بورتوريكو تواجه صدمة جديدة في أسعار الكهرباء: تفاصيل الجلسات الاستماعية المقترحة لزيادة الرسوم

تواجه بورتوريكو أزمة متصاعدة في قطاع الطاقة، حيث تعقد حاليًا جلسات استماع عامة بشأن طلبات زيادة الرسوم المقدمة من شركات الطاقة الخاصة. هذه الزيادات المقترحة، إذا تمت الموافقة عليها، قد ترفع متوسط فاتورة الكهرباء السكنية بنسبة 40% على الأقل، وهو عبء ثقيل على الجزيرة التي تعاني بالفعل من معدلات فقر مرتفعة وتكاليف معيشة باهظة. وتثير هذه الخطوة غضب السكان الذين يشككون في مبررات شركات الطاقة، خاصةً بعد الدمار الذي خلفه إعصار ماريا عام 2017.

أزمة الرسوم المقترحة: نظرة عامة

بدأت جلسات الاستماع في منتصف نوفمبر، ومن المقرر أن تستمر حتى أواخر ديسمبر، تحت إشراف مكتب الطاقة في بورتوريكو. الهدف هو تقييم ما إذا كانت الزيادات المقترحة ضرورية حقًا لتحديث شبكة الكهرباء المتهالكة. تعتبر هذه الزيادات المقترحة بمثابة ضربة اقتصادية محتملة للأسر البورتوريكية، حيث يمكن أن يرتفع السعر الأساسي للفاتورة من 4 دولارات شهريًا إلى أكثر من 40 دولارًا. تأتي هذه المطالبات في وقت حرج، حيث يكافح العديد من السكان لتلبية احتياجاتهم الأساسية.

Luma Energy والرسوم الثابتة: نقطة الخلاف الرئيسية

تعتبر شركة Luma Energy، المسؤولة عن نقل وتوزيع الطاقة في الجزيرة، من بين الشركات التي تقدمت بطلبات لزيادة الرسوم. أحد المقترحات الرئيسية هو زيادة الرسوم الثابتة السكنية من حوالي 4 دولارات شهريًا إلى 15 دولارًا اعتبارًا من يناير القادم. ترى جمعية تخزين الطاقة الشمسية والطاقة في بورتوريكو (SESA) أن هذا الطلب يمثل “ضربة اقتصادية غير مبررة” للأسر، مشيرةً إلى عدم وجود تحليل واضح يدعم هذه الزيادة.

تأثير الرسوم على الطاقة الشمسية

بالإضافة إلى العبء المالي على المستهلكين، يثير هذا الاقتراح مخاوف بشأن مستقبل الطاقة المتجددة في بورتوريكو. حذر بي جيه ويلسون، رئيس SESA، من أن هذه الزيادات ستجعل التحول إلى الطاقة الشمسية أكثر صعوبة، مما يعيق الجهود المبذولة لتحقيق نظام طاقة أكثر استدامة. هذا الأمر يمثل تناقضًا مع الأهداف السابقة للجزيرة في مجال الطاقة المتجددة.

تراجع طموحات الطاقة المتجددة

كانت بورتوريكو قد حددت هدفًا طموحًا للوصول إلى نظام طاقة متجددة بنسبة 100% بحلول عام 2050. ومع ذلك، يبدو أن هذا الهدف قد تراجع في ظل إدارة الحاكمة جينيفر غونزاليس، وهي من المؤيدين للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. على الرغم من أن إعصار ماريا سلط الضوء على الحاجة إلى نظام طاقة أكثر مرونة وقدرة على الصمود، إلا أن التقدم نحو الطاقة المتجددة يبدو بطيئًا.

انقطاع التيار الكهربائي المستمر وتأثيره على السكان

لا يزال انقطاع التيار الكهربائي المتكرر يمثل مشكلة كبيرة في بورتوريكو. فقد شهدت الجزيرة انقطاعات واسعة النطاق خلال أسبوع عيد الفصح هذا العام وعشية رأس السنة الجديدة العام الماضي. هذه الانقطاعات لا تزعج حياة السكان اليومية فحسب، بل تتسبب أيضًا في أضرار للأجهزة الكهربائية وتزيد من الإحباط العام. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع فاتورة الكهرباء المقترح، والذي قد يصل إلى 33 سنتًا لكل كيلوواط ساعة، يفاقم الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الكثيرون. بالمقارنة، يبلغ متوسط سعر الكهرباء في البر الرئيسي للولايات المتحدة 17 سنتًا لكل كيلوواط ساعة.

وعود بإصلاح قطاع الطاقة

أدركت حاكمة بورتوريكو خطورة الوضع، ووعدت بإنهاء عقد الحكومة مع Luma Energy. صرح رئيس الأركان فرانسيسكو دومينيك بأن العملية القانونية لإلغاء العقد ستبدأ قبل نهاية العام، مؤكدًا أن “خفض تكاليف الطاقة هو الأولوية رقم واحد”. تجري الحكومة حاليًا محادثات مع شركات مقرها في البر الرئيسي الأمريكي لاستكشاف إمكانية استبدال Luma Energy، لكنها لم تكشف عن تفاصيل محددة حتى الآن.

تحديات ديون هيئة الطاقة الكهربائية

على الرغم من هذه الوعود، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه إصلاح قطاع الطاقة في بورتوريكو. تتعثر هيئة الطاقة الكهربائية في الجزيرة تحت وطأة ديون تتجاوز 9 مليارات دولار. تجري مفاوضات مع حاملي السندات، لكن الخبراء يحذرون من أن البورتوريكيين قد يواجهون زيادة أخرى في أسعار الطاقة لسداد هذا الدين إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مرضٍ.

شبكة قديمة وتحتاج إلى استثمار

تعاني شبكة الكهرباء في بورتوريكو من الإهمال ونقص الاستثمار لعقود من الزمن. كانت الشبكة هشة بالفعل قبل إعصار ماريا، وقد تسبب الإعصار في أضرار جسيمة أدت إلى انقطاعات طويلة الأمد. تؤكد Luma Energy أن الموارد المالية المحدودة لهيئة الطاقة الكهربائية تعيق قدرتها على تحديث الشبكة وتحسينها. وتشير الشركة إلى أنها مجبرة على تحويل الأموال من التحسينات المخطط لها إلى حالات الطوارئ، مثل إصلاح الأضرار الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي. كما تضيف أن عدم القدرة على الوصول إلى التمويل يجبرها على دفع تكاليف الاستثمار في الشبكة بالكامل كل عام، بدلاً من توزيعها على مدى عدة سنوات. وتشدد Luma Energy على أنها لن تستفيد ماليًا من الزيادة المقترحة في رسوم الكهرباء، وأن التمويل سيستخدم حصريًا لتحسين وتقوية الشبكة.

مستقبل الطاقة في بورتوريكو: هل يمكن تحقيق التوازن؟

إن مستقبل الطاقة في بورتوريكو يظل غير مؤكد. يتطلب تحقيق التوازن بين توفير طاقة موثوقة وبأسعار معقولة، والاستثمار في البنية التحتية، والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، جهودًا متضافرة من الحكومة وشركات الطاقة والمجتمع المدني. من الضروري إيجاد حلول مستدامة تعالج المشاكل الهيكلية العميقة التي يعاني منها قطاع الطاقة، وتضمن عدم تحمل السكان الضعفاء العبء الأكبر من الأزمة. ستكون جلسات الاستماع العامة فرصة حاسمة لجميع الأطراف المعنية للتعبير عن آرائها ومخاوفها، والعمل معًا نحو مستقبل طاقة أفضل لبورتوريكو.

شاركها.