أطلقت لاعبة كرة القدم النسائية المحترفة، سافي كينغ، من فريق Angel City FC مبادرة أمنية شاملة في الدوري الوطني لكرة القدم النسائية (NWSL) بعد تجربتها الشخصية المرعبة. وتهدف هذه المبادرة إلى توفير التدريب على الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) لجميع أعضاء الفرق الرياضية في الدوري، في خطوة تهدف لزيادة الوعي بـالإنعاش القلبي الرئوي وتحسين الاستجابة للحالات الطبية الطارئة. وقد جاءت هذه الخطوة بعد أن تلقت كينغ الإنعاش القلبي الرئوي في الملعب بعد انهيارها أثناء مباراة سابقة هذا العام.
ابتداءً من الموسم 2026، سيحصل جميع الفرق الـ 16 المشاركة في الدوري على تدريب مجاني في الإنعاش القلبي الرئوي، وذلك بالشراكة بين منظمة Savy King of Hearts غير الربحية التابعة لكينغ، والدوري الوطني لكرة القدم النسائية، وجمعية القلب الأمريكية. هذه الشراكة تجعل الدوري الوطني لكرة القدم النسائية أول دوري رياضي محترف في الولايات المتحدة يوفر تدريبًا موحدًا في الإنعاش القلبي الرئوي لجميع الفرق.
أهمية الإنعاش القلبي الرئوي في الرياضات الاحترافية
جاءت فكرة المبادرة بعد أن قدمتها كينغ إلى إدارة الدوري قبل شهر تقريبًا، وذلك بناءً على تجاربها الشخصية وفهمها لأهمية الاستعداد للحالات الطارئة. وقد أطلقت كينغ منظمتها غير الربحية هذا الصيف، وتركز على التوعية بـالإنعاش القلبي الرئوي، والفحوصات الوقائية، والدفاع عن صحة القلب. وستقود المنظمة عملية التنفيذ بدعم من جمعية القلب الأمريكية.
أعربت كينغ عن أهمية هذه الخطوة، مشيرةً إلى أن “هذا الموضوع شخصي للغاية بالنسبة لي، خاصة بعد ما حدث هذا العام واضطراري لتلقي الإنعاش القلبي الرئوي في الملعب. يجب أن يعرف كل فريق وكل لاعب الإنعاش القلبي الرئوي، تحسبًا لأي شيء قد يحدث في أي وقت.”
تشخيص كينغ وتأهيلها
في شهر مارس الماضي، تعرضت كينغ لمرض قلبي نادر تسبب في انهيارها أثناء مباراة بين Angel City FC و Utah Royals في ملعب BMO. تلقت اللاعب المساعدة الطبية الفورية، بما في ذلك الإنعاش القلبي الرئوي الذي استمر لأكثر من 10 دقائق، بقيادة رئيسة الجهاز الطبي في Angel City، هولي والوز. ووفقًا للتقارير الطبية، فإن سرعة الاستجابة والتدخل الطبي كان له دور حاسم في إنقاذ حياتها.
بعد التشخيص، خضعت كينغ لعملية جراحية، ثم بدأت برنامجًا لإعادة التأهيل القلبي. وقد تحدثت علنًا عن أهمية التدريب على الإنعاش القلبي الرئوي وكيف ساهم في إنقاذ حياتها. وأشارت إلى أنها “تعلمت عن كثب مدى سرعة حدوث حالة طارئة تتعلق بالقلب. الإنعاش القلبي الرئوي أنقذ حياتي. هذه المبادرة خطوة إلى الأمام لجعل دورينا أكثر أمانًا.”
بالإضافة إلى التدريب، سيطلق الدوري برنامجًا لسفراء الإنعاش القلبي الرئوي، بقيادة كينغ، وسيتم تعيين ممثل واحد من كل فريق ليكون بمثابة مدافع عن الوعي بـالإنعاش القلبي الرئوي داخل وخارج الملعب. وسيخضع هؤلاء السفراء لتدريب إضافي لتمكينهم من نشر الوعي وتقديم الدعم في حالات الطوارئ. ويتضمن برنامج التدريب تعلم الطريقة الموصى بها من قبل جمعية القلب الأمريكية، والتي تتمثل في الاتصال برقم الطوارئ (911) ثم البدء في الضغط بقوة وسرعة في منتصف الصدر.
كما يشمل التدريب أيضًا تعليمات حول كيفية استخدام جهاز تنظيم ضربات القلب (AED). وقد أعرب مفوض الدوري الوطني لكرة القدم النسائية، جيسيكا بيرمان، عن فخرها بكون الدوري هو الأول الذي ينفذ تدريبًا في الإنعاش القلبي الرئوي على هذا النطاق. وأكدت أن هذه المبادرة تعكس التزام الدوري بسلامة اللاعبات وتأثيره على المجتمع وقيادته في مجال التثقيف الصحي. ويشمل ذلك أيضًا السلامة الرياضية بشكل عام.
خلال الفعالية التي أقيمت في سان خوسيه، كرمت كينغ كلًا من هولي والوز، ورئيسة قسم الأداء العالي في Angel City، سارة سميث، لدورهما في إنقاذ حياتها والإشراف على تعافيها. أكملت كينغ برنامج إعادة التأهيل القلبي في الصيف الماضي، وحصلت على موافقة الأسبوع الماضي للمشاركة في التدريبات الكاملة تحت إشراف سميث.
وأضافت كينغ: “لن أكون هنا اليوم لولا جهودهما. لقد منحوني فرصة ثانية في الحياة. هذه المبادرة هي نتيجة الرعاية التي تلقيتها والأمل في ألا يضطر أي شخص آخر للانتظار للحصول على مساعدة طبية عندما تكون الثواني حاسمة”.
من المقرر أن تبدأ الفرق التدريب في أوائل شهر ديسمبر وتستمر حتى بداية الموسم الجديد. ويتطلب التنفيذ تنسيقًا لوجستيًا دقيقًا لضمان تمكن جميع اللاعبين والمدربين والموظفين من المشاركة. ويترقب المراقبون تأثير هذه المبادرة على ثقافة السلامة داخل الدوري. وستراقب الأندية الأخرى أيضًا عن كثب هذه الخطوة، وقد تفكر في تطبيق برامج مماثلة. سيتم تقييم فعالية التدريب من خلال استطلاعات الرأي وتقارير الحوادث، وسيتم إجراء تعديلات إذا لزم الأمر. ويظل السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه المبادرة ستؤدي إلى تبني إجراءات مماثلة في دوريات رياضية أخرى.