تأرجحت الأسواق المالية العالمية، وخاصةً سوق الأسهم الأمريكية، خلال تداولات الأربعاء الماضي في ظل ترقب المستثمرين لنتائج أعمال شركات التكنولوجيا الكبرى، وعلى رأسها Nvidia، بالإضافة إلى بيانات اقتصادية حاسمة. شهدت الجلسة تقلبات حادة قبل اختبارين رئيسيين لوول ستريت، حيث اختتم مؤشر S&P 500 تعاملاته بارتفاع طفيف بنسبة 0.4%، بعد أن تذبذب بين المكاسب والخسائر خلال اليوم.

تقلبات وول ستريت وترقب نتائج Nvidia

شهدت الأسواق سلسلة من التقلبات، حيث أنهت مؤشرات الأسهم الرئيسية تعاملاتها على ارتفاع، لكن مع حذر شديد. ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنحو 47 نقطة، أو 0.1%، بينما صعد مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.6%. هذا الارتفاع جاء بعد سلسلة خسائر استمرت لأربعة أيام، وهي الأطول منذ حوالي ثلاثة أشهر، ويعكس حالة عدم اليقين السائدة في السوق.

تأثير Nvidia على أداء السوق

أحد العوامل الرئيسية التي أثرت على أداء سوق الأسهم الأمريكية هو الترقب لنتائج أعمال شركة Nvidia، الرائدة في مجال تصنيع الرقائق. تعتبر Nvidia حاليًا أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في وول ستريت، وتجاوزت قيمتها 5 تريليون دولار لفترة وجيزة. لذلك، فإن تحركاتها لها تأثير كبير على مؤشر S&P 500، ويمكنها بمفردها توجيه اتجاه المؤشر في بعض الأيام.

ارتفع سهم Nvidia بنسبة 2.8% قبل الإعلان عن الأرباح، حيث قام المتداولون باتخاذ مواقفهم النهائية. يعتمد الكثير على قدرة Nvidia على الاستمرار في تحقيق أرباح قوية، مما قد يهدئ المخاوف بشأن تقييمها المرتفع. فقد انخفض سهمها بنسبة 10% تقريبًا عن ذروته في أواخر الشهر الماضي.

أداء الشركات الأخرى وتأثيرها على السوق

بالإضافة إلى Nvidia، كان هناك أداء متباين للشركات الأخرى. قادت شركة Constellation Energy مكاسب السوق، حيث ارتفع سهمها بنسبة 5.3% بعد إعلان وزارة الطاقة الأمريكية عن إقراضها مليار دولار لإعادة تشغيل محطة الطاقة النووية في جزيرة ثري مايل. كما ارتفع سهم Lowe’s بنسبة 4% بعد الإعلان عن أرباح أقوى من المتوقع لفصل الصيف.

في المقابل، انخفض سهم Target بنسبة 2.8% بعد الإعلان عن إيرادات أضعف من المتوقع للربع الأخير، بالإضافة إلى تحذيرات بشأن التحديات المحتملة خلال موسم التسوق للعطلات. هذا الانخفاض ساهم في الحد من المكاسب الإجمالية للسوق.

بيانات اقتصادية وتوقعات أسعار الفائدة

بالإضافة إلى نتائج الشركات، كان هناك تركيز على البيانات الاقتصادية وتوقعات أسعار الفائدة. يترقب المستثمرون تقرير الوظائف الشهري الذي سيصدر يوم الخميس، والذي سيوفر نظرة ثاقبة على قوة سوق العمل وربما يؤثر على قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.

تزايدت المخاوف من أن الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي قد لا تحقق بالضرورة أرباحًا وإنتاجية كبيرة للاقتصاد كما هو متوقع. يقترح بعض النقاد أن طفرة الذكاء الاصطناعي تشبه فقاعة الدوت كوم في عام 2000، والتي انهارت في النهاية وأدت إلى انخفاض حاد في الأسهم التكنولوجية.

موقف الاحتياطي الفيدرالي

يعد موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لأسعار الاستثمار. فقد وصلت الأسعار إلى مستويات قياسية جزئيًا بسبب التوقعات باستمرار التخفيضات في أسعار الفائدة. ومع ذلك، يلمح بعض مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه قد يكون من الضروري التوقف عن خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، وذلك بسبب استمرار التضخم فوق هدف البنك البالغ 2%.

نتائج Nvidia تعزز التفاؤل

بعد انتهاء التداول، أعلنت Nvidia عن أرباح قوية في الربع الأخير، متجاوزةً توقعات المحللين. قال الرئيس التنفيذي جنسن هوانغ: “لقد دخلنا الدورة الحميدة للذكاء الاصطناعي”. كما تجاوزت توقعات الشركة بإيرادات تبلغ 65 مليار دولار تقريبًا للربع الحالي توقعات المحللين. أدى هذا الإعلان إلى تعزيز التفاؤل في الأسواق المالية وفتح الباب أمام المزيد من المكاسب المحتملة.

في الختام، شهدت سوق الأسهم الأمريكية يومًا متقلبًا، لكنها أنهت تعاملاتها على ارتفاع طفيف. تعتبر نتائج Nvidia والبيانات الاقتصادية القادمة من العوامل الرئيسية التي ستحدد اتجاه السوق في المستقبل القريب. يجب على المستثمرين مراقبة هذه التطورات عن كثب واتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة.

شاركها.