أصبحت مقابلات العمل أكثر تطوراً، حيث انتقلت من المقابلات الشخصية إلى منصات مثل زووم، والآن، في إحدى شركات الذكاء الاصطناعي، إلى مستندات جوجل. تسعى الشركات إلى إيجاد طرق جديدة لحماية اختبارات المرشحين من الغش عبر الإنترنت، أو استخدام الذكاء الاصطناعي، أو حتى مجرد الإفراط في الثقة بالنفس. هذا التحول في أساليب مقابلات العمل يعكس التحديات الجديدة التي تواجهها الشركات في تقييم الكفاءات الحقيقية للمتقدمين.

وينستون وينبرج، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Harvey المتخصصة في التقنيات القانونية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، أوضح أن شركته تستخدم مستندًا مشتركًا في عملية التوظيف. وأشار إلى أن هذا الأسلوب يساعد في تقييم مهارات الكتابة لدى المرشحين بشكل أفضل، وهو أمر بالغ الأهمية في العديد من الوظائف.

تطور أساليب مقابلات العمل في ظل التحديات التقنية

أوضح وينبرج أن بعض المرشحين يتمتعون بمهارات عالية في “تقديم أنفسهم” بشكل جيد، لكنهم “يفقدون القدرة على التركيز” عندما يُطلب منهم كتابة إجابات مباشرة على الأسئلة. يساعد العمل بشكل متكرر على مجموعة من المشكلات في مستند جوجل في تحديد مدى جودة التعاون المحتمل مع المرشح.

منذ تأسيسها في عام 2022، جمعت Harvey أكثر من 500 مليون دولار. تستخدم منصتها من قبل محامين في ثمانية من أكبر عشر شركات محاماة في الولايات المتحدة، وتقدر قيمة الشركة حاليًا بـ 5 مليارات دولار. وقد نمت الشركة لتضم حوالي 350 موظفًا، والعديد منهم اجتازوا اختبار مستند جوجل.

التركيز على الكفاءة وتحديد المواهب المتميزة

استخدمت Harvey هذا الأسلوب في التوظيف لجميع المناصب التنفيذية الأخيرة، وفقًا للشركة. يرى وينبرج أن هذا الأسلوب هو الأفضل لفصل “المتحدثين الجيدين” عن “القادرين على التنفيذ”.

يشهد قطاع التكنولوجيا حاليًا تركيزًا على “كثافة المواهب”، حيث يسعى الرؤساء التنفيذيون إلى تقليل حجم فرقهم وزيادة كفاءتها. قد يتطلب تحديد أفضل المواهب استخدام تقنيات مقابلات العمل غير التقليدية.

في المقابل، تخلت شركة Stripe عن المقابلات القائمة على السبورة البيضاء لصالح اختبار قائم على الكمبيوتر، وقامت بنشر أسئلة المقابلات المستخدمة من قبل موظفيها، وفقًا لمديرها التقني السابق. هذا يدل على سعي الشركات لإيجاد طرق أكثر فعالية لتقييم المهارات العملية للمرشحين.

أدت أدوات الغش المدعومة بالذكاء الاصطناعي أيضًا إلى تعطيل عملية مقابلات العمل، مما دفع بعض الشركات إلى العودة إلى المقابلات الشخصية للتحقق من مصداقية المرشحين. هذا يعكس القلق المتزايد بشأن إمكانية تزوير النتائج في المقابلات عبر الإنترنت.

التحول نحو المقابلات غير المتزامنة

أشار وينبرج إلى أن إحدى مشكلات التوظيف للمناصب غير الهندسية هي وجود “أشخاص جيدون في الكلام ولكنهم سيئون في العمل”. ويرى أن هذا يؤدي إلى طلب عدد كبير من الاجتماعات الاستراتيجية الفردية دون تحقيق نتائج ملموسة.

واقترح وينبرج البدء في عملية المقابلة بشكل غير متزامن، لأن معظم عمل الشركة يتم بهذه الطريقة. ويؤكد أن التقارير التي يعمل معها بشكل أفضل تتميز بالعمل غير المتزامن، لتجنب الاجتماعات المتكررة التي لا تؤدي إلى نتائج عملية.

توظيف الكفاءات يتطلب تقييمًا دقيقًا للمهارات العملية وقدرة المرشح على العمل بشكل مستقل وفعال. الشركات تبحث عن موظفين يمكنهم تقديم نتائج ملموسة، وليس مجرد التحدث بشكل جيد.

بالإضافة إلى ذلك، يزداد الاهتمام بتقييم مهارات حل المشكلات والتفكير النقدي لدى المرشحين. تعتبر هذه المهارات ضرورية للنجاح في بيئة العمل المتغيرة باستمرار.

من المتوقع أن تستمر الشركات في تجربة أساليب جديدة في مقابلات العمل لضمان اختيار أفضل الكفاءات. سيكون من المهم مراقبة التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثيرها على عملية التوظيف. كما يجب على الشركات أن تكون مستعدة للتكيف مع التغيرات في سوق العمل وتلبية احتياجات الجيل الجديد من الموظفين.

في المستقبل القريب، قد نشهد المزيد من الاعتماد على الاختبارات العملية والمشاريع الواقعية لتقييم مهارات المرشحين. كما قد تزداد شعبية المقابلات غير المتزامنة، حيث تسمح للمرشحين بإظهار قدراتهم في بيئة عمل طبيعية. يبقى التحدي الأكبر هو إيجاد طرق لضمان العدالة والموضوعية في عملية التوظيف، وتجنب التحيزات المحتملة.

شاركها.