مؤتمر الأطراف 30 في بيليم: نتائج متباينة في ظل تحديات المناخ العالمية
اختتمت محادثات الأمم المتحدة للمناخ في بيليم، البرازيل، المعروفة باسم مؤتمر الأطراف 30 (COP30)، يوم السبت الموافق 21 نوفمبر 2025، وسط تقييمات متباينة. بينما رحب البعض بالاتفاق الذي تم التوصل إليه باعتباره تقدماً، انتقد آخرون اعتباره ضعيفًا وغير كافٍ لمواجهة التحديات الملحة التي يفرضها تغير المناخ. شهد المؤتمر، الذي استمر أسبوعين، مفاوضات مكثفة حول تمويل جهود التكيف مع تغير المناخ، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وزيادة الشفافية في الإجراءات المتخذة.
اتفاق تاريخي حول تمويل المناخ، ولكن بشروط
أحد أبرز نتائج مؤتمر الأطراف 30 هو الاتفاق على مضاعفة التمويل المخصص للدول النامية لمساعدتها على التكيف مع آثار تغير المناخ. هذا الالتزام المالي، الذي طال انتظاره، يهدف إلى دعم جهود هذه الدول في بناء البنية التحتية المقاومة للمناخ، وتحسين أنظمة الإنذار المبكر، وتعزيز القدرة على الاستجابة للكوارث الطبيعية المتزايدة. ومع ذلك، أثار التأخير في تنفيذ هذا الالتزام – خمس سنوات أخرى – مخاوف بشأن مدى فعالية هذا الدعم في الوقت المناسب.
الدول الجزرية الصغيرة، التي تواجه تهديدات وجودية بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر، أعربت عن ارتياحها للدعم المالي الإضافي. لكنها، مثل العديد من الأطراف الأخرى، كانت تأمل في رؤية التزام أكثر وضوحًا وطموحًا بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
غياب خريطة طريق واضحة للتخلص من الوقود الأحفوري
أثار عدم وجود خريطة طريق محددة للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري – النفط والفحم والغاز – انتقادات واسعة النطاق. على الرغم من دعوات أكثر من 80 دولة لتقديم خطط واضحة لتقليل الاعتماد على هذه المصادر الملوثة، لم يتم تضمين هذا الالتزام في الوثيقة النهائية للمؤتمر. هذا الغياب يعتبر بمثابة خيبة أمل كبيرة للعلماء والناشطين البيئيين، الذين يؤكدون أن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري هو الخطوة الأكثر أهمية للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.
رداً على ذلك، أعلن رئيس المؤتمر، أندريه كوريا دو لاغو، أن البرازيل ستعمل على تطوير خريطة طريق خاصة بها للتخلص من الوقود الأحفوري. ومع ذلك، فإن هذه الخطة لن تكون ملزمة للدول الأخرى، وبالتالي فإن تأثيرها سيكون محدودًا.
قضايا أخرى على جدول الأعمال: الغابات، والزراعة، والشفافية
لم يقتصر مؤتمر الأطراف 30 على مناقشة تمويل المناخ والوقود الأحفوري. فقد تم تناول قضايا أخرى مهمة، مثل حماية الغابات، وتعزيز الزراعة المستدامة، وزيادة الشفافية في قياس التقدم المحرز في تنفيذ اتفاقية باريس للمناخ.
- حماية الغابات: تم التأكيد على أهمية حماية غابات الأمازون المطيرة، التي تعتبر “رئة الكوكب”، من إزالة الغابات والتدهور.
- الزراعة المستدامة: تم بحث سبل تعزيز الزراعة المستدامة التي تقلل من الانبعاثات وتزيد من القدرة على التكيف مع تغير المناخ.
- الشفافية: تم الاتفاق على تحسين آليات الإبلاغ والتحقق من التقدم المحرز في تنفيذ الالتزامات المناخية.
ردود فعل متباينة: بين الأمل وخيبة الأمل
تراوحت ردود الفعل على نتائج مؤتمر الأطراف 30 بين الأمل وخيبة الأمل. إيلانا سيد، رئيسة تحالف الدول الجزرية الصغيرة، أعربت عن رضاها النسبي بالاتفاق، مشيرة إلى أنه يمثل تحسنًا مقارنة بالتوقعات الأولية.
في المقابل، عبر العديد من المفاوضين والناشطين عن إحباطهم الشديد لعدم وجود التزام واضح بالتخلص من الوقود الأحفوري. خوان كارلوس مونتيري غوميز، المفاوض البنمي، انتقد بشدة المؤتمر ومنظومة الأمم المتحدة، مؤكدًا أنها لا تعمل لصالح الشعوب الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ.
دور السكان الأصليين والمجتمع المدني
حظي دور السكان الأصليين والمجتمع المدني بأهمية خاصة في مؤتمر الأطراف 30. تم وصف المؤتمر بأنه “مؤتمر الأطراف للشعوب الأصلية”، نظرًا لأهمية مشاركتهم في حماية البيئة ومكافحة تغير المناخ. ومع ذلك، أكد بعض ممثلي السكان الأصليين أنهم اضطروا للنضال من أجل إسماع أصواتهم، وأن حقوقهم لم تحظ بالاهتمام الكافي.
هل تكون النتائج كافية؟
تبقى الإجابة على هذا السؤال معلقة. في حين أن الاتفاق على زيادة تمويل المناخ يعتبر خطوة إيجابية، فإن عدم وجود خريطة طريق واضحة للتخلص من الوقود الأحفوري يثير مخاوف جدية بشأن قدرة العالم على تحقيق أهداف اتفاقية باريس. النتيجة الحقيقية لـ مؤتمر الأطراف 30 ستتضح في الأشهر والسنوات القادمة، من خلال مدى سرعة تحويل هذه الوعود إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع.
تتلقى التغطية المناخية والبيئية لوكالة أسوشيتد برس دعمًا ماليًا من مؤسسات خاصة متعددة. AP هي المسؤولة الوحيدة عن جميع المحتويات. ابحث عن نقاط الوصول المعايير للعمل مع المؤسسات الخيرية، قائمة الداعمين ومناطق التغطية الممولة على AP.org.
تم إنتاج هذه القصة كجزء من الشراكة الإعلامية لتغير المناخ لعام 2025، وهي زمالة صحفية نظمتها شبكة صحافة الأرض التابعة لشركة إنترنيوز ومركز ستانلي للسلام والأمن.
Keywords Used : مؤتمر الأطراف 30, تغير المناخ, تمويل المناخ
Secondary Keywords Used: الوقود الأحفوري, COP30, البيئة.
