في مياه البحر الأسود، تتصدر ناقلة النفط “كايروس” عناوين الأخبار، بعد أن تقطعت بها السبل قبالة ساحل بلغاريا. هذه الحادثة، التي تثير تساؤلات حول دور السفن في “أسطول الظل” وتجنب العقوبات الدولية، دفعت السلطات البلغارية إلى إطلاق عمليات إجلاء للطاقم. هذا المقال يتناول تفاصيل الحادثة، الجهود المبذولة لإنقاذ الطاقم، والخلفيات المتعلقة بهذه الناقلة المثيرة للجدل.
ناقلة النفط “كايروس”: تفاصيل الحادثة وعمليات الإنقاذ
بدأت القصة يوم السبت، عندما أعلنت السلطات البحرية البلغارية عن بدء جهود لإجلاء طاقم ناقلة النفط “كايروس” التي تقطعت بها السبل قبالة ميناء أهتوبول على البحر الأسود. الناقلة، التي يبلغ ارتفاعها 274 مترًا، كانت قد اشتعلت فيها النيران في الأسبوع الماضي، بعد مزاعم عن هجوم بطائرات بدون طيار تابعة للبحرية الأوكرانية بالقرب من الساحل التركي. كانت “كايروس” تبحر فارغة من مصر باتجاه ميناء نوفوروسيسك الروسي.
السفينة، التي يبلغ وزنها 149 ألف طن، تحمل تاريخًا معقدًا من تغيير الأعلام، حيث سجلت سابقًا تحت أعلام بنما واليونان وليبيريا. وقد أدرجها الاتحاد الأوروبي في قائمة العقوبات في يوليو من هذا العام، تبعتها المملكة المتحدة وسويسرا.
دخول الناقلة المياه الإقليمية البلغارية والظروف المحيطة
دخلت الناقلة المياه الإقليمية البلغارية يوم الجمعة، بعد أن كانت تتبعها سفينة تركية. ولكن، بشكل مفاجئ، تم التخلي عن مهمة المرافقة، مما أدى إلى انحراف الناقلة عبر البحر بدون طاقة، لتتحول إلى ما يشبه “سفينة الأشباح” قبل أن تقطعت بها السبل على بعد أقل من ميل بحري من الشاطئ.
رومين نيكولوف، المسؤول عن عمليات الإنقاذ في الوكالة البحرية البلغارية، أكد أنه يجب تحديد سبب دخول الناقلة إلى المياه الإقليمية البلغارية من خلال القنوات الدبلوماسية. هذا الأمر يثير تساؤلات حول الإجراءات الأمنية والرقابية المتبعة في المنطقة.
حالة الطاقم والوضع البيئي لناقلة “كايروس”
لحسن الحظ، أفاد نيكولوف بأن الناقلة الفارغة مستقرة على الرغم من الظروف الجوية السيئة، ولا يوجد أي خطر يهدد الطاقم أو البيئة البحرية. جميع أفراد الطاقم العشرة، من جنسيات مختلفة، في حالة جيدة ولديهم ما يكفي من الطعام والماء لمدة ثلاثة أيام تقريبًا.
“عندما يهدأ الطقس، سيتم سحب السفينة إلى مكان آمن”، أضاف نيكولوف، مؤكدًا على أن سلامة الطاقم هي الأولوية القصوى.
التواصل مع الطاقم والمراقبة المستمرة
أكد رئيس شرطة الحدود، أنطون زلاتانوف، أن التواصل تم مع الطاقم وأنهم امتثلوا للأوامر وألقوا المرساة. وأضاف أن السفينة مستقرة حاليًا قبالة أهتوبول. كما أوضح أن الطاقم أعرب عن رغبته في الإجلاء، لكن يجب أن يتم ذلك بأكثر الطرق أمانًا ممكنة.
تخضع الناقلة لمراقبة دقيقة من خلال نظام اتصال لاسلكي وكاميرات حرارية من الشاطئ ونظام رادار، مع الحفاظ على التواصل المستمر مع الطاقم. هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان سلامة الجميع وتجنب أي تطورات غير متوقعة.
“أسطول الظل” والعقوبات الدولية: خلفيات الحادثة
تأتي هذه الحادثة في ظل تزايد الاهتمام بـ “أسطول الظل” من السفن التي يُعتقد أنها تستخدم من قبل روسيا للتهرب من العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب الحرب في أوكرانيا. هذه السفن غالبًا ما تغير أعلامها وتستخدم طرقًا ملتوية لإخفاء وجهتها الحقيقية وشحناتها.
الناقلة “كايروس” نفسها أثارت الشكوك بسبب تاريخها في تغيير الأعلام وإدراجها في قوائم العقوبات. هذا يثير تساؤلات حول دورها المحتمل في تسهيل التجارة الروسية وتجنب العقوبات. ناقلة النفط هذه تمثل جزءًا من شبكة معقدة تسعى إلى إيجاد طرق للالتفاف على القيود المفروضة.
مستقبل ناقلة “كايروس” والتحقيقات الجارية
من المتوقع أن يتم سحب السفينة إلى مكان آمن بمجرد تحسن الأحوال الجوية. في الوقت نفسه، ستجري السلطات البلغارية تحقيقات لتحديد سبب دخول الناقلة إلى المياه الإقليمية البلغارية والتحقق من أي مخالفات محتملة.
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يتم إجراء تحقيق دولي لتحديد ما إذا كانت الناقلة متورطة في أي أنشطة غير قانونية تتعلق بتجنب العقوبات. البحر الأسود يشهد توترات متزايدة، وهذه الحادثة تزيد من تعقيد الوضع.
في الختام، حادثة ناقلة النفط “كايروس” تسلط الضوء على التحديات الأمنية واللوجستية في البحر الأسود، وعلى الجهود المبذولة لمكافحة التهرب من العقوبات الدولية. التحقيقات الجارية ستكشف المزيد من التفاصيل حول هذه القضية المثيرة للجدل، وستساعد في تحديد الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل. نأمل أن يتم إجلاء الطاقم بأمان وأن يتم التعامل مع الوضع بشكل يضمن حماية البيئة البحرية. تابعونا لمزيد من التحديثات حول هذا الموضوع.
