أعلن فران تاركنتون، أسطورة كرة القدم الأمريكية المحترف، عن استثماراته طويلة الأمد في أسهم شركة آبل، مؤكدًا أنه لا يخطط لبيعها في أي وقت قريب. وقد بدأ تاركنتون في شراء أسهم آبل قبل حوالي عشر سنوات، ويحتفظ بمئات الآلاف من الأسهم حتى الآن، معتبرًا إياها ركيزة أساسية في محفظته الاستثمارية. هذا الاستثمار الذكي في أسهم آبل يمثل قصة نجاح ملهمة للمستثمرين.

صرح تاركنتون لـ Business Insider بأنه “ينام بسلام” وهو يعلم أن لديه هذا الدعم القوي من أسهم آبل، بغض النظر عن التطورات التي قد تشهدها شركاته الأخرى. ويعتبر هذا الاستثمار بمثابة شبكة أمان له، تضمن له الاستقرار المالي على المدى الطويل.

استثمار تاركنتون في أسهم آبل: رؤية بعيدة المدى

أضاف تاركنتون في رسالة بريد إلكتروني متابعة أنه التقى لأول مرة بـ ستيف جوبز عندما كان جوبز خارج شركة آبل ويعمل على تطوير شركة بيكسار. لكنه بدأ فعليًا في شراء أسهم آبل منذ حوالي 10 سنوات. وأوضح أنه كان حريصًا على إدارة أمواله بنفسه، لأنه أراد فهم طبيعة عمل الشركات التي يستثمر فيها.

بدأ أسطورة فريق مينيسوتا فايكنجز، الذي حقق معظم ثروته بعد اعتزاله اللعبة، في شراء أسهم آبل في عام 2015 بعد إجراء بحث شامل عن الشركة. يشرف تاركنتون حاليًا على مجموعة من الشركات التي تحمل اسمه، وتغطي مجالات متنوعة مثل تطوير البرمجيات والخدمات المالية. وقد أطلقت المجموعة مؤخرًا PipIQ، وهي شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي تركز على الشركات الصغيرة.

يرى تاركنتون أن تنوع آبل وهوامش الربح المرتفعة التي تحققها يجعلها فرصة استثمارية لا تُفوت. ويقول: “لقد كانت الشركة موجودة لمدة 50 عامًا، وانظروا إلى ما حققته خلال هذه السنوات!”. ويشير إلى أن آبل تتميز بتنوع أنشطتها، وحضورها القوي في مختلف القطاعات، ومواردها الهائلة، وقدرتها المستمرة على النمو والابتكار.

قيادة تيم كوك و مستقبل الشركة

أشاد تاركنتون بقيادة تيم كوك، واصفًا إياها بـ “القيادة الأصيلة”. وأكد أن كوك تعامل ببراعة مع مهمة خلافة المؤسس المشارك ذي الكاريزما، ستيف جوبز. وقال: “تيم كوك شخص مختلف تمامًا عن ستيف جوبز، لكنه كان بنفس القدر من الكفاءة، وربما أفضل لآبل”.

تحت قيادة كوك، شهدت آبل نموًا هائلاً، حيث ارتفعت قيمتها السوقية من 350 مليار دولار في عام 2011 إلى أكثر من 4 تريليونات دولار حاليًا. خلال هذه الفترة، قدمت آبل منتجات ناجحة مثل Apple Watch و AirPods، بالإضافة إلى خدمات مثل Apple Pay و Apple TV+. ومع ذلك، واجهت الشركة أيضًا بعض التحديات، مثل إطلاق Vision Pro الذي لم يحقق مبيعات كبيرة، وتقارير عن إلغاء مشروع تطوير سيارة كهربائية.

وفي الوقت نفسه، يقود كوك شركة آبل في سباق الذكاء الاصطناعي، الذي دخلت فيه الشركة متأخرة نسبيًا. لكن تاركنتون يرفض هذه الانتقادات، ويقول إنها مجرد حديث تلفزيوني لا يعكس الواقع.

لا يخشى تاركنتون من تحديد من سيخلف تيم كوك، الذي يقترب من سن التقاعد. وقد صرح كوك بأن آبل لديها “خطط تعاقب مفصلة”، وأنه يفضل أن يكون خليفته من داخل الشركة. يعتبر جون تيرنوس، نائب الرئيس الأول لهندسة الأجهزة في آبل، المرشح الأوفر حظًا لخلافة كوك، على الرغم من أن آبل لم تعلن رسميًا عن أي مرشحين.

وقال تاركنتون: “لا أعتقد أنه سيغادر في العام المقبل، ربما في العامين المقبلين”. وأضاف: “لكن عندما يقرر ترك منصبه، سيكون هناك شخص آخر مستعد لتولي المسؤولية، لأنهم بنوا شركة بهذه الثقافة القيادية”.

توقعات تاركنتون بشأن Apple TV و حقوق البث الرياضي

يرى تاركنتون، الذي عمل كمقدم برامج في “Monday Night Football” وبرنامج تلفزيوني واقعي على شبكة ABC بعد اعتزاله كرة القدم في عام 1978، أن آبل ستلعب دورًا كبيرًا في الحصول على حقوق بث مباريات الدوري الوطني لكرة القدم الأمريكية (NFL). ويعتقد أن Apple TV ستصبح منصة رئيسية لعرض هذه المباريات.

تعتبر خدمات آبل، بما في ذلك Apple TV و iCloud و Apple Music، من الركائز الأساسية لنمو الشركة، حيث تحقق هوامش ربح عالية. وقد أبرمت آبل العديد من الصفقات الهامة في مجال الرياضة في السنوات الأخيرة، بما في ذلك اتفاقية بقيمة 2.5 مليار دولار مع الدوري الأمريكي لكرة القدم (MLS) وحقوق بث مباريات “Friday Night Baseball”.

في أكتوبر الماضي، أعلنت آبل عن اتفاقية لمدة خمس سنوات مع الفورمولا 1 لبث السباقات حصريًا في الولايات المتحدة بدءًا من العام المقبل. وفي عام 2023، بدأت آبل في رعاية عرض الاستراحة في السوبر بول، لكنها لم تحصل بعد على حقوق بث حصرية لمباريات NFL، التي تعتبر الأكثر مشاهدة في عالم الرياضات الحية.

يتوقع تاركنتون أن هذا الوضع سيتغير قريبًا. ويقول: “في النهاية، ستصبح آبل أكبر ناقل لمباريات كرة القدم الأمريكية، وربما حتى مباريات كرة القدم الجامعية، لأنها ستعرف كيف تفعل ذلك بشكل أفضل من أي شخص آخر”. ويؤكد أن أي مشروع تشارك فيه آبل سيحقق نجاحًا كبيرًا.

ساهم ستيفن تويدي في هذا التقرير.

من المتوقع أن تستمر آبل في التوسع في مجال الخدمات الرياضية، مع التركيز على بناء قاعدة مستخدمين مخلصين وزيادة الإيرادات. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض التحديات التي تواجه الشركة، مثل المنافسة الشديدة من شركات البث الأخرى، والحاجة إلى الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية. سيكون من المهم متابعة تطورات هذه الصفقات، وتقييم تأثيرها على مستقبل آبل في سوق الرياضة الترفيهية.

شاركها.