رهنت مجموعة سوفت بانك اليابانية بشكل كبير على تقنية الذكاء الاصطناعي، ويبدو حتى الآن أن هذه الرهانات تؤتي ثمارها. حيث أعلنت المجموعة عن نتائجها المالية للربع الثاني، حيث زاد صافي الربح بأكثر من الضعف ليصل إلى 2.5 تريليون ين، أي ما يعادل 16.6 مليار دولار.
كما كشفت المجموعة أنها باعت حصتها في شركة إنفيديا، أكبر المستفيدين من طفرة الذكاء الاصطناعي، مقابل 5.8 مليار دولار. وتأتي هذه الخطوة في إطار استراتيجية سوفت بانك لتعزيز استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
الخروج من إنفيديا والتركيز على OpenAI
أعلنت سوفت بانك أنها باعت جميع أسهمها البالغ عددها 32.1 مليون سهم في شركة إنفيديا في أكتوبر. وأوضح كبير المسؤولين الماليين في المجموعة، يوشيميتسو غوتو، أن قرار تصفية الاستثمار في إنفيديا “ليس له علاقة بالشركة نفسها” وإنما هو وسيلة لإعادة تخصيص الأموال نحو OpenAI.
وأشار غوتو إلى أن استثمار سوفت بانك في OpenAI حقق ربحًا ورقيًا تراكميًا يبلغ حوالي 7.7 مليار دولار، وأن حصة سوفت بانك في OpenAI تبلغ حوالي 11%. وتخطط سوفت بانك لاستكمال استثماراتها في OpenAI بقيمة 30 مليار دولار بحلول نهاية العام.
التركيز على “الذكاء الاصطناعي المادي”
تعتبر سوفت بانك أن “الذكاء الاصطناعي المادي” هو الموجة التالية لثورة الذكاء الاصطناعي. ويشير هذا المصطلح إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي التي انتقلت من العالم الرقمي إلى العالم المادي، مثل الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة.
أوضح غوتو أن هذه التقنيات ستتقاطع لتقديم المزيد من الخدمات، مضيفًا أن هذا “يقترب جدًا من حياتنا”. وفي أكتوبر، استحوذت سوفت بانك على قسم الروبوتات في شركة الهندسة السويسرية ABB مقابل 5.4 مليار دولار.
التحذيرات من فقاعة الذكاء الاصطناعي
أثار ضخ كميات هائلة من رأس المال في مجال الذكاء الاصطناعي وتقييمات الشركات المرتفعة قياسية مخاوف من وجود فقاعة ذكاء اصطناعي. وقال غوتو إنه لا يستطيع الجزم ما إذا كانت هذه المخاوف لها ما يبررها.
وأضاف أن “التكنولوجيا في بدايتها فقط وهناك الكثير من الحركة، وهو ما أعتقد أنه أمر جيد”. ومن المتوقع أن تستمر سوفت بانك في تعزيز استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تقنيات “الذكاء الاصطناعي المادي”.
في الختام، يبدو أن رهانات سوفت بانك على تقنية الذكاء الاصطناعي تؤتي ثمارها، مع تحقيق أرباح كبيرة وزيادة في الاستثمارات. وستظل التطورات المستقبلية في هذا المجال محل متابعة، خاصة فيما يتعلق بظهور تقنيات “الذكاء الاصطناعي المادي” وتأثيرها على مختلف القطاعات.
