سول (كوريا الجنوبية) (أ ب) – قالت وزارة الدفاع في كوريا الجنوبية إن موظفا مدنيا في قيادة الاستخبارات العسكرية اعتقل بتهمة تسريب أسرار عسكرية، في حين تكهنت وسائل إعلام محلية بأن المعلومات كانت عن جواسيس كوريين جنوبيين يعملون في الخارج وأنها ربما أرسلت إلى كوريا الشمالية.
أصدرت محكمة عسكرية يوم الثلاثاء مذكرة اعتقال بحق موظف في قيادة الاستخبارات الدفاعية الكورية بتهمة تسريب معلومات عسكرية سرية، حسبما ذكرت وزارة الدفاع في بيان مقتضب. وقالت إنها لن تكشف عن تفاصيل الاتهامات الجنائية للموظف لأن التحقيق جار.
وذكرت وسائل إعلام كورية جنوبية أن الموظف سلم مواطنا صينيا آلاف الوثائق السرية بما في ذلك تلك المدرجة في قائمة قيادة الاستخبارات للعملاء العاملين في دول أجنبية بأسماء ووظائف مخفية. وقالت التقارير إن الوثائق المسربة تحتوي على الأسماء الحقيقية وأعمار هؤلاء العملاء السريين وأماكن عملهم. ولم يتضح سبب قيام الموظف بتسليم المعلومات للصينيين.
ويقول المراقبون إن القيادة أرسلت منذ فترة طويلة عملاء إلى الصين وأماكن أخرى لبناء شبكة من المخبرين الذين لديهم اتصالات في كوريا الشمالية أو للقاء الكوريين الشماليين المقيمين هناك بشكل مباشر. وتعتبر قيادة الاستخبارات العسكرية واحدة من الهيئات الحكومية الرئيسية في كوريا الجنوبية المكلفة بجمع المعلومات عن كوريا الشمالية. وأكبر وكالة تجسس في كوريا الجنوبية هي جهاز الاستخبارات الوطني.
وذكرت وكالة يونهاب للأنباء أن المحققين العسكريين اكتشفوا دلائل تشير إلى أن المعلومات المسربة كان من المفترض أن يتم تسليمها إلى كوريا الشمالية. وقالت يونهاب إن المواطن الصيني، من أصل كوري، ربما كان مخبراً يعمل لصالح وكالة التجسس في كوريا الشمالية.
ويقول المراقبون إنه لو وصلت مثل هذه الأسرار العسكرية السرية إلى كوريا الشمالية، فمن المرجح أن يشكل ذلك انتكاسة كبيرة لقدرات كوريا الجنوبية على جمع المعلومات الاستخباراتية في الخارج، في حين يعرض سلامة الجواسيس الكوريين الجنوبيين في الخارج للخطر.
وفي إحاطة مغلقة أمام المشرعين يوم الثلاثاء، قالت قيادة استخبارات الدفاع الكورية إنها أعادت مسؤولي القيادة الذين تم إرسالهم إلى الخارج وفرضت حظرا على رحلات العمل الخارجية التي يقوم بها مسؤولون آخرون، وفقا لأحد المشرعين، لي سيونج كويون.
ونقل النائب بارك سون وون عن قيادة الاستخبارات قولها إن سلطات مكافحة التجسس التابعة للجيش ستحقق مع الموظف المعتقل. وأشار بارك إلى أن التحقيق من المتوقع أن يستغرق عدة أشهر على الأقل.
وبحسب ما ورد، نفى الموظف المعتقل الاتهامات، مدعياً أن جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به تعرض للاختراق. لكن لي وبارك نقلا عن قيادة الاستخبارات قولها للمشرعين إن تسريب المعلومات لم يكن نتيجة للاختراق.
لا تزال الكوريتان منقسمتين على طول الحدود الأكثر تحصينا في العالم منذ نهاية الحرب الكورية 1950-1953. وقد تعمقت العداوات بينهما في السنوات الأخيرة، حيث وسعت كوريا الشمالية سلسلة استفزازية من التجارب الصاروخية ووسعت كوريا الجنوبية من تدريباتها العسكرية مع الولايات المتحدة في دورة من تبادل الضربات.