انضمّ سومايث شينتالا، وهو قيادي سابق في مجال الذكاء الاصطناعي في شركة ميتا وأحد أكثر الشخصيات تأثيرًا في البنية التحتية الحديثة للذكاء الاصطناعي، إلى شركة “Thinking Machines Lab” الناشئة التي أسستها ميرا موراتي، الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة OpenAI. يمثل هذا الانتقال تطورًا هامًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث يجلب شينتالا خبرة كبيرة في تطوير الأطر البرمجية الأساسية المستخدمة على نطاق واسع في هذا المجال. يأتي هذا التطور في وقت يشهد فيه قطاع الذكاء الاصطناعي منافسة شرسة على المواهب والاستثمارات.

أعلن شينتالا عن انضمامه إلى الشركة عبر حسابه على منصة X (تويتر سابقًا) يوم الثلاثاء، وأشار إلى “الناس المذهلين” في الشركة. كما قام بتحديث سيرته الذاتية على منصتي X ولينكدإن لتعكس منصبه الجديد، مما يمثل خطوته الأولى بعد مغادرته ميتا في وقت سابق من هذا الشهر. تعتبر هذه الخطوة مؤشرًا على الثقة في مستقبل شركة “Thinking Machines Lab” وقدرتها على المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي المتنامي.

صعود Thinking Machines Lab وتأثير شينتالا على الذكاء الاصطناعي

يُعرف شينتالا بأنه أحد مطوري PyTorch، وهو إطار عمل مفتوح المصدر للذكاء الاصطناعي تم تطويره في فيسبوك (الآن ميتا) ويستخدم على نطاق واسع في التكنولوجيا والأوساط الأكاديمية. يمثل انضمامه إلى “Thinking Machines Lab” إضافة كبيرة للشركة الناشئة التي كشفت عنها موراتي في فبراير بعد مغادرتها OpenAI. تعتبر PyTorch أداة أساسية للعديد من الباحثين والمهندسين في مجال التعلم العميق.

تسعى الشركة الناشئة، التي تصف نفسها بأنها مختبر أبحاث ومنتجات للذكاء الاصطناعي يركز على “التعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي”، إلى استقطاب أفضل المواهب من شركات مثل ميتا و OpenAI و Anthropic، بالإضافة إلى الأوساط الأكاديمية. تعتمد الشركة على استراتيجية بناء فريق قوي من الخبراء لقيادة الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.

تغييرات في ميتا وتأثيرها على المواهب

جاء رحيل شينتالا عن ميتا في خضم تحولات كبيرة في هيكل الشركة وفريق الذكاء الاصطناعي. قامت ميتا خلال العام الماضي بإعادة هيكلة جهودها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعيين العشرات من المهندسين والباحثين من الشركات المنافسة، بما في ذلك OpenAI و Google DeepMind و Apple، وتنظيمهم في قسم جديد يسمى “Superintelligence Labs” بقيادة ألكسندر وانغ، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Scale AI. تشير هذه التغييرات إلى تحول استراتيجي في ميتا نحو تطوير ذكاء اصطناعي فائق.

وفقًا لتقارير، يستعد يان لوكون، كبير علماء الذكاء الاصطناعي في ميتا ومؤسس FAIR (مجموعة الأبحاث التي ساهمت في تشكيل البنية التحتية البرمجية والأجهزة التي ساعد شينتالا في بنائها)، لمغادرة الشركة أيضًا. يعكس هذا التغيير في القيادة ديناميكيات المنافسة الشديدة في مجال الذكاء الاصطناعي.

رفضت “Thinking Machines Lab” التعليق على الأمر، ولم يرد شينتالا على طلب للتعليق من Business Insider. ومع ذلك، فإن انضمامه إلى الشركة يمثل إشارة قوية إلى إمكانات الشركة وقدرتها على جذب المواهب المتميزة.

تتنافس “Thinking Machines” بقوة في حرب المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي. تشمل التعيينات والاستشارات المبكرة جون شولمان، الذي شارك في قيادة تطوير ChatGPT؛ والباحث أليك رادفورد؛ وبوب ماكجرو، الرئيس التنفيذي السابق للأبحاث في OpenAI. تُظهر هذه المجموعة من الخبراء التزام الشركة بالابتكار والتميز في مجال الذكاء الاصطناعي.

قدمت “Thinking Machines” رواتب تصل إلى 500 ألف دولار أمريكي للمناصب الفنية، وفقًا لملفات H-1B الفيدرالية التي راجعتها Business Insider، حيث يحصل العديد من الموظفين على رواتب تتراوح بين 450 ألف دولار و 500 ألف دولار قبل المكافآت والأسهم. يعكس هذا المستوى من التعويض أهمية المواهب في هذا المجال التنافسي.

جمعت الشركة جولة تمويل أولية ضخمة بقيمة 2 مليار دولار أمريكي بتقييم 10 مليارات دولار أمريكي في وقت سابق من هذا العام، وهي الآن في محادثات لجمع تمويل بتقييم 50 مليار دولار أمريكي، وفقًا لتقرير صادر عن بلومبرج. يشير هذا التقييم المرتفع إلى الثقة الكبيرة في مستقبل الشركة وإمكاناتها.

بالنسبة لشينتالا، يأتي هذا الانتقال بعد أسابيع قليلة من إعلانه عن انتهاء فترة عمله التي استمرت 11 عامًا في ميتا، وقرب نهاية ثماني سنوات في قيادة PyTorch، والتي ساعد في بنائها من الصفر. أعرب شينتالا عن رغبته في تجربة “شيء صغير… شيء جديد… شيء غير مريح”.

أضاف أن PyTorch سيستمر في “مواكبة التطورات” طالما استمر الذكاء الاصطناعي في التطور بوتيرة سريعة، وأنه شعر أن المشروع أصبح مستقرًا بما يكفي للازدهار بدونه. يعكس هذا التصريح رؤيته الاستراتيجية والتزامه بدفع حدود الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.

على الرغم من أن “Thinking Machines” لم تطلق بعد مجموعتها الكاملة من المنتجات، إلا أن أداة Tinker الأولى، وهي نظام يمكّن المستخدمين من ضبط نماذج اللغة الكبيرة للذكاء الاصطناعي بسهولة أكبر، قيد الاستخدام من قبل الباحثين في جامعتي برينستون وستانفورد، وكذلك من قبل العملاء التجاريين الأوائل. تُظهر هذه الأداة إمكانات الشركة في تطوير حلول عملية للذكاء الاصطناعي.

شهدت الشركة أيضًا بعض المغادرات. غادر أندرو تولوش، أحد المؤسسين والباحثين السابقين في ميتا، في أكتوبر للعودة إلى ميتا، وفقًا لتقرير صادر عن The Wall Street Journal. تُظهر هذه التغييرات في الفريق ديناميكيات المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي.

من المتوقع أن تستمر “Thinking Machines Lab” في جذب المواهب والاستثمار في الأبحاث والتطوير. سيكون من المهم مراقبة تقدم الشركة في تطوير منتجات جديدة وتوسيع نطاق تأثيرها في مجال التعلم الآلي. كما سيكون من المهم متابعة التطورات في ميتا وتأثيرها على المشهد العام للذكاء الاصطناعي.

شاركها.