عبر المغني الكندي جاستن بيبر عن إحباطه من زر الإملاء (Dictation) في هواتف آيفون، واصفًا إياه بأنه مصدر إزعاج متكرر. وقد نشر بيبر شكواه على منصتي التواصل الاجتماعي إكس وإنستغرام يوم الجمعة، مما أثار جدلاً واسعًا حول تجربة المستخدم في أجهزة آبل. وقد لاقت هذه الانتقادات تفاعلًا كبيرًا، حتى أن مسؤولًا تنفيذيًا في شركة OpenAI عرض عليه المشاركة في جلسات تقييم التصميم الأسبوعية.

جاءت انتقادات بيبر في أعقاب أسبوع صعب على شركة آبل، شهدت إعلانات عن مغادرة قيادات رئيسية في الشركة. هذه التطورات، بالإضافة إلى تصاعد المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي، تضع الشركة تحت ضغط متزايد لتحسين منتجاتها وخدماتها.

انتقادات جاستن بيبر تثير جدلاً حول تصميم آبل

أوضح بيبر في منشوراته أن زر الإملاء غالبًا ما يتم تفعيله عن طريق الخطأ أثناء إرسال الرسائل النصية، مما يؤدي إلى إيقاف تشغيل الموسيقى مؤقتًا. واقترح أن زر الإرسال يجب ألا يمتلك وظائف متعددة في نفس المكان، مشيرًا إلى أن هذا التصميم يسبب ارتباكًا للمستخدمين. “إذا ضغطت على زر الإملاء بعد إرسال رسالة نصية وصدر صوت إيقاف الموسيقى مرة أخرى، فسوف أجد الجميع في آبل وأضعهم في خنق خلفي”، كتب بيبر، في تعبير أثار جدلاً واسعًا.

تلقى بيبر آلاف الردود الإيجابية على منشوراته، بما في ذلك رد من إيان سيلبر، رئيس قسم تصميم المنتجات في OpenAI. دعا سيلبر بيبر رسميًا للانضمام إلى جلسات تقييم التصميم الأسبوعية التي تعقدها OpenAI، في إشارة إلى استعداد الشركة للاستماع إلى آراء المستخدمين.

تحديات تواجه آبل في سوق الذكاء الاصطناعي

تأتي هذه الانتقادات في وقت تواجه فيه آبل تحديات متزايدة في مجال الذكاء الاصطناعي. لطالما كانت آبل رائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار، ولكنها بدت بطيئة في الاستجابة للتطورات السريعة في سوق الذكاء الاصطناعي، حيث تتنافس بقوة مع شركات مثل OpenAI و Meta و Google.

في أكتوبر الماضي، أطلقت OpenAI متجر تطبيقات خاص بها، مما يمثل خطوة كبيرة نحو منافسة آبل و Google في هذا المجال. وفي نفس الشهر، صرح الرئيس التنفيذي السابق لشركة آبل، جون سكالي، بأن OpenAI هي “أول منافس حقيقي” لشركة آبل منذ عقود. هذا التصريح يعكس مدى التغيرات التي يشهدها قطاع التكنولوجيا، وظهور لاعبين جدد قادرين على تحدي هيمنة الشركات الكبرى.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت OpenAI قبل خمسة أشهر عن شراكة مع جوني إيف، كبير مسؤولي التصميم السابق في آبل، والذي أشرف على تصميم iPhone والعديد من المنتجات الأخرى الشهيرة. وقد استحوذت OpenAI على شركة IO الناشئة التي أسسها إيف، وهناك شائعات عن أن إيف وألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، يعملان حاليًا على تطوير جهاز جديد قد ينافس iPhone.

مغادرة قيادات رئيسية في آبل

تزامن جدل بيبر مع إعلانات آبل عن مغادرة عدد من القيادات العليا في الشركة. أعلنت آبل يوم الاثنين أن جون جياناندريا، نائب الرئيس الأول لتعلم الآلة واستراتيجية الذكاء الاصطناعي، سيترك منصبه، وسيقدم استشارات للشركة حتى تقاعده في عام 2026. هذه المغادرة قد تؤثر على جهود آبل في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وفي يوم الأربعاء، أعلن مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة Meta، أن آلان داي سينضم إلى الشركة لقيادة استوديو إبداعي جديد في Reality Labs. وقد عمل داي لمدة 20 عامًا في آبل كنائب رئيس للتصميم البشري، وكان له دور كبير في تطوير واجهات المستخدم في أجهزة آبل. انتقال داي إلى Meta يمثل خسارة كبيرة لشركة آبل، ويعزز مكانة Meta في سوق الواقع الافتراضي والمعزز.

كما أعلنت آبل يوم الخميس أن ليزا جاكسون، نائبة الرئيس للبيئة والسياسات والمبادرات الاجتماعية، ستتقاعد في أواخر يناير. وستتقاعد أيضًا كيت آدامز، المستشارة العامة للشركة منذ عام 2017، في العام المقبل. هذه المغادرات المتتالية تثير تساؤلات حول مستقبل القيادة في آبل، وتأثيرها على استراتيجية الشركة.

من المتوقع أن تعلن آبل عن تفاصيل خططها في مجال الذكاء الاصطناعي خلال الأشهر القليلة المقبلة، مع التركيز على دمج هذه التقنيات في منتجاتها وخدماتها الحالية. يبقى أن نرى كيف ستستجيب آبل للانتقادات الموجهة لتصميمها، والتحديات المتزايدة في سوق التكنولوجيا، وما إذا كانت ستتمكن من استعادة مكانتها كشركة رائدة في مجال الابتكار.

شاركها.