أصبح الذكاء الاصطناعي أداة متزايدة الأهمية في الحياة اليومية، حتى في مهام بسيطة مثل تحديد طراز أثاث قديم. مؤخرًا، استخدمت عائلة بار (Barr) تقنية الذكاء الاصطناعي لتحديد طراز أريكة قديمة كانوا يحاولون بيعها، مما أدى إلى إتمام الصفقة بنجاح. هذه الحادثة تسلط الضوء على الإمكانات العملية المتزايدة لهذه التكنولوجيا.

تعود القصة إلى محاولة بيع عائلة بار لأريكتهم القديمة بعد شراء أريكة جديدة. عندما طلب مشتر محتمل معلومات حول الطراز، واجهت العائلة مشكلة في تذكر التفاصيل الدقيقة بعد مرور سنوات. لجأت الزوجة إلى استخدام برنامج Gemini من Google، وهو نموذج لغوي كبير، لمساعدتهم في تحديد هوية الأريكة.

كيف ساعد الذكاء الاصطناعي في تحديد طراز الأريكة؟

قامت الزوجة بتحميل صورتين للأريكة إلى Gemini وطلبت المساعدة في تحديد الطراز. استجاب برنامج الدردشة الآلي بسرعة، واقترح أن الأريكة قد تكون من طراز “Tillary Sectional” من West Elm. وقدم Gemini شرحًا مفصلاً لسبب هذا التخمين، مشيرًا إلى السمات المميزة مثل الظهر المنخفض والمقعد العميق، بالإضافة إلى إمكانية فصل مساند الظهر.

بالإضافة إلى ذلك، قدم Gemini نصائح مفيدة حول كيفية تحديد المنتج بشكل أكبر، مثل البحث عن حجرة بسحاب على الظهر أو الأسفل تحتوي على مكونات إضافية، أو البحث عن علامة داخلية. هذه المعلومات الإضافية ساعدت العائلة في تأكيد أن التخمين كان صحيحًا.

تأثير الذكاء الاصطناعي على التجارة الإلكترونية

تُظهر هذه الحالة كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث ثورة في مجال التجارة الإلكترونية والبيع والشراء عبر الإنترنت. فبدلاً من الاعتماد على وصف دقيق للمنتج أو البحث المطول، يمكن للمشترين الآن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لتحديد المنتجات بناءً على الصور أو الأوصاف الموجزة. هذا يوفر الوقت والجهد، ويجعل عملية البيع والشراء أكثر كفاءة.

وقد تمكنت عائلة بار من إتمام الصفقة بنجاح مقابل 200 دولار، وهو ما يعادل تكلفة اشتراك لمدة عشرة أشهر في Gemini Pro. أطلقوا على أريكتهم الجديدة اسم “أريكة الفقاعة الذكية” (AI bubble couch) تكريمًا للدور الذي لعبه الذكاء الاصطناعي في تسهيل عملية شراء الأريكة الجديدة.

لا يقتصر استخدام الذكاء الاصطناعي على تحديد طرازات الأثاث. تستخدم الشركات والمؤسسات هذه التكنولوجيا في مجموعة واسعة من التطبيقات، بما في ذلك خدمة العملاء، وتحليل البيانات، وتطوير المنتجات الجديدة. وتشمل المجالات الأخرى التي تشهد نموًا في استخدام الذكاء الاصطناعي، التعرف على الصور، ومعالجة اللغة الطبيعية، والروبوتات.

ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن تقنية الذكاء الاصطناعي لا تزال في مراحلها الأولى من التطوير. قد تكون هناك أخطاء أو تحيزات في النتائج التي تقدمها هذه الأدوات، لذلك من الضروري دائمًا التحقق من المعلومات والتأكد من دقتها. بالإضافة إلى ذلك، هناك مخاوف بشأن الخصوصية والأمان المرتبطة بجمع واستخدام البيانات الشخصية من قبل أنظمة الذكاء الاصطناعي.

في المستقبل القريب، من المتوقع أن نشهد المزيد من التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، مما سيؤدي إلى تطبيقات أكثر ابتكارًا وفعالية. من المرجح أن يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وسيغير الطريقة التي نعمل بها ونتفاعل بها مع العالم من حولنا. ومع ذلك، من المهم معالجة المخاوف الأخلاقية والاجتماعية المرتبطة بهذه التكنولوجيا لضمان استخدامها بشكل مسؤول ومفيد للجميع.

ما يجب مراقبته في المستقبل هو كيفية استجابة الشركات لتحديات دقة البيانات والتحيزات المحتملة في أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما أن تطوير الأطر التنظيمية التي تحمي الخصوصية والأمان أمر بالغ الأهمية لتعزيز الثقة في هذه التكنولوجيا. بالإضافة إلى ذلك، من المهم مراقبة تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، والاستعداد للتغييرات التي قد تحدث نتيجة لأتمتة المهام المختلفة.

شاركها.