أعلنت ولاية كاليفورنيا، بقيادة المدعي العام روب بونتا، عن رفع دعوى قضائية ضد إدارة ترامب بسبب رسوم جديدة قدرها 100 ألف دولار على طلبات تأشيرة H-1B. وتعتبر هذه الخطوة تصعيدًا في المعركة القانونية ضد سياسات الهجرة التي اتبعتها الإدارة السابقة، حيث يرى المدعون أن هذه الرسوم غير قانونية وتهدد القطاعات العامة التي تعتمد على العمال الأجانب المهرة. ومن المتوقع أن يتم تقديم الدعوى القضائية رسميًا يوم الجمعة.

تأتي هذه الدعوى في وقت تشهد فيه الولايات المتحدة نقاشًا حادًا حول سياسات الهجرة وتأثيرها على الاقتصاد وسوق العمل. وتعتبر تأشيرة H-1B وسيلة رئيسية للشركات الأمريكية لتوظيف متخصصين في مجالات مثل الهندسة والعلوم والتكنولوجيا، وهي مجالات حيوية للنمو الاقتصادي والابتكار.

دعوى قضائية ضد رسوم تأشيرة H-1B

تزعم الدعوى القضائية أن وزارة الأمن الداخلي تجاوزت سلطتها التشريعية بفرض هذه الرسوم، بالإضافة إلى عدم اتباع الإجراءات القانونية المطلوبة مثل الإخطار العام وإتاحة التعليقات. ووفقًا لبيان صادر عن مكتب بونتا، فإن الرسوم الجديدة، التي تتجاوز عشرة أضعاف الرسوم المعتادة لتأشيرة H-1B، ستشكل عبئًا كبيرًا على المؤسسات التعليمية والجامعات والمستشفيات التي تعتمد على العمال الأجانب.

وقع الرئيس ترامب على الأمر التنفيذي في 19 سبتمبر، مما أدى إلى فرض رسوم إضافية قدرها 100 ألف دولار على الطلبات الجديدة. تتمتع وزارة الأمن الداخلي بسلطة تقديرية واسعة في تحديد التطبيقات التي تخضع لهذه الرسوم. لكن الولايات ترى أن هذه القاعدة يمكن أن تُنفذ بشكل انتقائي.

تسمح برنامج H-1B لأصحاب العمل بتوظيف عمال ذوي مهارات عالية، بما في ذلك المهندسين والباحثين والأطباء والمعلمين، من الخارج. في حين أن العديد من أصحاب العمل الحكوميين والمنظمات غير الربحية معفاة من الحد السنوي للبرنامج، إلا أنهم ليسوا معفيين من الرسوم الجديدة، وفقًا لمكتب بونتا.

تأثير الرسوم على القطاعات الحيوية

حذرت السلطات في كاليفورنيا من أن هذا التغيير سيزيد من صعوبة استقطاب المعلمين والأطباء في ظل النقص المتزايد في هذه الكفاءات على مستوى البلاد. وتعتمد العديد من الولايات على العمال الأجانب لسد الفجوات في سوق العمل، خاصة في المجالات التي تتطلب مهارات متخصصة.

هذه الدعوى القضائية ليست الوحيدة التي تواجه إدارة ترامب بشأن هذه القضية. فقد رفعت غرفة التجارة الأمريكية، بالإضافة إلى تحالف يضم نقابات عمالية ومنظمات غير ربحية وشركة توظيف في مجال الرعاية الصحية، تحديات منفصلة، واصفين الرسوم بأنها “متطرفة” و “ابتزازية” وانتهاكًا لسلطة فرض الضرائب التي يمنحها الدستور للكونغرس.

في بيان لصحيفة بزنس إنسايدر، دافعت الإدارة عن هذه القاعدة، مشيرة إلى أنها تتماشى مع وعود الرئيس ترامب بوضع العمال الأمريكيين في المقام الأول. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض تايلور روجرز إن هذا الإجراء “يمنع الشركات من إغراق النظام وخفض الأجور الأمريكية، مع توفير اليقين لأصحاب العمل الذين يحتاجون إلى استقطاب أفضل المواهب من الخارج”.

تنضم إلى كاليفورنيا في هذه الدعوى القضائية ولايات أريزونا وكولورادو وكونيتيكت وديلاوير وهاواي وإلينوي وماريلاند وماساتشوستس وميشيغان ومينيسوتا ونيفادا ونورث كارولينا ونيوجيرسي ونيويورك وأوريغون ورود آيلاند وفيرمونت وواشنطن وويسكونسن.

وقد أثارت هذه الخطوة أيضًا حالة من عدم اليقين في وادي السيليكون. تعتمد شركات مثل أمازون ومايكروسوفت وميتا وآبل بشكل كبير على توظيف حاملي تأشيرة H-1B. وقد صرح بعض قادة هذه الشركات بأن هذا التغيير قد يدفع الوظائف إلى الخارج. وتشكل هذه الشركات جزءًا كبيرًا من الاقتصاد الأمريكي وتعتبر محركًا رئيسيًا للابتكار التكنولوجي.

بالتزامن مع هذا التحدي القانوني، تقوم الإدارة بتوسيع عمليات التدقيق الرقمي لمقدمي طلبات H-1B. بدءًا من 15 ديسمبر، ستطلب وزارة الخارجية من المتقدمين جعل ملفاتهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي متاحة للمراجعة. ويثير هذا الإجراء مخاوف بشأن الخصوصية وحرية التعبير.

تم كتابة هذا التقرير باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بـ Business Insider وتم تحريره بواسطة محرر في Business Insider.

من المتوقع أن ترد وزارة الأمن الداخلي على الدعوى القضائية في غضون أسابيع. وستراقب المحاكم عن كثب الحجج المقدمة من كلا الجانبين، حيث أن قرار المحكمة قد يكون له تداعيات كبيرة على سياسات الهجرة الأمريكية. كما يجب متابعة التطورات المتعلقة بعمليات التدقيق الرقمي الجديدة وتأثيرها على المتقدمين.

شاركها.