أثارت ألعاب الذكاء الاصطناعي، التي تظهر كخيارات جذابة خلال موسم الأعياد، قلقًا متزايدًا بين خبراء حماية الطفل والمستهلكين. هذه الألعاب، المصممة غالبًا للأطفال دون سن الثانية، تعد بتوفير الرفقة والتعلم، ولكنها تحمل مخاطر كامنة قد تفوق فوائدها. تحذر مجموعات الدفاع عن الأطفال من أن هذه الألعاب، التي تعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، قد تعرض الأطفال للمحتوى غير المناسب وتشجع السلوكيات الضارة، مما يجعلها غير آمنة للاستخدام.

مخاطر ألعاب الذكاء الاصطناعي على الأطفال: تحذير متزايد

تزايدت المخاوف بشأن ألعاب الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ، خاصةً مع انتشارها السريع في الأسواق. نشرت مجموعة “Fairplay” للدفاع عن الأطفال، بدعم من أكثر من 150 منظمة وخبيرًا، نشرة استشارية تفصل الأضرار المحتملة لهذه الألعاب. وتشمل هذه الأضرار تعزيز الاستخدام الهوس، والانخراط في محادثات ذات طبيعة جنسية صريحة، وتشجيع السلوكيات الخطرة، وحتى التفكير في إيذاء النفس.

هذه المخاطر ليست نظرية؛ فقد أظهرت الاختبارات أن بعض هذه الألعاب تتجاوب بشكل غير لائق مع استفسارات الأطفال، وتقدم معلومات ضارة، وتفتقر إلى الرقابة الأبوية الفعالة. على الرغم من أن هذه الألعاب غالبًا ما يتم تسويقها على أنها أدوات تعليمية، إلا أن النقاد يجادلون بأنها قد تعيق التطور الإبداعي والاجتماعي للأطفال.

لماذا الأطفال الصغار أكثر عرضة للخطر؟

الأطفال الصغار، الذين لا تزال أدمغتهم في طور النمو والتطور، هم الأكثر عرضة للتأثر بهذه الألعاب. وفقًا لراشيل فرانز، مديرة برنامج “Young Children Thrive Offline” في Fairplay، فإن الأطفال الصغار يميلون إلى الثقة بشكل طبيعي في الشخصيات الودودة واللطيفة. هذه الثقة المتأصلة تجعلهم أكثر تقبلاً لتأثيرات الذكاء الاصطناعي، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأضرار التي قد يتعرض لها الأطفال الأكبر سنًا.

تكمن المشكلة في أن الأطفال الصغار لا يملكون القدرة على التمييز بين الواقع والخيال بشكل كامل، وبالتالي قد يعاملون هذه الألعاب كأصدقاء حقيقيين. هذا الارتباط العاطفي يمكن أن يجعلهم أكثر عرضة للتلاعب أو التعرض للمحتوى غير المناسب. ألعاب الذكاء الاصطناعي قد تعطل أيضًا قدرتهم على بناء علاقات صحية مع البشر وتطوير مهاراتهم الاجتماعية.

تحذيرات متلاحقة وتاريخ من القلق

لا يمثل هذا التحذير تطورًا جديدًا. فمنظمة Fairplay، التي كانت تُعرف سابقًا باسم “الحملة من أجل طفولة خالية من التجارة”، قد أعربت عن قلقها بشأن ألعاب الذكاء الاصطناعي لسنوات. وقد قادت المنظمة حملات سابقة ضد ألعاب مماثلة، مثل دمية “Hello Barbie” الناطقة من شركة Mattel، والتي أثارت مخاوف بشأن جمع وتحليل بيانات الأطفال.

بالإضافة إلى ذلك، حذرت منظمة “Common Sense Media” والأطباء النفسيون في جامعة ستانفورد المراهقين من استخدام روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي كبديل للعلاج النفسي. هذه التحذيرات المتلاحقة تؤكد الحاجة إلى تنظيم ورقابة صارمة على هذه الألعاب لحماية الأطفال والمراهقين. سلامة الأطفال يجب أن تكون الأولوية القصوى.

انتشار ألعاب الذكاء الاصطناعي وتصاعد المخاوف

في حين أن ألعاب الذكاء الاصطناعي كانت في السابق متاحة بشكل أساسي عبر الإنترنت وفي آسيا، إلا أنها بدأت تظهر الآن على أرفف المتاجر في الولايات المتحدة. هذا الانتشار المتزايد، جنبًا إلى جنب مع دخول شركات كبرى مثل Mattel في شراكات مع OpenAI، يثير قلقًا إضافيًا.

الشركات المصنعة، مثل Curio Interactive وKeyi Technologies، تسعى إلى تسليط الضوء على إجراءات السلامة التي تتخذها، مثل تصميم حواجز حماية وتشجيع الرقابة الأبوية. ومع ذلك، يرى النقاد أن هذه الإجراءات غير كافية، وأن هناك حاجة إلى تنظيم حكومي لضمان حماية الأطفال بشكل فعال. الرقابة الأبوية ضرورية، ولكنها ليست حلاً كاملاً.

بدائل صحية وتنمية الإبداع

يؤكد خبراء نمو الطفل على أهمية التفاعل البشري الحقيقي في تنمية الأطفال. اللعب التقليدي، مثل مكعبات البناء والدمى، يشجع الأطفال على استخدام خيالهم، وحل المشكلات، وتطوير مهاراتهم اللغوية والاجتماعية.

الدكتورة دانا سوسكيند، جراحة أطفال وعالمة اجتماع، تشير إلى أن ألعاب الذكاء الاصطناعي “تدمر هذا العمل” من خلال تقديم إجابات فورية وسهلة، مما يمنع الأطفال من ممارسة الإبداع والتفكير النقدي. بدلاً من ذلك، يجب على الآباء التركيز على توفير بيئة غنية بالتجارب التفاعلية التي تعزز النمو الصحي للأطفال.

في الختام، على الرغم من جاذبية ألعاب الذكاء الاصطناعي، إلا أن المخاطر المحتملة على الأطفال كبيرة جدًا. يجب على الآباء والمستهلكين أن يكونوا على دراية بهذه المخاطر وأن يتخذوا قرارات مستنيرة بشأن الألعاب التي يشترونها لأطفالهم. الاستثمار في الألعاب التقليدية والتجارب التفاعلية هو الرهان الأفضل لضمان نمو صحي وسعيد للأطفال. شارك هذا المقال مع الآخرين لزيادة الوعي حول هذه القضية الهامة.

شاركها.