اسطنبول (أ ف ب) – رد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء على وفاة رجل دين إسلامي منفي فتح الله غولن، التي تتهمها تركيا بتدبير عملية محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016بقوله إنه عانى من “موت غير شريف” وشبهه بـ “شيطان في صورة إنسان”.

وتوفي غولن يوم الأحد بعد أن عاش لعقود في الولايات المتحدة في منفى اختياري. كان في الثمانينات من عمره وكان يعاني من اعتلال صحته منذ فترة طويلة. وكان غولن حليفاً لأردوغان، لكنه وصفه في النهاية بالإرهابي، وقمعت تركيا أنصاره ومدارسه ومعاهده في جميع أنحاء العالم.

وقال أردوغان في خطاب متلفز: “أولئك الذين حولوا أبناء الأمة إلى عبيد طائشين تحت ستار الخدمة والإحسان، انتهى بهم الأمر إلى موت مشين، يشبه شياطين أخرى في شكل إنساني عبر التاريخ”.

وأضاف: “كدولة، سنواصل نضالنا بإصرار حتى يتم القضاء على (حركة غولن) بالكامل”.

وساعدت الشبكة الواسعة من أتباع رجل الدين في صعود أردوغان إلى السلطة في عام 2003. وانهار التحالف بعد أن أغلقت الحكومة بعض المؤسسات التعليمية التي يديرها غولن، ولاحق أتباع غولن في الشرطة والقضاء مزاعم الفساد ضد حكومة أردوغان.

واتهم أردوغان غولن بتدبير محاولة الانقلاب العسكري في 15 يوليو 2016، والتي قتل فيها 251 شخصا وأصيب أكثر من 2000 آخرين. ونفى غولن أي تورط له، ورفض أنصاره هذه الاتهامات ووصفوها بأنها سخيفة وذات دوافع سياسية.

ووضعت تركيا كولن على قائمتها لأهم المطلوبين وطالبت بتسليمه، لكن الولايات المتحدة لم تبد رغبة تذكر في إعادته قائلة إنها بحاجة لمزيد من الأدلة.

وساهمت محاولة الانقلاب في تسارع النزعات الاستبدادية في تركيا، حيث نفذت حكومة أردوغان إجراءات عززت سلطاته.

وتعرضت حركة غولن ل حملة واسعة النطاق عقب محاولة الانقلاب مع اعتقال الآلاف وطردهم وتطهيرهم من الجيش. وتم إغلاق المدارس والشركات والمؤسسات الإعلامية المرتبطة بغولن.

وتم ممارسة الضغط على بعض المنظمات المرتبطة بغولن خارج تركيا أيضًا. ووصف غولن حملة القمع بأنها مطاردة، وندد بزعماء تركيا ووصفهم بـ”الطغاة”.

وقال أردوغان يوم الثلاثاء إن غولن توفي دون أن يحاسب، “لكنهم لن يتمكنوا من الإفلات من العدالة الإلهية”.

شاركها.