شهد استخدام الذكاء الاصطناعي تحولاً ملحوظاً في أوساط المشرعين الأمريكيين، بمن فيهم أولئك الذين كانوا في السابق متشككين في قدرة هذه التقنية على تقديم معلومات دقيقة. فقد بدأت شخصيات بارزة مثل السيناتورة إليزابيث وارن في تبني أدوات مثل ChatGPT في عملها اليومي، مما يعكس تحولاً أوسع في المواقف تجاه الذكاء الاصطناعي في واشنطن. هذا التطور يثير تساؤلات حول مستقبل استخدام هذه التقنيات في صنع السياسات الحكومية.

تبني الذكاء الاصطناعي من قبل المشرعين الأمريكيين

في وقت سابق من شهر يونيو، كانت السيناتورة إليزابيث وارن من بين العديد من المشرعين الذين قاوموا استخدام الذكاء الاصطناعي، بسبب شكوكها في قدرة التكنولوجيا على تقديم معلومات موثوقة. ولكن، كما ذكرت مؤخرًا، تغير هذا الموقف. أعربت وارن عن إيجادها ChatGPT “قيماً حقًا” للبحث الأولي، على الرغم من أنها لا تزال تلاحظ بعض الأخطاء في المعلومات التي يقدمها.

بدأت وارن في استخدام ChatGPT بشكل أكبر بعد أن شاهدت ابنتها تستخدمه. وأكدت أنها لا “تعتمد” على هذه التكنولوجيا، بل تستخدمها “لبدء التعامل مع مشكلة ما”. على سبيل المثال، عندما تكون بصدد قراءة شيء ما، وتساءل عن عدد السكان في ولاية ميسيسيبي، وتوزيعهم حسب الفئات العمرية، فإنها تستخدم ChatGPT للحصول على إجابة أكثر تفصيلاً من مجرد البحث العادي على جوجل.

التحول في المواقف ليس مقتصراً على وارن. السيناتور الجمهوري جوش هاولي من ولاية ميسوري، وهو من منتقدي صناعة الذكاء الاصطناعي، أقر بأنه قام بتجربة ChatGPT بعد حضور العديد من الجلسات حوله. وذكر أنه طرح سؤالاً تاريخياً متخصصاً حول البيوريتانيين في ثلاثينيات القرن السابع عشر، وأن ChatGPT قدم له “الكثير من المعلومات الجيدة”.

السيناتور الديمقراطي كريس مورفي من ولاية كونيتيكت، على الرغم من انتقاده الشديد للذكاء الاصطناعي، صرح بأنه يستخدمه أيضاً، قائلاً: “أستخدمه على الرغم من اعتقادي بأنه سيدمرنا”.

استخدامات متنوعة للذكاء الاصطناعي

على الرغم من التبني المتزايد، يظل استخدام الذكاء الاصطناعي على المستوى الحكومي الأمريكي متفاوتًا. أفادت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت بأنها لا تعتقد أن الرئيس السابق دونالد ترامب يستخدم هذه التكنولوجيا بنفسه. في المقابل، أعلن نائب الرئيس جي دي فانس عن تفضيله لـ Grok، وهو روبوت محادثة مملوك لإيلون ماسك، واصفاً إياه بأنه “الأفضل” و “الأقل تحيزاً”.

بينما لم يستخدم رئيس مجلس النواب مايك جونسون الذكاء الاصطناعي بعد، مشيراً إلى أنه لم يكن لديه “الوقت الكافي” لاستكشافه. وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أصبح شائعًا خلال فترة ولايته كرئيس للمجلس، وبالتالي لم تتح له الفرصة للتعمق فيه.

تجربة بعض المشرعين مع الذكاء الاصطناعي لم تخلُ من المواقف الغريبة. النائب الديمقراطي جاريد هوفمان من كاليفورنيا حاول استخدام Microsoft Copilot للبحث عن النقوش على عبوات الرصاص المستخدمة في حادثة إطلاق النار التي استهدفت تشارلي كيرك، لكنه انتهى في جدال مع الروبوت الذي أصر على أن كيرك لا يزال على قيد الحياة، على الرغم من تقديم هوفمان معلومات تثبت عكس ذلك. وصف هوفمان التجربة بأنها “غريبة للغاية”.

معظم المشرعين الذين تحدثوا إلى وسائل الإعلام أشاروا إلى استخدامهم ChatGPT، بينما فضل النائب الديمقراطي دون باير من ولاية فرجينيا استخدام Anthropic’s Claude، بسبب تركيز الشركة على السلامة والأخلاقيات في مجال الذكاء الاصطناعي. وأعرب باير عن إعجابه بـ “دستور” الشركة الذي يحدد المبادئ الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

مستقبل الذكاء الاصطناعي في الحكومة الأمريكية

مع استمرار المشرعين في استكشاف إمكانات الذكاء الاصطناعي، من المتوقع أن يزداد اعتماده في العمليات الحكومية. ومع ذلك، تظل هناك مخاوف بشأن دقة المعلومات التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، والتحيزات المحتملة، والأثر الأوسع لهذه التقنيات على المجتمع. من المرجح أن تشهد الأشهر المقبلة المزيد من المناقشات حول تنظيم الذكاء الاصطناعي، وضمان استخدامه بشكل مسؤول وأخلاقي. سيراقب المراقبون عن كثب كيفية تأثير هذه التطورات على السياسات الحكومية وصنع القرار.

الكلمات المفتاحية الثانوية: التعلم الآلي، التحيز في الذكاء الاصطناعي، أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

شاركها.