يعاني فرناندو مورينو من غسيل الكلى منذ حوالي عامين، ويواجه انتظارًا “لا يطاق” للحصول على كلية جديدة تنقذ حياته. بالنسبة للكثيرين مثله، يمثل التبرع بالكلية فرصة ثانية للحياة، لكن العثور على متبرع متوافق ليس بالأمر السهل. عالم مورينو الاجتماعي محدود، مما يجعل آماله معلقة على زيادة عدد المتبرعين في قائمة الانتظار الوطنية لزراعة الأعضاء. لكن الأمل تجدد مع مشروع تجريبي مبتكر ربطه بمجموعة من “المدافعين عن الملائكة” – وهم متطوعون غرباء يستخدمون شبكاتهم الاجتماعية الواسعة لنشر قصته.

برنامج “المدافعين عن الملائكة”: بصيص أمل جديد للمرضى

هذا المشروع التجريبي، الذي أطلق عليه المؤسس ديفيد كريسمان اسم “تجربة اجتماعية عظيمة”، يهدف إلى مساعدة مرضى الفشل الكلوي في العثور على متبرعين أحياء بالكلية. كريسمان، مخرج أفلام من لوس أنجلوس، أدرك التحدي الذي يواجهه المرضى في الوصول إلى شبكة واسعة من المتبرعين المحتملين، خاصةً أولئك الذين لديهم اتصالات اجتماعية محدودة. يقول مورينو، البالغ من العمر 50 عامًا: “هذه العملية رائعة. آمل فقط أن يكون هناك شخص ما على استعداد للمجازفة.”

كيف يعمل برنامج “المدافعين عن الملائكة”؟

يعتمد البرنامج على قوة وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل الشخصي. بدلاً من الاعتماد على المرضى أنفسهم في البحث عن متبرعين، يقوم البرنامج بتجنيد متطوعين – “المدافعين عن الملائكة” – للتواصل مع شبكاتهم ونشر قصص المرضى. هؤلاء المتطوعون، الذين قد يكونون غرباء تمامًا عن المرضى، يستخدمون منصات مثل فيسبوك وتويتر لنشر الوعي حول الحاجة إلى التبرع بالأعضاء وتشجيع الآخرين على التفكير في أن يصبحوا متبرعين.

دعم “هدية الحياة” للبرنامج التجريبي

يحظى هذا البرنامج التجريبي بدعم كبير من منظمة “هدية الحياة” (Gift of Life)، وهي منظمة رائدة في مجال دعم زراعة الكلى في شرق بنسلفانيا وجنوب نيوجيرسي وديلاوير. قدمت “هدية الحياة” منحة تزيد عن 100 ألف دولار لتمويل البرنامج، الذي بدأ في مايو الماضي ويضم حاليًا 15 مريضًا في ثلاثة مستشفيات في بنسلفانيا.

نتائج مشجعة حتى الآن

حتى الآن، حقق البرنامج نتائج واعدة. وفقًا لريان إيلينفيلدت، مدير خدمات زراعة الأعضاء السريرية في مستشفى جامعة تيمبل، فقد تم العثور على متبرعين لـ اثنين من المرضى الخمسة المشاركين في البرنامج من خلال المستشفى، وأحدهما يستعد بالفعل لإجراء عملية الزرع. كما خضع مريض آخر في المركز الطبي بجامعة بيتسبرغ في هاريسبرج لعملية زراعة ناجحة.

“هدية الحياة” تتطلع إلى المستقبل

يرى ريتشارد هاز جونيور، الرئيس التنفيذي لمنظمة “هدية الحياة”، أن هذا النهج المبتكر يمكن أن يساعد في تحديد الرسائل الأكثر فعالية لجذب المتبرعين المحتملين. ويقول: “هذا هو الأول من نوعه الذي أعرفه. لهذا السبب، أعتقد أن المؤسسة كانت مهتمة جدًا بالقيام بذلك – دراستها ونأمل نشرها – حتى نتمكن من إنشاء هذا المخطط، إذا صح التعبير، للمستقبل.” تخطط “هدية الحياة” لتوسيع نطاق الاختبار ليشمل خمسة مرضى إضافيين في كل من مستشفى جامعة جيفرسون في فيلادلفيا و UPMC-Harrisburg.

أكثر من مجرد وسائل التواصل الاجتماعي

لا يقتصر البرنامج على مجرد نشر القصص على وسائل التواصل الاجتماعي. فهو يجمع بين قوة التواصل الرقمي، ومهارات كريسمان في سرد القصص المؤثرة، والجهود المبذولة لتوسيع شبكات المرضى. ويشير هاز إلى أن العديد من المرضى يفتقرون إلى الطاقة أو الموارد اللازمة للقيام بذلك بأنفسهم.

قصص ملهمة وراء البرنامج

فرانسيس بوميير، وهو عامل في مجال تكنولوجيا المعلومات يبلغ من العمر 38 عامًا، هو أحد “المدافعين عن الملائكة” الذين شاركوا في البرنامج بعد أن تبرع بالفعل بكلية وجزء من كبده. ويرى أن البرنامج هو “طريقة صغيرة رائعة للجميع لإحداث فرق بسيط”. هولي أرمسترونج، وهي متبرعة حية أخرى، تأمل أن تزرع جهودها بذرة في قلوب الآخرين، حتى لو كان ذلك يعني أن شخصًا ما يتوقف عن التمرير السريع على وسائل التواصل الاجتماعي ويقرر التبرع.

أرقام مهمة حول التبرع بزراعة الكلى

تظهر الإحصائيات أهمية التبرع بالكلية بشكل واضح. هناك حوالي 90 ألف شخص في الولايات المتحدة ينتظرون زراعة الكلى. في العام الماضي، تم إجراء حوالي 28 ألف عملية زراعة كلى، معظمها من متبرعين متوفين. في حين أن التبرعات من المتبرعين الأحياء تمثل جزءًا أصغر (حوالي 6400 عملية)، إلا أنها غالبًا ما تكون أكثر ملاءمة وتقلل من خطر الرفض، كما أن الكلى المتبرع بها من الأحياء تدوم لفترة أطول.

الأمل يشرق لأحمد كولينز

أحد المرضى الذين يستفيدون من البرنامج هو أحمد كولينز، وهو موظف حكومي ولاعب سابق في ولاية بنسلفانيا يحتاج إلى غسيل الكلى لمدة 10 ساعات كل ليلة. أعرب عن أمله في أن يجد متبرعًا من خلال البرنامج، واصفًا المتبرعين المحتملين بأنهم “أبطال خارقون”.

في الختام، يمثل برنامج “المدافعين عن الملائكة” نهجًا مبتكرًا وواعدًا لزيادة عدد المتبرعين بالكلى وإنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من الفشل الكلوي. من خلال الاستفادة من قوة وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل الشخصي، يمنح هذا البرنامج الأمل للمرضى وعائلاتهم، ويشجع على التفكير في التبرع بالأعضاء كعمل إنساني نبيل. إذا كنت تفكر في التبرع، فابحث عن المزيد من المعلومات حول زراعة الكلى وكيف يمكنك إحداث فرق في حياة شخص ما.

شاركها.