الجزائر، الجزائر (أ ب) – كتب أحد عشر شخصية بارزة من المعارضة الجزائرية رسالة مفتوحة هذا الأسبوع، نددت فيها بـ “المناخ الاستبدادي” المحيط بالانتخابات الرئاسية المقبلة في البلاد، ودعوا إلى انتقال ديمقراطي واسع النطاق.
تحت حكم مدعوم عسكريا الرئيس عبد المجيد تبونويقول الخبراء إن حرية التعبير شهدت تراجعًا، الصحفيون وأعضاء المعارضة يواجهون عقوبة السجن، ووسائل الإعلام الناقدة تخسر تمويل الإعلانات الحكومية الذي اعتمدت عليه للبقاء على قيد الحياة.
وفي رسالتهم المفتوحة يوم الأحد، قال شخصيات المعارضة – بما في ذلك السياسيون والمحامون والأكاديميون المعروفون – إن انتخابات 7 سبتمبر كان هذا مجرد تمرين عبثي. فقد قالوا إن الافتقار إلى الحريات المدنية يجعل عقد انتخابات شرعية أمراً مستحيلاً.
“لا للمهزلة الانتخابية في ظل الدكتاتورية!” كتب المحتجون. “نعم للديمقراطية الحقيقية والسيادة الشعبية”. كما أكدوا على أن السياسة الأمنية التي تنتهجها الحكومة استعداداً للانتخابات “تستمر في انتهاك إرادة الشعب”.
وأضافوا أن “الجزائر اليوم في وضع أكثر حرجًا من ذي قبل، مع آفاق قصيرة ومتوسطة الأمد أكثر تعقيدًا وخطورة”.
جاءت الرسالة بعد أسبوعين تقريبًا من إعلان زعيمة حزب العمال الجزائري الشهيرة لويزا حنون انسحابها من السباق ومقاطعة حزبها للانتخابات. كانت تُعَد صوتًا معارضًا يعتقد الكثيرون أنه يضفي الشرعية على الانتخابات باعتبارها متنازعًا عليها وبالتالي ديمقراطية. قالت حنون، المرشحة الدائمة التي ترشحت عدة مرات من قبل، إن انتخابات هذا العام تُعقد في ظل ظروف غير عادلة و”إطار تشريعي رجعي ومعادٍ للديمقراطية”.
أكثر من 50 دولة تتجه إلى صناديق الاقتراع في عام 2024
إن هذا الإحباط ليس بالأمر الجديد في الدولة الغنية بالغاز في شمال أفريقيا. فقد ظلت المشاركة السياسية منخفضة منذ فترة طويلة، وقاطعت الأحزاب الانتخابات لعقود من الزمن، غير مقتنعة بقدرتها على إحداث تغيير حقيقي في بلد يلعب فيه الجيش دوراً مؤثراً في السياسة.
لم يتغير شيء يذكر منذ الاحتجاجات الأسبوعية الضخمة المعروفة باسم حركة “الحراك” التي دفعت الرئيس الجزائري الثمانيني عبد العزيز بوتفليقة إلى التنحي قبل خمس سنوات. وشهدت انتخابات سريعة قاطعها الشارع على نطاق واسع فوز المخضرم السياسي تبون البالغ من العمر 78 عامًا، بدعم من المؤسسة العسكرية القوية، بالرئاسة.
وإلى جانب تبون، يخوض 14 مرشحا الانتخابات، ومن المقرر أن تبلغ الحملة الانتخابية ذروتها خلال الأسبوعين المقبلين.