احتواء حريق سفينة الحاويات في ميناء لوس أنجلوس: تقييم المخاطر البيئية مستمر

اندلع حريق كبير على متن سفينة حاويات راسية في ميناء لوس أنجلوس ليلة الجمعة، مما أثار حالة من التأهب في المنطقة المحيطة. تمكنت فرق الإطفاء من السيطرة على حريق سفينة الحاويات تقريبًا بحلول ظهر يوم السبت، إلا أن السلطات لا تزال تعمل على تقييم الأضرار وتحديد مدى التلوث المحتمل الناجم عن المواد الخطرة المحروقة التي كانت على متنها. هذا الحادث يثير مجددًا التساؤلات حول سلامة نقل المواد الخطرة بحراً وإدارة المخاطر في الموانئ المزدحمة.

تفاصيل الحريق وملابساته

بدأ الحريق في ميناء لوس أنجلوس بقسم كهربائي تحت سطح السفينة، وفقًا لإدارة الإطفاء. سرعان ما انتشرت النيران إلى عدة طوابق، مما أدى إلى انفجار في منتصف السفينة. وتم استدعاء أكثر من 100 رجل إطفاء للتعامل مع الحادث في أحد أكثر الموانئ البحرية ازدحامًا في أمريكا الشمالية.

أدى الحريق إلى إصدار أمر بالاحتماء في مكانه لسكان المناطق القريبة من الميناء، خوفًا من انتشار المواد الخطرة الموجودة في حمولة السفينة One Henry Hudson. لحسن الحظ، تم رفع هذا الأمر في صباح يوم السبت بعد أن تمكنت فرق الإطفاء من احتواء النيران بشكل كبير.

جهود السيطرة على النيران

بين آدم فان جيربن، المتحدث باسم إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، أن زوارق الإطفاء استخدمت المياه للسيطرة على “قسم صغير” كان لا يزال مشتعلًا. استمرت جهود مكافحة الحريق طوال الليل، بفضل العمل الدؤوب لفرق الإطفاء. كما قامت خفر السواحل بإنشاء منطقة أمان نصف ميل بحري وتقييد مؤقت للطيران حول السفينة كإجراء احترازي.

تقييم الأضرار والمخاطر البيئية المحتملة

المخاوف الرئيسية حاليًا تدور حول المواد الخطرة التي كانت على متن السفينة. تشير التقديرات الأولية إلى أن حوالي 100 حاوية بضائع قد احترقت، والكثير منها يحتوي على مواد خطرة مثل بطاريات الليثيوم أيون وغيرها من النفايات الخطرة.

ولكن، لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه المواد قد اشتعلت فيها النيران بالفعل. صرح فان جيربن بأنهم “لا يعرفون على وجه التحديد أي منها احترق”، مما يجعل تقييم الأضرار البيئية أكثر تعقيدًا. حالياً، تقوم فرق متخصصة بتحليل طبيعة المواد المحترقة وتقدير حجم التلوث المحتمل. هذا التقييم ضروري لتحديد الإجراءات اللازمة لحماية البيئة والصحة العامة، بما في ذلك عمليات التنظيف وإزالة التلوث.

سلامة الطاقم واستئناف العمليات

لحسن الحظ، لم يسجل أي إصابات بين أفراد الطاقم البالغ عددهم 23 شخصًا، والجميع بسلامة. وقد أكدت شركة Ocean Network Express، وهي الشركة المشغلة للسفينة، أنها تراقب الوضع عن كثب وتتعاون بشكل كامل مع السلطات المعنية.

وبعد احتواء الحريق في الميناء، تم استئناف عمليات الميناء في الصباح ذاته، مما قلل من تعطيل حركة التجارة. ومع ذلك، لا تزال التحقيقات جارية لتحديد سبب الحريق والوقوف على العوامل التي ساهمت في سرعة انتشاره.

أهمية التعامل مع المواد الخطرة في الموانئ

يؤكد هذا الحادث على الأهمية القصوى للتعامل الآمن مع المواد الخطرة في الموانئ. إن تزايد حركة التجارة العالمية وزيادة الاعتماد على النقل البحري يعني أيضًا زيادة في حجم المواد الخطرة التي يتم نقلها عبر الموانئ.

يجب على الموانئ وشركات الشحن والسلطات المختصة العمل معًا لضمان تطبيق إجراءات السلامة المناسبة، بما في ذلك:

  • التدريب المناسب للعاملين في الموانئ على التعامل مع المواد الخطرة.
  • توفير معدات الإطفاء والتجهيزات اللازمة للتعامل مع الحرائق المحتملة.
  • تنفيذ عمليات تفتيش منتظمة للتأكد من التزام السفن والشركات بمعايير السلامة.
  • وضع خطط استجابة للطوارئ للتعامل مع الحوادث المحتملة، بما في ذلك الحرائق والتسربات.
  • تطوير تقنيات جديدة للكشف عن المواد الخطرة ومنع انتشارها في حالة وقوع حادث.

الخلاصة والتوقعات المستقبلية

لقد كان حريق سفينة الحاويات في ميناء لوس أنجلوس تذكيرًا قويًا بالمخاطر المرتبطة بنقل المواد الخطرة. على الرغم من احتواء النيران بنجاح، إلا أن تقييم الأضرار البيئية المحتملة لا يزال مستمرًا. يجب أن يؤدي هذا الحادث إلى مراجعة شاملة لإجراءات السلامة في الموانئ وتعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية لضمان حماية البيئة والصحة العامة. من الضروري أيضًا الاستثمار في البحث والتطوير لتقنيات جديدة يمكن أن تساعد في منع مثل هذه الحوادث في المستقبل. نأمل أن تساهم هذه الجهود في جعل الموانئ أماكن أكثر أمانًا لجميع العاملين فيها والمجتمعات المحيطة بها.

ملاحظة: يرجى متابعة آخر التحديثات حول هذا الحادث من خلال وكالة أسوشيتد برس وغيرها من المصادر الإخبارية الموثوقة لضمان حصولك على معلومات دقيقة وحديثة.

شاركها.