أثار تحديث جديد على منصة “إكس” (X)، المملوكة لإيلون ماسك، جدلاً واسعاً خلال عطلة نهاية الأسبوع. بدأ الأمر عندما نشر نيكيتا بير، رئيس قسم المنتج في المنصة، السبت، عن إطلاق ميزة جديدة تهدف إلى زيادة الشفافية: صفحة “حول هذا الحساب” والتي تكشف، من بين أمور أخرى، عن البلد أو المنطقة التي يتمركز فيها المستخدم. هذه الميزة، التي أعلنت عنها الشركة في أكتوبر، تهدف إلى تعزيز المصداقية وشفافية حسابات المستخدمين.

لم يرحب الجميع بالكشف عن بيانات منشئ الحساب. حيث يخشى المستخدمون في الدول التي تقيد حرية التعبير من تداعيات سياسية محتملة. واعتبر البعض هذه الخطوة بمثابة “دكسينغ” (doxing) قسري، بينما أشار آخرون إلى أن معلومات الموقع قد تكون غير دقيقة في حال استخدام شبكات افتراضية خاصة (VPN) لتغيير الموقع الجغرافي.

قامت “إكس” بإزالة معلومات عن مواقع إنشاء بعض الحسابات يوم السبت استجابةً لهذه المخاوف. وذكر بير أن البيانات “لم تكن دقيقة بنسبة 100٪”، خاصةً بالنسبة للحسابات القديمة، وأن الشركة تخطط لإعادة إطلاقها “بحلول يوم الثلاثاء”.

بعد خمس ساعات، نشر بير تغريدة مقتضبة: “أحتاج إلى مشروب”.

وفي وقت متأخر من يوم الأحد، أضاف أن هناك تحديثًا سيتم إطلاقه خلال 12 ساعة وأن دقة الموقع ستكون “أقرب إلى 99.99٪”.

يبدو أن “إكس” أخذت في الاعتبار مسألة استخدام شبكات VPN. فقد أظهر اختبار أجراه موقع Business Insider صباح الاثنين، للميزة الجديدة من خلال جهاز يستخدم شبكة VPN، إشعارًا يحذر من أن “البلد أو المنطقة قد لا تكون دقيقة” بسبب استخدام وكيل (proxy).

تتضمن وظيفة تحديد الموقع أيضًا إخلاء مسؤولية عن الدقة، ينص على أن “البلد أو المنطقة التي يتمركز فيها الحساب يمكن أن تتأثر بالسفر الأخير أو الإقامة المؤقتة. قد تكون هذه البيانات غير دقيقة ويمكن أن تتغير بشكل دوري”.

تحديث “إكس” يكشف عن مواقع مفاجئة لبعض الحسابات

بدأ مستخدمو “إكس” خلال عطلة نهاية الأسبوع في استكشاف صفحات “حول” للحسابات التي يعتبرونها منافسة.

وكشفت هذه العملية عن أن العديد من الحسابات البارزة على “إكس” التي تروج لخطاب مؤيد للرئيس السابق ترامب (“MAGA”) تتمركز في بلدان بعيدة عن الولايات المتحدة.

على سبيل المثال، أظهر حساب “MAGA NATION”، الذي يضم حوالي 400 ألف متابع ويصف نفسه بأنه “أمريكا أولاً”، أنه يتمركز في بلد غير عضو في الاتحاد الأوروبي في أوروبا الشرقية. كما أظهر حساب آخر باسم “America First” – والذي تم إنشاؤه في مارس ويضم ما يقرب من 70 ألف متابع وينشر عبارات مثل “إعجاب إذا كنت من مؤيدي ترامب المحبين لله” – أنه يتمركز في بنغلاديش.

أمثلة أخرى كثيرة ظهرت خلال الساعات الماضية.

كما هو متوقع، بدأ بعض المستخدمين في إنشاء الميمات (memes) حول هذه الاكتشافات.

لا يعد وجود ملفات تعريف وهمية، والمعلومات المضللة، والجهود المنسقة لنشر الفتنة عبر الإنترنت أمرًا مفاجئًا. وقد كانت هذه مشكلة قائمة على “إكس” ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، وتفاقمت مع ظهور الذكاء الاصطناعي والحسابات الوهمية.

حساب “MAGA NATION”، لم يعلق على موقعه، ولكنه واصل النشر بشكل اعتيادي. ووفقًا لـ “إكس”، قام الحساب بتغيير اسمه خمس مرات منذ إنشائه في أبريل 2024. أحد أحدث منشوراته يسأل متابعيه عما إذا كانوا يعتقدون أنه يجب اعتقال هيلاري كلينتون. لم يتمكن أحد من الوصول إلى الأشخاص الذين يقفون وراء الحساب للحصول على تعليق.

تحديد الموقع و”الدكسينغ”

ردًا على سؤال حول إمكانية “دكسينغ” لموقع المستخدم أثناء السفر، قال بير يوم السبت أن المنصة ستقوم بتحديث المعلومات بجدول زمني “عشوائي” و “مؤخر” لـ “ضمان عدم إمكانية ذلك”.

ليست هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها “إكس” مخاوف بشأن خصوصية الموقع. ففي عام 2022، حظرت المنصة الحسابات التي تشارك تحركات الطائرات الخاصة، بما في ذلك طائرة ماسك، بعد أن أعرب عن قلقه بشأن السلامة المتعلقة بتتبع تحركاته في الوقت الفعلي.

أضاف بير أيضًا أن ميزة “حول هذا الحساب” لن تعرض موقع أي حسابات حكومية رسمية تحمل علامة تحقق رمادية “لمنع الأعمال الإرهابية ضد القادة الحكوميين”.

حساب الرئيس السابق ترامب لا يعرض بيانات موقعه ويكتفي بالإشارة إلى أنه انضم إلى “إكس” وتم التحقق منه في عام 2009. أما حساب ماسك فيظهر أنه يتمركز في الولايات المتحدة، ولكنه يشير إلى أنه تم التحقق منه منذ عام “3000 قبل الميلاد”، وهي فترة تاريخية تتزامن مع صعود الحضارات المعقدة في أماكن مثل مصر القديمة.

من المتوقع أن يواصل فريق “إكس” العمل على تحسين دقة ميزة تحديد الموقع، وتقديم توضيحات إضافية بشأن كيفية معالجة معلومات الموقع للمستخدمين الذين يعتمدون على شبكات VPN أو الذين يسافرون بشكل متكرر. سيكون من المهم مراقبة ردود الفعل على هذه الميزة وكيفية تأثيرها على المعلومات المتاحة وعلى سلوك المستخدمين على المنصة.

شاركها.