أعلنت شركة ألفابت، الشركة الأم لـ Google، عن اتفاق لشراء شركة Intersect، وهي مطورة للبنية التحتية للطاقة ومراكز البيانات، مقابل 4.75 مليار دولار نقدًا. يهدف هذا الاستحواذ إلى تأمين إمدادات الطاقة المتزايدة لمراكز بيانات ألفابت في الولايات المتحدة، وهو أمر بالغ الأهمية مع التوسع الهائل في مجال الذكاء الاصطناعي واستهلاكه للطاقة. يُعد هذا التحرك استجابة مباشرة للتحديات المتزايدة في توفير الطاقة اللازمة لتشغيل هذه المرافق الحيوية، خاصةً مع ازدياد الطلب على خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي.
يأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه قطاع مراكز البيانات نموًا غير مسبوق، مدفوعًا بالتقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي. تستهلك مراكز البيانات بالفعل حوالي 6٪ من إجمالي الكهرباء في الولايات المتحدة، وتشير تقديرات Goldman Sachs إلى أن هذه النسبة قد ترتفع إلى حوالي 11٪ بحلول عام 2030 مع استمرار توسع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي. يهدف الاستحواذ إلى تسريع نشر مشاريع الطاقة ومراكز البيانات الجديدة، وتعزيز الابتكار في هذا المجال.
ألفابت تستثمر في مستقبل الطاقة لمراكز البيانات
أكد سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة Google، أن الاستحواذ على Intersect سيساعد في توسيع القدرات، والعمل بمرونة أكبر في بناء محطات توليد طاقة جديدة بالتزامن مع زيادة احتياجات مراكز البيانات، وإعادة تصور حلول الطاقة لدعم الابتكار والقيادة الأمريكية. تتضمن الصفقة مشاريع طاقة ومراكز بيانات متعددة بقدرات جيجاوات قيد التطوير أو البناء، بما في ذلك مركز بيانات وموقع طاقة متزاملين في مقاطعة هاسكل بولاية تكساس.
تعتبر الكهرباء حاليًا عنق الزجاجة الرئيسي لنمو الذكاء الاصطناعي. الطلب المتزايد على الطاقة من قبل مراكز البيانات يضع ضغوطًا كبيرة على شبكات الكهرباء، خاصةً في المناطق التي تشهد بالفعل نقصًا في الإمدادات. وقد حذرت الجهات التنظيمية للشبكة ومجموعات الصناعة من أن التوسع السريع في مراكز البيانات يؤدي إلى تشديد أسواق الطاقة في مناطق مثل تكساس والجنوب الشرقي والمنطقة الوسطى من المحيط الأطلسي.
تحديات إمدادات الطاقة وتأثيرها على الصناعة
أشارت شركة North American Electric Reliability Corporation (NERC) إلى أن مراكز البيانات هي من بين أكبر العوامل التي تدفع ارتفاع الطلب على الكهرباء في فصل الشتاء، وقد تزيد من خطر انقطاع التيار الكهربائي خلال الظروف الجوية القاسية. تواجه شركات التكنولوجيا الأخرى أيضًا تحديات مماثلة في تأمين مواقع وطاقة كافية لمراكز البيانات الخاصة بها. على سبيل المثال، انسحبت Amazon مؤخرًا من اتفاقية أولية لتقديم دفعة بناء بقيمة 150 مليون دولار لمشروع مركز بيانات ضخم مخطط له في منطقة Panhandle بولاية تكساس، مما أدى إلى انخفاض حاد في أسهم Fermi America.
بالإضافة إلى ذلك، يمثل توفر الأراضي المناسبة تحديًا كبيرًا. تتطلب مراكز البيانات مساحات واسعة من الأراضي، بالإضافة إلى الوصول إلى مصادر طاقة موثوقة وبأسعار معقولة. تتنافس الشركات على هذه المواقع المحدودة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتأخير المشاريع.
تهدف ألفابت من خلال هذا الاستحواذ إلى تجاوز هذه التحديات وتأمين إمدادات طاقة مستدامة وموثوقة لمراكز البيانات الخاصة بها. من المتوقع أن يظل Intersect شركة منفصلة تحت علامتها التجارية وإدارتها الحالية، مع التعاون الوثيق مع فريق البنية التحتية التقنية في Google. ومع ذلك، هناك بعض الأصول التابعة لـ Intersect، خاصةً في تكساس وكاليفورنيا، والتي لن يتم تضمينها في الصفقة وستستمر في العمل بشكل مستقل مع مستثمريها الحاليين.
تتضمن الصفقة تولي ألفابت لديون Intersect، ومن المتوقع أن تكتمل بحلول النصف الأول من عام 2026. تجدر الإشارة إلى أن Google تمتلك بالفعل حصة أقلية في Intersect من جولة تمويل سابقة. هذا الاستثمار الإضافي يعكس التزام Google بتوسيع قدراتها في مجال مراكز البيانات والذكاء الاصطناعي.
في الختام، يمثل استحواذ ألفابت على Intersect خطوة استراتيجية لتأمين مستقبل الطاقة لمراكز البيانات الخاصة بها في الولايات المتحدة. من المتوقع أن تكتمل الصفقة بحلول عام 2026، ولكن لا يزال هناك بعض عدم اليقين بشأن كيفية تأثيرها على أسواق الطاقة والمنافسة في قطاع مراكز البيانات. سيكون من المهم مراقبة تطورات هذا الاستحواذ وتأثيره على صناعة التكنولوجيا بشكل عام.
