أظهر استطلاع حديث أن العديد من الشباب قلقون بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على حياتهم. وكشف الاستطلاع أن 59% من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا يرون أن الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدًا لفرص عملهم، وفقًا لاستطلاع رأي الشباب من جامعة هارفارد. ويرى الشباب أن التطورات التكنولوجية المتسارعة قد تؤدي إلى فقدان الوظائف التقليدية.
تضمنت هذه النسبة 26% ممن يرون أن الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدًا كبيرًا، بينما 33% يعتقدون أنه يمثل تهديدًا طفيفًا. في المقابل، رأى 23% أنه لا يمثل أي تهديد. ويُعتبر هذا القلق أعلى من مستوى الاهتمام بقوى أخرى قد تؤدي إلى فقدان الوظائف، مثل الاستعانة بمصادر خارجية.
مخاوف الشباب من تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل
على الرغم من هذه المخاوف، لا يزال الشباب يتبنون هذه التكنولوجيا. فقد ذكر 35% من المستطلعين أنهم يستخدمون نماذج لغوية كبيرة مثل ChatGPT و Claude بشكل منتظم، بينما لم يستخدمها 63%. ومع ذلك، أعرب 52% عن ثقتهم في قدرة الذكاء الاصطناعي على مساعدتهم في إكمال مهامهم الدراسية أو العملية.
أجرى استطلاع جامعة هارفارد للشباب مسحه على 2,040 أمريكيًا تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عامًا في الفترة من 3 إلى 7 نوفمبر. وبلغت نسبة الخطأ في الاستطلاع 2.94%.
توقعات مستقبلية للوظائف
أظهر الاستطلاع أيضًا نظرة تشاؤمية حول تأثير الذكاء الاصطناعي على طبيعة العمل نفسه. فقد اعتقد 41% من المشاركين أن الذكاء الاصطناعي سيجعل العمل أقل أهمية في المستقبل، مقارنة بـ 14% فقط توقعوا أن يجعله العمل أكثر أهمية.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر 44% من الشباب أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى فقدان فرص العمل، بينما رأى 14% فقط أنه سيخلق فرصًا جديدة. هذه النتائج تؤكد المخاوف المتزايدة حول دور التكنولوجيا في إعادة تشكيل سوق العمل.
من الجدير بالذكر أن القلق بشأن فقدان الوظائف ليس جديدًا. فقد أدى التقدم الرقمي في الماضي إلى تغييرات كبيرة في طبيعة العمل. ومع ذلك، فإن سرعة تطور الذكاء الاصطناعي وقدرته على أتمتة مجموعة واسعة من المهام تثير مخاوف خاصة بين الشباب الذين يستعدون لدخول سوق العمل.
تشير البيانات إلى أن التحول الرقمي المستمر، مدفوعًا بالذكاء الاصطناعي، يتطلب إعادة تقييم المهارات المطلوبة في سوق العمل. ويجب على المؤسسات التعليمية والتدريبية تكييف برامجها لتزويد الشباب بالمهارات اللازمة للازدهار في اقتصاد يعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي.
ويتزايد الاهتمام بالعلاقة بين الذكاء الاصطناعي وسوق العمل على نطاق عالمي. وقد أطلقت الحكومات والمنظمات الدولية مبادرات لدراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف ووضع سياسات للتخفيف من أي آثار سلبية.
وتُركز هذه المبادرات على توفير فرص التدريب وإعادة التأهيل للعمال الذين قد تتأثر وظائفهم بالذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى دعم الابتكار وإنشاء فرص عمل جديدة في القطاعات الناشئة.
من المتوقع أن تستمر المناقشات حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف في التفاعل مع التطورات السريعة في هذا المجال. وسيبقى من الضروري مراقبة البيانات والاتجاهات الجديدة لتقييم المخاطر والفرص المرتبطة بالذكاء الاصطناعي وتكييف السياسات والاستراتيجيات وفقًا لذلك.
