جميع المقاطعات الإيطالية البالغ عددها 110، قبل أن يصل إلى ملعب سان سيرو في ميلانو لحفل الافتتاح الكبير. من المتوقع أن يمر المسار بـ 60 مدينة مختلفة، بما في ذلك نابولي في عيد الميلاد وباري في ليلة رأس السنة الجديدة.

وستشهد الشعلة محطات بارزة مثل تورينو، التي استضافت دورة الألعاب الأولمبية الشتوية 2006، وفيرونا، وكورتينا دامبيزو، التي تحتفل بالذكرى السبعين لحفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 1956. ولن يقتصر الأمر على ذلك، بل ستمر الشعلة بجميع مواقع التراث العالمي لليونسكو في إيطاليا، والتي يتجاوز عددها 60 موقعًا، مما يجعل هذا التتابع بمثابة “إعلان ضخم مدته شهرين” عن جمال وتاريخ إيطاليا.

الاستعدادات النهائية لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية

تستعد إيطاليا لاستضافة الألعاب الشتوية في أربعة مواقع مختلفة. ستقام منافسات التزلج في ميلانو، بينما ستستضيف بورميو منافسات التزلج على جبال الألب وتسلق الجبال للتزلج للرجال. أما كورتينا دامبيزو، فستكون مسرحًا لمنافسات التزلج على جبال الألب للسيدات، والرياضات المنزلقة، والكيرلنغ. بالإضافة إلى ذلك، ستستضيف ليفينو منافسات التزلج على الجليد والتزلج الحر.

على الرغم من الاستعدادات المكثفة، واجهت مسيرة الشعلة بعض الاحتجاجات الطفيفة من مجموعات من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين، حيث تدخلت الشرطة لمنعهم من تعطيل مسار التتابع. ومع ذلك، لم تؤثر هذه الحوادث على الروح الاحتفالية العامة.

دورة الألعاب الأولمبية الشتوية: فرصة لإيطاليا

تعتبر دورة الألعاب الأولمبية الشتوية فرصة ذهبية لإيطاليا لتعزيز مكانتها على الخريطة السياحية العالمية، وجذب الاستثمارات، وإلهام جيل جديد من الرياضيين. إن تتابع الشعلة، بمساره الطويل والمتنوع، يمثل رمزًا لهذه الفرصة، ويحمل معه رسالة أمل وتفاؤل.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إشراك الرياضيين والرموز الثقافية الإيطالية في هذا الحدث يعزز الشعور بالفخر الوطني والانتماء. من المتوقع أن تجذب الألعاب ملايين المشاهدين من جميع أنحاء العالم، وأن تترك إرثًا دائمًا في تاريخ الرياضة الإيطالية.

في الختام، انطلاق شعلة دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في ميلان كورتينا هو علامة فارقة في الاستعدادات لهذا الحدث الرياضي العالمي. إن هذه الرحلة الاستثنائية عبر إيطاليا ليست مجرد ترويج للألعاب، بل هي احتفال بالروح الرياضية، والتراث الثقافي، وجمال الطبيعة الإيطالية. تابعونا لمزيد من التحديثات حول الألعاب الأولمبية الشتوية واستعدادات إيطاليا لاستقبال العالم.

شاركها.