مع تزايد تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، قدم “أحد الآباء الروحيين للذكاء الاصطناعي” نصيحة مهنية لحفيده البالغ من العمر 4 سنوات للاستعداد للمستقبل. يركز هذا التوجيه على تطوير الصفات الإنسانية الفريدة التي قد لا يتمكن الذكاء الاصطناعي من تكرارها، مما يبرز أهمية المهارات الشخصية في عصر الذكاء الاصطناعي.
قال يوشوا بنجيو، عالم الأبحاث، في حلقة من بودكاست “يوميات الرئيس التنفيذي” (The Diary of a CEO) استضافها ستيفن بارتليت ونشرت في 18 ديسمبر، إن الشركات حريصة على دمج الذكاء الاصطناعي في سير عملها، وبالتالي فمن المتوقع أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من أداء معظم الوظائف التي يقوم بها البشر خلف لوحات المفاتيح. وأضاف بنجيو أن الوظائف البدنية، مثل السباكة، قد تحل محلها الروبوتات في نهاية المطاف، على الرغم من أن ذلك قد يستغرق وقتًا أطول.
مستقبل العمل في ظل الذكاء الاصطناعي
تأتي نصيحة بنجيو في وقت يشهد فيه العالم تحولًا تكنولوجيًا سريعًا، مما يثير مخاوف بشأن فقدان الوظائف بسبب الأتمتة. ومع ذلك، يؤكد بنجيو على أن هناك حاجة دائمة للخصائص الإنسانية مثل الحب والمسؤولية والاستمتاع بالمساهمة في رفاهية الآخرين. هذه الصفات، بحسب قوله، ستزداد قيمتها مع استمرار تطور التكنولوجيا.
وأضاف: “إذا كنت في المستشفى، أريد أن يمسك بي شخص بشري بيدي عندما أشعر بالقلق أو الألم. أعتقد أن اللمسة الإنسانية ستكتسب أهمية أكبر، حيث تصبح المهارات الأخرى أكثر آلية.” هذا التأكيد على الذكاء العاطفي والتعاطف يمثل تحولًا في التركيز نحو المهارات التي يصعب على الآلات محاكاتها.
نصائح من رواد الذكاء الاصطناعي
بنجيو، إلى جانب جيفري هينتون ويان لوكون، يُعرف بأحد “الآباء الروحيين للذكاء الاصطناعي” بسبب أبحاثه الرائدة في مجال التعلم العميق والشبكات العصبية. وقد شارك هؤلاء القادة الثلاثة في الصناعة رؤاهم حول كيفية تحويل المسارات المهنية للبقاء على صلة بالعصر الرقمي.
في حلقة سابقة من بودكاست “يوميات الرئيس التنفيذي” في يونيو 2023، اقترح هينتون أن الوقت مناسب لتعلم مهنة السباكة، حيث قد يستغرق الأمر وقتًا طويلاً قبل أن يعطل الذكاء الاصطناعي الوظائف البدنية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، صرح لوكون لموقع Business Insider بأنه يعتقد أن طلاب علوم الحاسوب يجب أن يركزوا على الدورات الأساسية، مثل الرياضيات والفيزياء، بدلاً من الدورات العصرية حول التكنولوجيا الحديثة، إذا كانوا يرغبون في دخول مجال الذكاء الاصطناعي.
يركز هذا التوجه على أهمية بناء أساس قوي في العلوم الأساسية، مما يسمح للمهنيين بالتكيف مع التغيرات السريعة في مجال التكنولوجيا. كما يشير إلى أن المهارات التي تتطلب تفكيرًا نقديًا وحل المشكلات والإبداع ستكون ذات قيمة عالية في المستقبل.
بالإضافة إلى ذلك، أطلق بنجيو في يونيو الماضي منظمة LawZero غير الربحية للبحث في سلامة الذكاء الاصطناعي. تهدف المنظمة، وفقًا لبيان على موقعه الإلكتروني، إلى تقليل السلوكيات الخطيرة المرتبطة بأنظمة الذكاء الاصطناعي ذات القدرة على التصرف بشكل مستقل، مثل الخداع. ويؤكد هذا الجهد على الحاجة إلى تطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وأخلاقية.
إن التحدي الذي يواجه القوى العاملة اليوم لا يكمن فقط في تعلم مهارات جديدة، بل أيضًا في فهم حدود الذكاء الاصطناعي والتركيز على تطوير نقاط القوة الإنسانية الفريدة. يشمل ذلك المهارات الشخصية، مثل التواصل والتعاون والقيادة، بالإضافة إلى القدرة على التكيف والتعلم المستمر.
تتزايد الحاجة إلى إعادة تأهيل القوى العاملة وتوفير فرص التدريب لتزويد الأفراد بالمهارات اللازمة للنجاح في سوق العمل المتغير. كما أن هناك حاجة إلى سياسات حكومية تدعم الابتكار وتضمن انتقالًا عادلاً للعمال المتضررين من الأتمتة.
في الختام، من المتوقع أن يستمر تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل في النمو في السنوات القادمة. من الضروري أن يستعد الأفراد والمنظمات والحكومات لهذا التحول من خلال الاستثمار في التعليم والتدريب والبحث والتطوير. سيتم تحديد مستقبل العمل من خلال قدرتنا على تبني التكنولوجيا مع الحفاظ على قيمنا الإنسانية وتعزيزها. من المقرر أن تنشر منظمة LawZero تقريرًا مفصلاً عن مخاطر الذكاء الاصطناعي في الربع الأول من عام 2024، وهو ما يستحق المتابعة.
