لندن – اعتقلت السلطات البريطانية الناشطة البيئية السويدية، غريتا ثونبرج، في وسط العاصمة البريطانية، لندن، يوم الثلاثاء، وذلك خلال دعمها لمجموعة من النشطاء الفلسطينيين المضربين عن الطعام. يأتي هذا الاعتقال في سياق احتجاجات مستمرة ضد سجن هؤلاء النشطاء الذين ينتظرون محاكمتهم بتهم تتعلق بمظاهرات سابقة. وتعتبر غريتا ثونبرج رمزًا عالميًا للحركات الاحتجاجية، وخاصة تلك المتعلقة بالعدالة المناخية وحقوق الإنسان.

احتجاجات دعمًا للقضية الفلسطينية وتصاعد التوترات

نشرت مجموعة “أسرى من أجل فلسطين” مقطع فيديو يظهر ثونبرج وهي تحمل لافتة تعبر عن دعمها للمضربين عن الطعام وأهداف منظمتهم. تأتي هذه الخطوة بعد أن حظرت الحكومة البريطانية منظمة “العمل الفلسطيني” في وقت سابق من هذا العام، واعتبرتها منظمة إرهابية. هذا الحظر أثار جدلاً واسعًا وأدى إلى تصاعد الاحتجاجات من قبل المؤيدين للقضية الفلسطينية.

الاحتجاجات لم تقتصر على الدعم المعنوي، بل اتخذت أشكالًا أكثر مباشرة. فقد قام ناشطان برش الطلاء الأحمر على واجهة شركة أسبن للتأمين في منطقة بلانتيشن بليس بمدينة لندن، تعبيرًا عن تضامنهما مع المضربين عن الطعام. ويبرر النشطاء هذا الاستهداف بأن شركة التأمين تدعم شركة الدفاع الإسرائيلية “إلبيت سيستمز”.

اعتقال غريتا ثونبرج وتفاصيل الحادثة

أعلنت شرطة مدينة لندن أنها اعتقلت رجلًا وامرأة للاشتباه في ارتكابهما أضرارًا جنائية، فيما تم اعتقال امرأة ثالثة لاحقًا للاشتباه في دعمها لمنظمة محظورة. لم تكشف الشرطة عن أسماء المعتقلين، معلنة أنها لا تحدد المشتبه بهم قبل توجيه الاتهام إليهم رسميًا.

الجدير بالذكر أن غريتا ثونبرج ليست غريبة على الاعتقالات والمواجهات مع السلطات. فقد سبق وأن تمت تبرئتها في محكمة لندن في فبراير 2024، بعد رفضها الامتثال لأمر الشرطة بترك احتجاج كان يعيق دخول مؤتمر كبير لصناعة النفط والغاز. كما تعرضت لغرامات متكررة في السويد والمملكة المتحدة بسبب مشاركتها في أعمال عصيان مدني.

إضراب عن الطعام يثير القلق

بدأ ثمانية أعضاء في منظمة “العمل الفلسطيني” إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على احتجازهم دون كفالة في انتظار محاكمتهم. وقالت منظمة “أسرى من أجل فلسطين” في بيان لها إن اثنين من المضربين عن الطعام قد دخلا في يومهما الـ 52 من الإضراب، وهما في “مرحلة حرجة، حيث الموت احتمال حقيقي”.

هذا الوضع يثير قلقًا متزايدًا بين منظمات حقوق الإنسان والمراقبين الدوليين. وتطالب هذه المنظمات بضمانات قانونية عادلة للمضربين عن الطعام، وإتاحة الفرصة لهم للحصول على الرعاية الطبية اللازمة.

موقف الحكومة البريطانية والجدل الدائر

تصر الحكومة البريطانية على أنها لن تتدخل في العملية القضائية، مؤكدة أن القرارات المتعلقة بالكفالة والاحتجاز هي من اختصاص المحاكم. هذا الموقف أثار انتقادات واسعة من قبل النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، الذين يرون أن الحكومة البريطانية تتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية تجاه المضربين عن الطعام.

الجدل حول الاحتجاجات و حقوق الإنسان و العدالة الفلسطينية يتصاعد في بريطانيا، ويشكل تحديًا للحكومة البريطانية في التعامل مع هذه القضايا الحساسة. كما يثير تساؤلات حول حدود حرية التعبير والتجمع، وحقوق الأفراد في الاحتجاج السلمي.

تداعيات الاعتقال وتأثيره على الحراك

اعتقال غريتا ثونبرج، المعروفة بتأثيرها الإعلامي الواسع، من شأنه أن يزيد من الضوء المسلط على القضية الفلسطينية والاحتجاجات الجارية في لندن. من المتوقع أن يشجع هذا الاعتقال المزيد من النشطاء على الانضمام إلى الحراك، والتعبير عن تضامنهم مع المضربين عن الطعام.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي هذا الحادث إلى إعادة إحياء النقاش حول سياسات الحكومة البريطانية تجاه القضية الفلسطينية، وعلاقاتها مع إسرائيل. ومن المرجح أن يشكل هذا الاعتقال نقطة تحول في مسار الاحتجاجات، ويدفعها نحو مزيد من التصعيد.

في الختام، يمثل اعتقال غريتا ثونبرج في لندن تطورًا هامًا في سياق الاحتجاجات الداعمة للقضية الفلسطينية. هذا الحادث يثير تساؤلات حول حقوق الإنسان، وحرية التعبير، ومسؤولية الحكومات في التعامل مع الحركات الاحتجاجية. ومن المتوقع أن يكون لهذا الاعتقال تداعيات واسعة على الحراك السياسي والإعلامي في بريطانيا وخارجها. لمتابعة آخر التطورات، يمكنكم زيارة المواقع الإخبارية الموثوقة والمنصات الاجتماعية التي تغطي هذه الأحداث.

شاركها.