يستعد الرئيس التنفيذي لشركة Salesforce، مارك بينيوف، لصياغة خطة الشركة الاستراتيجية السنوية، وكشف عن العناصر الرئيسية لهذه الرؤية للعام القادم في مقابلة مع Business Insider. تركز هذه الخطة بشكل كبير على تعزيز البنية التحتية للبيانات، وهو أمر بالغ الأهمية لنجاح مبادرات الذكاء الاصطناعي (AI) التي تتبناها Salesforce حاليًا. وتعد هذه الخطة، المعروفة باسم V2MOM (الرؤية، والقيم، والأساليب، والعقبات، والقياسات)، وثيقة داخلية حاسمة يتم مشاركتها في بداية كل سنة مالية للشركة، والتي تبدأ في فبراير.

لطالما كانت V2MOM مؤشرًا هامًا على اتجاه الشركة، حيث كشفت تفاصيل خطة Salesforce لعام 2023 عن تخفيض التكاليف وزيادة هوامش الربح، مما أدى إلى ارتفاع كبير في أسهم الشركة. يأتي هذا العام في ظل استثمارات ضخمة في وكلاء الذكاء الاصطناعي، خاصةً من خلال منصة Agentforce الرائدة. ومع ذلك، لا يزال بعض المستثمرين والعملاء والموظفين يشككون في فعالية هذه المبادرة.

البيانات أولاً: حجر الزاوية في استراتيجية Salesforce للذكاء الاصطناعي

وفقًا لبينيوف، تتكون خطة العام المقبل من أربعة مكونات رئيسية، وأولها وأهمها هي “البنية التحتية للبيانات”. وأوضح أن “كل هؤلاء الوكلاء لا يعملون بدون بيانات وسياق، وإلا فإنك تحصل فقط على هلوسات.” يشير مصطلح “الهلوسات” إلى المخرجات غير الدقيقة أو المضللة التي ينتجها الذكاء الاصطناعي. يقر بينيوف بأهمية تقليل الأخطاء التي قد تنتج عن تطبيق **الذكاء الاصطناعي**.

استحوذت Salesforce مؤخرًا على شركة Informatica لإدارة البيانات السحابية مقابل 8 مليارات دولار. وسيتم دمج هذه الشركة مع منصات البيانات الحالية لـ Salesforce، وهي Mulesoft و Data 360، بهدف جعل بيانات العملاء “متوافقة ومتحدة ومتكاملة”. واعتبر بينيوف أن هذا التكامل “أمر حاسم لكل عميل”.

أهمية البيانات في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي

ينطوي تعزيز البنية التحتية للبيانات أهمية خاصة في ظل انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في قطاع البرمجيات. تسعى الشركات إلى دمج بياناتها الداخلية مع قدرات نماذج الذكاء الاصطناعي لتحقيق أقصى استفادة من هذه التقنية، وخلق خدمات جديدة واستكشاف أوجه الكفاءة. Salesforce بالفعل تتعامل مع كم هائل من بيانات العملاء المؤسسيين، وتقوية هذا الجانب من أعمالها يمكن أن يساعدها في بناء خدمات ذكاء اصطناعي أكثر قوة، بما في ذلك دعم جهود Agentforce.

يركز المكون الثاني من استراتيجية Salesforce للعام القادم على التطبيقات التي تعتمد على البنية التحتية للبيانات. تشمل هذه التطبيقات برامج إدارة علاقات العملاء (CRM) الشهيرة، بالإضافة إلى أدوات التعاون Slack وأدوات تصور البيانات Tableau.

أما المكون الثالث، فهو Agentforce نفسه. ومع ذلك، قدم بينيوف تفاصيل قليلة عن رؤيته لهذا المنتج في وثيقة V2MOM، مؤكدًا فقط أنه شهد تطوراً كبيراً خلال العام الماضي. يذكر أن **التحول الرقمي** يعتمد بشكل كبير على مثل هذه الأدوات.

يتعلق المكون الرابع “بتطوير” وكلاء الذكاء الاصطناعي المخصصة التي يتم تصميمها خصيصًا لعملاء الشركات. ويشمل ذلك تطوير وكلاء للشركات مثل Williams-Sonoma، وكذلك وكلاء للموظفين، مثل Slackbot الخاص بـ Salesforce. وقد استخدم بينيوف Slackbot على نطاق واسع للإجابة عن الأسئلة خلال المقابلة مع Business Insider.

تهدف Salesforce إلى تقديم هذه الخدمات حسب القطاع، وإنشاء إصدارات مخصصة لصناعة السيارات وشركات الأدوية والجهات الحكومية، على سبيل المثال. ولا شك أن هذا التخصص سيعزز من قيمة **حلول Salesforce**، مما يساعد في جذب المزيد من العملاء.

بالإضافة إلى كل هذا، يولي بينيوف اهتمامًا خاصًا بتحسين تجربة المستخدم مع أدوات الذكاء الاصطناعي. يهدف إلى جعل هذه الأدوات سهلة الاستخدام وتقديم قيمة ملموسة للعملاء والموظفين، مما يشجع على اعتماد واسع النطاق. وأشار إلى أن الشركة تعمل على تطوير واجهات أكثر طبيعية وبديهية، بالإضافة إلى توفير تدريب ودعم شاملين للمستخدمين.

على الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية، أظهرت Salesforce أداءً قويًا في الربع الأخير، مما عزز ثقة المستثمرين. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض المخاوف بشأن قدرة الشركة على تحقيق أهدافها الطموحة في مجال الذكاء الاصطناعي.

من المتوقع أن تقوم Salesforce بمشاركة المزيد من التفاصيل حول خططها للعام القادم في الأشهر المقبلة، خاصةً خلال مؤتمرها السنوي Dreamforce. وسيكون من المهم مراقبة التقدم المحرز في تطوير البنية التحتية للبيانات، واعتماد Agentforce، وقدرة الشركة على تقديم حلول ذكاء اصطناعي مخصصة تلبي احتياجات العملاء في مختلف القطاعات. ويجب على المحللين والمستثمرين أيضًا متابعة التغيرات في **سوق الذكاء الاصطناعي** وتقييم تأثيرها المحتمل على Salesforce.

شاركها.