القدس (أ ف ب) – تم إغلاق أحد المعابر البرية الرئيسية إلى غزة بعد هجوم صاروخي من حركة حماس، وآخر بسبب توغل إسرائيلي. ولا يدخل سوى قدر ضئيل من المساعدات عبر معبر ثالث تم افتتاحه للتو في الأسابيع الأخيرة.
وتهدد التطورات الأخيرة بتفاقم الكارثة الإنسانية في غزة أكثر من سبعة أشهر في الهجوم الإسرائيلي الذي شنته رداً على هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وقال رئيس وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة إن شمال غزة يعاني بالفعل “المجاعة الشاملة” ويقول الخبراء إن جميع الفلسطينيين في القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريباً يواجهون جوعاً شديداً. وقد تسبب الهجوم الإسرائيلي في دمار واسع النطاق وجعل إنتاج الغذاء المحلي شبه مستحيل، مما جعل غزة تعتمد بشكل كامل على منظمات الإغاثة للحصول على الغذاء والدواء والسلع الأساسية.
ويقول عمال الإغاثة إن عمليات الإنزال الجوي وخطط توصيل المساعدات عن طريق البحر ليست بديلاً عن التوصيل البري.
وفيما يلي نظرة على حالة معابر غزة:
كرم شالوم
معبر كرم أبو سالم في الركن الجنوبي الشرقي من غزة هو المعبر الوحيد المصمم للتعامل مع شحنات كبيرة من البضائع. وتم إغلاقه يوم الأحد بعد هجوم صاروخي لحماس أدى إلى مقتل أربعة جنود إسرائيليين.
ويقول مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية الفلسطينية، إن المعبر أعيد فتحه ونشرت، يوم الأربعاء، مقطع فيديو يظهر دخول الشاحنات من الجانب الإسرائيلي.
لكن وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين، المزود الرئيسي للمساعدات في غزة، تقول إنه لم تدخل أي مساعدات إلى غزة من معبر كرم أبو سالم بسبب الوضع الأمني على الجانب الفلسطيني.
وعادة ما يتم نقل المساعدات الأجنبية بالشاحنات من الجانب الإسرائيلي، ويتم تفريغها في منطقة مركزية ثم يلتقطها السائقون الفلسطينيون الذين يأخذونها إلى نقاط التوزيع.
وواصلت حماس إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون على القوات الإسرائيلية المتمركزة بالقرب من المعبر، بما في ذلك غارة يوم الأربعاء بعد إعادة فتحه، وتشن إسرائيل بانتظام غارات جوية في مدينة رفح القريبة وما حولها.
رفح
لواء دبابات إسرائيلي تم الاستيلاء عليها الجانب الفلسطيني من معبر رفح مع مصر يوم الثلاثاء، مما اضطره إلى الإغلاق. وقالت إسرائيل إن التوغل المحدود كان جزءا من جهودها لتفكيك القدرات العسكرية والحكمية لحماس.
ورفح هي نقطة الدخول الرئيسية للوقود اللازم لتشغيل المركبات والمولدات الكهربائية الضرورية للجهود الإنسانية. وتقول الأمم المتحدة إنها تقوم بالفعل بتقنين الوقود وليس لديها ما يكفي لمواصلة عملياتها في غزة لمدة تزيد عن بضعة أيام.
كما أن رفح هو المعبر الوحيد الذي يمكن للناس استخدامه للدخول إلى غزة أو الخروج منها. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن عشرات المرضى الذين كان من المقرر أن يسافروا لتلقي العلاج الطبي قد تقطعت بهم السبل.
ولا يزال من غير الواضح إلى متى تخطط إسرائيل للاحتفاظ بالمعبر أو متى يمكن إعادة فتحه.
إيريز
وبدأت إسرائيل مؤخراً بالسماح لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بإيصال المساعدات عبر معبر إيريز في شمال قطاع غزة، الذي عانى من دمار شديد في الأشهر الأولى من الحرب وتم عزله إلى حد كبير من قبل القوات الإسرائيلية.
وتقول وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة إن المجاعة تحدث في شمال غزة وأن الأمراض المعدية تنتشر بسرعة، حيث أصيب حوالي 90٪ من الأطفال بالمرض. وبقي نحو 300 ألف فلسطيني في شمال غزة بعد أن أمرت إسرائيل بإخلاء المنطقة بأكملها في أكتوبر/تشرين الأول.
معبر إيرز، الذي كان في الماضي يقتصر على حركة المشاة، تحول إلى طريق للبضائع.
وقال مكتب تنسيق أعمال الحكومة في المناطق إن 60 شاحنة مساعدات دخلت الشمال يوم الثلاثاء.
الجو والبحر
وبدأت الأردن والولايات المتحدة ودول أخرى إسقاط المساعدات جوا على غزة في وقت سابق من هذا العام، لكن وكالات الإغاثة تصف ذلك بأنه جهد مكلف وأخير لا يمكنه تلبية الاحتياجات المتزايدة.
كما أكملت الولايات المتحدة بناء رصيف عائم وجسر لتوصيل المساعدات عن طريق البحر ولكن لم يتم تركيبها بعد على ساحل غزة بسبب سوء الأحوال الجوية. سفينة محملة بالمساعدات الأمريكية ومتجهة إلى الرصيف الجديد رغم ذلك غادر قبرص يوم الخميس.
ويقول المسؤولون إنهم يتوقعون وصول حوالي 90 شاحنة محملة بالمساعدات يومياً في البداية، وسوف تنمو بسرعة إلى حوالي 150 شاحنة يومياً.
وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة إن ما معدله أكثر من 250 شاحنة كانت تدخل غزة عبر رفح وكيريم شالوم قبل الهجوم الصاروخي والتوغل.
وقبل الحرب، كانت نحو 500 شاحنة تدخل إلى غزة عبر المعبرين الجنوبيين.
___
اتبع تغطية الحرب AP على https://apnews.com/hub/israel-hamas-war