قنبلة هيروشيما أحد أسوأ الأحداث في التاريخ الحديث، وتعتبر جريمة إنسانية بشعة راح ضحيتها الآلاف من المدنيين. ومن خلال هذا المقال سنتعرف على تفاصيل أكثر حول تلك الحادثة.
ما هي قنبلة هيروشيما؟
أول استخدام للسلاح النووي كانت هذه القنبلة، وقد أطلقتها الولايات المتحدة الأميركية في نهاية الحرب العالمية الثانية بأمر من رئيسها “هاري ترومان” بعد رفض اليابان الاستسلام في الحرب والموافقة على إعلان بوتسدام.
تم تصنيع هذه القنبلة ضمن إطار مشروع مانهاتن السري التي أنشأته الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة البريطانية وكندا؛ للبحث العلمي والوصول لأول سلاح نووي يستخدم في الحروب.
وقد سميت تلك القنبلة بالولد الصغير أو الليتيل بوي، وهي عبارة عن قنبلة نووية من اليورانيوم 235، وبها قوة تفجيرية تبلغ 20 ألف طن من TNT وهي مواد شديدة الانفجار، كما أنها قنبلة يتم تفجيرها في الهواء وليس عند اصطدامها بالأرض كباقي القنابل المعروفة.
السياق التاريخي للأحداث
في نهاية الحرب العالمية عام 1945 أصدر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك “هاري ترومان” مع زعماء التحالف إعلان بوتسدام، الذي كان من بنوده استسلام اليابان وبدون أي شروط وإلا ستلاقي هجومًا من الحلفاء قد يدمر البلاد، ولم يتم الإعلان عن أي نية لاستخدام السلاح النووي.
تجاهل رئيس وزراء اليابان “كانتارو سوزوكي” هذا الإعلان وقال أنه بحاجة إلى إعادة صياغة، ولم يستسلم للحلفاء، اعتبرت الصحافة وجبهة الحلفاء أن هذا تصريح بالرفض، وفي أغسطس 1945 تم إطلاق قنبلة ليتل بوي على هيروشيما، وقد انفجرت القنبلة على ارتفاع 580 متر فوق سطح الأرض وهي مسافة منخفضة، وقد وصلت درجة حرارة القنبلة وقت الانفجار إلى عدة ملايين درجة، مسببةً بذلك انفجارًا مدمرًا للمدينة.
لماذا تم اختيار مدينة هيروشيما كهدف للقنبلة؟
كانت مدينة هيروشيما هدفًا محتملًا للقنبلة هي وعدة مدن يابانية أخرى مثل: كيوتو ويوكوهاما، ولكن تم اختيار هيروشيما لعدة أسباب منها:
- أنها مدينة صعب الوصول إليها بالقصف الأمريكي.
- تعتبر ميناء للهروب إذا حدث أي شيء.
- لها أهمية اقتصادية وعسكرية كبيرة وقتها.
- بها عدد من مقرات ومعسكرات للجيش.
- تعتبر مزود عسكري ولوجستي لليابان.
- تعد مركزًا للاتصالات.
- نقطة لتجمع القوات.
كل هذه العوامل أدت لاختيار هيروشيما لتكون هدفًا لأول قنبلة نووية تطلق في التاريخ.
الآثار الناتجة عن انفجار قنبلة هيروشيما
توقف الزمن في الثامنة والربع صباحًا في اليوم السادس من شهر أغسطس عام 1945 وقت انفجار القنبلة على مدينة هيروشيما، محدثة بذلك أضرار جسيمة لحقت بالمباني والبشر مثل:
- تم تدمير أكثر من نصف المدينة من مبانٍ، وبنية تحتية، وأرضٍ زراعية.
- لقى 70 ألف إنسان مصرعه على الفور من لحظة انفجار القنبلة.
- تم زيادة عدد القتلى ووصل إلى 140 ألف متأثرين بالإصابات والتسمم الإشعاعي.
- عانى الكثيرون وحدثت تشوهات لعدد كبير من سكان المدينة إثر الإشعاعات النووية.
- تعرض الناجون لأمراض، ومشاكل صحية، وأنواع من السرطانات استمرت لعقود.
- استسلمت اليابان ووافقت على إعلان بوتسدام، هي وألمانيا وانتهت الحرب العالمية الثانية بفوز الحلفاء والولايات المتحدة الأمريكية.
برغم أن ما حدث كان مأساة حقيقة، إلا أن ذلك ساعد في توقف الحرب العالمية الثانية التي استمرت لمدة 6 سنوات من 1939 إلى 1945، وحفزت وجود اتجاه يدعو إلى ضرورة السلام ومنع استخدام السلاح النووي، والتوقف عن تطوير أسلحة مدمرة لهذه الدرجة. وتم إعمار جزء كبير من المدينة بعد عدة سنوات من القصف النووي، ولكن مازالت بعض المناطق مغلقة بسبب الإشعاع النووي المتواجد إلى الآن.