إيبي، إسبانيا (AP) – في مشهدٍ يجمع بين الفوضى العارمة والمرح الطاغي، يحتفل سكان مدينة إيبي الإسبانية بمهرجان Els Enfarinats السنوي، وهو عبارة عن معركة حماسية بالدقيق والبيض والمفرقعات النارية. هذا الحدث الفريد، الذي يعود تاريخه إلى قرون، يجذب السياح والمشاركين من جميع أنحاء العالم، ويُعد جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي للمدينة. تُقام هذه الاحتفالات عادةً في يوم القديس يوسف، وتحديدًا في 28 ديسمبر من كل عام، وتتميز بأجواء احتفالية لا مثيل لها.

تاريخ وأصول مهرجان Els Enfarinats

يعود تاريخ Els Enfarinats إلى عام 1740، عندما اندلعت مشاجرة بين سكان إيبي والجنود الذين كانوا يمرون بالمدينة. استخدم السكان الدقيق والبيض كوسيلة للدفاع عن أنفسهم، ومنذ ذلك الحين، تطورت هذه الواقعة إلى مهرجان سنوي يحتفل به السكان المحليون. في البداية، كان المهرجان يمثل احتجاجًا على السلطات، لكنه تحول بمرور الوقت إلى تقليد مرح ومبهج.

تطور التقاليد عبر الزمن

على مر القرون، شهد المهرجان العديد من التغييرات والتطورات. في البداية، كانت المعركة تقتصر على الدقيق والبيض، ولكن مع مرور الوقت، أُضيفت المفرقعات النارية لإضفاء المزيد من الإثارة والتشويق على الحدث. كما تطورت الأزياء التقليدية التي يرتديها المشاركون، والتي تشمل ملابس تنكرية ملونة وقبعات غريبة. اليوم، يعتبر Els Enfarinats رمزًا للهوية المحلية والفخر بالتراث الثقافي.

أجواء المهرجان وكيفية المشاركة

تتحول مدينة إيبي بأكملها إلى ساحة معركة ضخمة خلال مهرجان Els Enfarinats. يتجمع الآلاف من المشاركين في ساحة البلدة، ويبدأون في قذف بعضهم البعض بالدقيق والبيض والمفرقعات النارية. الأجواء مليئة بالضحك والصراخ والمرح، حيث يحاول الجميع تجنب الإصابة بالدقيق والبيض.

“Els Enfarinats”: قواعد اللعبة

المشاركون في المهرجان ينقسمون إلى مجموعتين رئيسيتين: “المهاجمون” الذين يرتدون ملابس بيضاء ويحملون الدقيق والبيض، و”المدافعون” الذين يحاولون حماية أنفسهم من الهجوم. تستمر المعركة لساعات، حتى يغطي الدقيق والبيض كل شيء في الساحة. لا توجد قواعد صارمة للمشاركة، ولكن يُشجع المشاركون على ارتداء ملابس قديمة أو ملابس يمكن التخلص منها، حيث من المؤكد أنها ستتلطخ بالدقيق والبيض. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح بارتداء نظارات واقية لحماية العينين من المفرقعات النارية.

الأثر الاقتصادي والثقافي للمهرجان

لا يقتصر تأثير مهرجان Els Enfarinats على الجانب الترفيهي فحسب، بل يمتد ليشمل الجوانب الاقتصادية والثقافية أيضًا. يجذب المهرجان السياح من جميع أنحاء العالم، مما يساهم في زيادة الإيرادات المحلية. كما يوفر المهرجان فرص عمل للعديد من السكان المحليين، سواء في مجال الضيافة أو في تنظيم الحدث.

تعزيز الهوية الثقافية المحلية

يعتبر Els Enfarinats فرصة رائعة لتعزيز الهوية الثقافية المحلية والحفاظ على التراث التقليدي. يشارك في المهرجان أفراد من جميع الأعمار والخلفيات، مما يعزز الشعور بالانتماء والوحدة بين السكان. كما يساهم المهرجان في نشر الثقافة الإسبانية في جميع أنحاء العالم، من خلال جذب انتباه وسائل الإعلام الدولية. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر المهرجان فرصة للترويج للمنتجات المحلية والحرف اليدوية. المهرجانات الشعبية مثل هذه تلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على التقاليد.

مهرجان Els Enfarinats: وجهة سياحية فريدة

أصبح مهرجان Els Enfarinats وجهة سياحية شهيرة، حيث يحرص العديد من السياح على زيارة إيبي خلال فترة المهرجان للمشاركة في الاحتفالات والاستمتاع بالأجواء الفريدة. تتوفر في المدينة العديد من الفنادق والمطاعم التي تلبي احتياجات السياح، كما يتم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والترفيهية المصاحبة للمهرجان. السياحة الثقافية في إسبانيا تشهد ازدهارًا بفضل هذه المهرجانات.

الخلاصة: مهرجان Els Enfarinats – احتفال بالفرح والتراث

مهرجان Els Enfarinats هو أكثر من مجرد معركة بالدقيق والبيض؛ إنه احتفال بالفرح والتراث والهوية المحلية. يجسد هذا المهرجان روح الدعابة والمرح التي يتميز بها سكان إيبي، ويُعد فرصة رائعة للزوار للانغماس في الثقافة الإسبانية التقليدية. إذا كنت تبحث عن تجربة فريدة ومثيرة، فلا تتردد في زيارة إيبي خلال فترة المهرجان والمشاركة في هذه الاحتفالات المبهجة. لا تنسَ التقاط الصور ومشاركة لحظات الفرح مع أصدقائك وعائلتك! يمكنك البحث عن المزيد من الفعاليات في إسبانيا للاستمتاع بعطلة لا تُنسى.

شاركها.