يشهد استخدام الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل في الولايات المتحدة نموًا ملحوظًا، حيث يتبنى الموظفون هذه التقنية في مهام متنوعة. وكشف استطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة غالوب عن أن 23٪ من العاملين الأمريكيين يستخدمون الذكاء الاصطناعي عدة مرات في الأسبوع، بينما أفاد 45٪ منهم بأنهم يستخدمونه عدة مرات في السنة. هذا التحول يثير تساؤلات حول مستقبل العمل وتأثير هذه التقنية على الإنتاجية والوظائف.
يمثل هذا الارتفاع زيادة كبيرة مقارنة بالربع الثاني من عام 2024، عندما ذكر 12٪ فقط أنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل متكرر أسبوعيًا، و27٪ يستخدمونه عدة مرات سنويًا. كما ارتفعت نسبة الموظفين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي يوميًا من 4٪ في عام 2024 إلى 10٪ في الربع الثالث من عام 2025. يشير هذا التوجه إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة أساسية بشكل متزايد في بيئة العمل الحديثة.
أكثر استخدامات الذكاء الاصطناعي شيوعًا في مكان العمل
ركز استطلاع غالوب أيضًا على كيفية استخدام الموظفين للذكاء الاصطناعي. أظهرت النتائج أن الاستخدامات الأكثر شيوعًا تتركز حول تحسين الكفاءة وتسهيل الوصول إلى المعلومات. تشمل هذه الاستخدامات:
- 42٪ – تجميع المعلومات أو البيانات
- 41٪ – توليد الأفكار
- 36٪ – تعلم أشياء جديدة
- 34٪ – أتمتة المهام الأساسية
- 20٪ – تحديد المشكلات
بالإضافة إلى ذلك، أفاد 61٪ من العاملين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي بأنهم يستخدمون برامج الدردشة الآلية مثل ChatGPT أو Claude. كما أن 36٪ يستخدمون أدوات الكتابة والتحرير المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بينما يستخدم 14٪ مساعدي الترميز الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي. هذه الأرقام تعكس التنوع في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات والوظائف.
تأثير الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة الشابة
مع انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي، تظهر بعض المخاوف بشأن تأثيره على سوق العمل. كشف استطلاع للرأي أجرته جامعة هارفارد أن 59٪ من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا يرون أن الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدًا لفرص عملهم. ومع ذلك، فإن غالبية الشباب يثقون في قدرة هذه التقنية على مساعدتهم في إكمال مهامهم الدراسية والمهنية. هذا التناقض يعكس حالة عدم اليقين السائدة حول مستقبل العمل في ظل التطورات السريعة في مجال الذكاء الاصطناعي.
القيادة والذكاء الاصطناعي
تشير بيانات غالوب إلى أن القادة في الشركات يتبنون الذكاء الاصطناعي بمعدل أسرع من الموظفين العاديين. وهذا يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية هذه التقنية في تحقيق ميزة تنافسية وتحسين الأداء. من المرجح أن يستمر هذا الاتجاه في المستقبل، حيث تسعى الشركات إلى دمج الذكاء الاصطناعي في استراتيجياتها وعملياتها. تعتبر التقنيات المساعدة جزءًا أساسيًا من هذا التحول.
في الختام، يشير استطلاع غالوب إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من بيئة العمل الأمريكية، مع توقعات بزيادة انتشاره في المستقبل القريب. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات ومخاوف بشأن تأثير هذه التقنية على الوظائف والمهارات المطلوبة. من المتوقع أن تشهد الأشهر القادمة المزيد من المناقشات والتحليلات حول كيفية إدارة هذا التحول وضمان استفادة الجميع من إمكانات الذكاء الاصطناعي. سيراقب الخبراء عن كثب التطورات في مجال أتمتة العمليات وتأثيرها على القوى العاملة.
