تواجه شركات التكنولوجيا ضغوطًا متزايدة لتحقيق النمو في ظل التطور السريع للذكاء الاصطناعي، مما يدفعها إلى مطالبة موظفيها ببذل جهود استثنائية. لا يتعلق الأمر بشركات مثل أمازون أو نفيديا أو تسلا، بل يتعلق بشركة “Tools for Humanity”، وهي شركة ناشئة لتقنية مسح العين بقيمة 2.5 مليار دولار، تسعى إلى إثبات إنسانية الأفراد في عصر الذكاء الاصطناعي. وتعتبر هذه الجهود جزءًا من اتجاه أوسع نطاقًا في قطاع التكنولوجيا، حيث تسعى الشركات إلى التكيف مع التغيرات الجذرية التي يفرضها الذكاء الاصطناعي.
تحديات “Tools for Humanity” في التحقق من الهوية الرقمية
صرح أليكس بلانيا، الرئيس التنفيذي لشركة “Tools for Humanity”، لموظفيه في بداية العام بأن الشركة لن تفشل ولن تكون مجرد نتيجة متوسطة، وأن هذا هو الهدف الوحيد الذي يهمه، وفقًا لتسجيل صوتي اطلع عليه موقع Business Insider. يهدف هذا التصريح إلى حشد الموظفين نحو تحقيق هدف رئيسي وهو زيادة عدد المستخدمين لـ “Orb”، وهي أداة للتحقق من الهوية الرقمية.
النمو والتوسع في قاعدة المستخدمين
على الرغم من أن الشركة جمعت ملايين الاشتراكات، إلا أنها لا تزال بعيدة عن هدفها المتمثل في الوصول إلى مليار مستخدم، وفقًا لتقارير سابقة. يثير هذا الأمر تساؤلات حول استراتيجيتها طويلة الأجل، خاصة في سوق مزدحم بالمنتجات المتعلقة بالدفع والتعريف الرقمي. تعتمد الشركة على تقنية مسح العين كطريقة فريدة للتحقق من الهوية، ولكن مدى تقبل المستخدمين لهذه التقنية لا يزال غير واضح.
القيود التنظيمية والقانونية
بالإضافة إلى ذلك، تواجه الشركة تحديات تنظيمية في بعض البلدان. فقد حظرت أو أوقفت أو فتحت تحقيقات بشأنها دول مثل إسبانيا والهند وإندونيسيا. تثير هذه القيود مخاوف بشأن قدرة الشركة على التوسع عالميًا والعمل بشكل قانوني في مختلف الأسواق. تعتبر الامتثال للوائح المحلية أمرًا بالغ الأهمية لنجاح أي شركة تعمل على نطاق دولي.
ومع ذلك، لا تقتصر هذه التحديات على “Tools for Humanity” وحدها. فشركة مايكروسوفت، العملاق التكنولوجي، تعيد أيضًا تقييم نموذج أعمالها في ضوء التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي.
إعادة التفكير في نموذج الأعمال في مايكروسوفت
أعلن ساتيا نادلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت، أن الشركة بحاجة إلى تعديل نموذج أعمالها لمواكبة عصر الذكاء الاصطناعي، وأنه يعتمد على مستشار لمساعدته في هذه العملية. وكشف مذكرة داخلية حصل عليها موقع Business Insider أن الشركة تحتاج إلى “إعادة التفكير بسرعة في الاقتصاد الجديد للذكاء الاصطناعي عبر الشركة – تمامًا كما فعلنا مع الحوسبة السحابية”. يشير هذا إلى أن مايكروسوفت تدرك الحاجة إلى التكيف مع التغيرات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي من أجل الحفاظ على مكانتها التنافسية.
بالنسبة لكل من “Tools for Humanity” ومايكروسوفت، يمثل الذكاء الاصطناعي جوهر قراراتهما الاستراتيجية. على الرغم من أن هذه التكنولوجيا تسببت في قلق وخوف بين العمال بشأن مستقبلهم، إلا أن الشركات التي تسعى إلى الاستفادة منها تواجه أيضًا الكثير من عدم اليقين. يمثل هذا تحديًا صعبًا للموظفين: الثقة في الشركة أثناء خوضها المجهول دون الكثير من الأمن الوظيفي.
ومع سوق العمل الذي لا يلين، قد لا يكون لدى العمال خيار آخر. تعتبر القدرة على التكيف مع التغيرات التكنولوجية السريعة مهارة أساسية في سوق العمل الحديث.
في الختام، من المتوقع أن تستمر شركات التكنولوجيا في إعادة تقييم استراتيجياتها ونماذج أعمالها في ضوء التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي. سيكون من المهم مراقبة كيفية استجابة هذه الشركات للتحديات التنظيمية والتنافسية، وكيف ستؤثر هذه التغييرات على الموظفين وسوق العمل بشكل عام. من المرجح أن تشهد الأشهر القادمة المزيد من التطورات في هذا المجال، مع التركيز على الابتكار والقدرة على التكيف.
