تواجه البحث عن وظيفة تحديًا متزايدًا في ظل التغيرات الاقتصادية والتكنولوجية السريعة، وهو ما يظهر جليًا في قصص العديد من المهنيين. شهد قطاع التكنولوجيا، على وجه الخصوص، تسريح العمال وتجميد التوظيف، مما زاد من المنافسة على الفرص المتاحة. يعرض هذا المقال قصة مهني في مجال إدارة المنتجات يكشف عن تجربته في البحث عن عمل بعد فترة طويلة من الاستقرار الوظيفي، والتحديات التي واجهها، وكيف تمكن من التكيف مع سوق العمل المتغير.
لي جيفنز، مدير منتجات يبلغ من العمر 57 عامًا ويعمل في شركة Woven by Toyota في سياتل، مر بمراحل مختلفة في مسيرته المهنية، بما في ذلك تسريحات العمال من قبل شركات كبرى مثل مايكروسوفت وميتا، بالإضافة إلى صعوبات في العثور على وظيفة مناسبة بعد ترك أبل. يكشف جيفنز عن الدروس المستفادة من هذه التجارب، وأهمية التعلم المستمر والتكيف مع التغيرات في سوق العمل، وإعادة تقييم الأولويات المهنية والشخصية.
تحديات الانتقال من مايكروسوفت وميتا: رحلة البحث عن وظيفة
بدأ جيفنز العمل في مايكروسوفت عام 2011 كمدير منتجات، لكنه كان من بين الآلاف الذين تم تسريحهم في عام 2014. لحسن الحظ، تمكن من الانتقال إلى منصب آخر داخل الشركة نفسها خلال 60 يومًا، كمدير برامج في قسم مختلف.
مع ذلك، وبعد ست سنوات، وجد جيفنز أن وظيفته في مايكروسوفت أصبحت روتينية، مع تركيز كبير على الجوانب القانونية والامتثال. كما اعتقد أنه بحاجة إلى تحد جديد وزيادة في الدخل. لذلك قرر ترك مايكروسوفت في عام 2020.
انتقل جيفنز إلى ميتا، حيث عمل في منصب مدير تسويق المنتجات، مع التركيز على مشروع نظارات الواقع المعزز. ومع ذلك، واجه الفريق صعوبات في التنفيذ والترتيب، مما أدى إلى حالة من عدم الاستقرار.
التحول نحو الذكاء الاصطناعي
في ديسمبر 2021، انتقل جيفنز إلى شركة Unity، وهي شركة لتطوير البرمجيات، حيث شغل منصب القائد العالمي للمنتجات. لكنه سرعان ما اكتشف أن سوق العمل يتطور بسرعة نحو الذكاء الاصطناعي، وأن الباحثين في Unity كانوا يتعرضون للإغراء من قبل شركات أخرى تقدم لهم عروضًا أفضل. وواجهت الشركة صعوبة في الحفاظ على موظفيها الموهوبين.
على الرغم من إيمانه بإمكانيات Unity، تم تسريح جيفنز في مايو 2023، بعد عودته مباشرة من شهر العسل. كان هذا هو التسريح الثالث في مسيرته المهنية، ولكنه كان الأول الذي يتركه بلا خطة واضحة للانتقال إلى وظيفة جديدة.
التركيز على اكتساب مهارات الذكاء الاصطناعي
قرر جيفنز استغلال هذه الفترة في التعلم المتعمق حول الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك أساسيات أطر العمل مثل PyTorch و Modular’s MAX. كان هدفه هو فهم هذه التقنيات بشكل أفضل، حتى يتمكن من التواصل بفعالية مع المهندسين العاملين عليها. وساعده ذلك في إظهار المرونة والقدرة على التكيف مع التقنيات الجديدة، وهي مهارات أساسية في سوق العمل التنافسي.
بالتوازي مع ذلك، بدأ جيفنز في التقدم للعديد من الوظائف والتواصل مع شركات التوظيف. كانت أبل من بين الشركات التي استهدفها بشكل خاص، حيث تقدم للعديد من المناصب المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
تجربة العمل في أبل
بعد عدة أشهر من البحث، حصل جيفنز على عرض عمل مؤقت في أبل كمدير برنامج هندسي في سبتمبر 2023. تم تمديد العقد كل ثلاثة أشهر، وأخبره مديره أن الشركة كانت تحاول تحويله إلى موظف دائم.
مع اقتراب نهاية العقد، علم جيفنز أن الشركة تطلب من جميع أعضاء فريقه الانتقال إلى مقرها الرئيسي في كوبرتينو، كاليفورنيا. كان يعتقد أن الانتقال إلى كوبرتينو سيزيد بشكل كبير من فرص حصوله على وظيفة دائمة.
ومع ذلك، لم يكن جيفنز وزوجته يرغبان في مغادرة سياتل، حيث امتلكا منزلًا حديثًا وكانت زوجته تعمل أيضًا. بالتالي، انتهت فترة عمله في أبل في سبتمبر 2024، مما دفعه إلى البدء في البحث عن عمل مرة أخرى.
العودة إلى تويوتا والدروس المستفادة
بعد ستة أشهر من البحث المكثف، تلقى جيفنز عرضًا من Toyota، والذي تطور فيما بعد إلى منصب مدير منتجات في Woven by Toyota، وهو الذراع التابعة لشركة تويوتا التي تركز على تطوير تقنيات القيادة الذاتية والتنقل. ووافقت الشركة على نقل الموقع إلى سياتل، وهو ما كان يناسب جيفنز وزوجته.
في أبريل، وبعد حوالي شهرين ونصف من المقابلات، انضم جيفنز إلى الشركة. ويحصل على راتب سنوي مجزٍ، بالإضافة إلى تعويضات إجمالية أعلى مما كان يتقاضاه في ميتا وأبل.
يؤكد جيفنز أن الوقت الذي قضاه في التعلم عن الذكاء الاصطناعي ساعده في الحصول على هذه الوظيفة، وأن هذه المعرفة هي التي تقود عمله الحالي.
في الختام، يتضح من تجربة جيفنز أهمية المرونة والتعلم المستمر والتكيف مع التغيرات التكنولوجية في سوق العمل. يشير إلى أن التوجه نحو التوظيف في المستقبل قد يتطلب من المهنيين إعادة تقييم مهاراتهم والبحث عن فرص جديدة في الصناعات الناشئة. ومن المتوقع أن يزداد التركيز على الذكاء الاصطناعي، لذلك يجب على المهنيين الاستعداد لاكتساب هذه المهارات الجديدة. مازال من غير الواضح كيف ستؤثر هذه التطورات على سوق العمل على المدى الطويل، ولكن من الواضح أن التكيف هو المفتاح للنجاح.
