الأحد الماضي، شهدت كرة القدم الإنجليزية لحظة تاريخية عندما لعب جاك فليتشر، البالغ من العمر 18 عامًا، مع فريق مانشستر يونايتد الأول، ليقتفي بذلك أثر والده، دارين فليتشر. هذه الخطوة تثير التساؤلات حول مستقبل المواهب الشابة في النادي، وعلى رأسهم توأمه، تايلر فليتشر، الذي يسعى بدوره لإثبات نفسه في عالم كرة القدم الاحترافية. التركيز الآن ينصب على مسيرة تايلر فليتشر وتطوره كلاعب.
بينما خاض جاك تجربته في ملعب فيلا بارك، كان تايلر يشارك في مباراة لكأس الدوري الوطني مع فريق تامورث إف سي في ملعب لامب، على بعد 17 ميلاً شمالاً. هذه المشاركة قدمت له تجربة مختلفة تمامًا عن تلك التي عاشها شقيقه.
تايلر فليتشر: رحلة نحو الاحتراف
تايلر فليتشر هو لاعب خط وسط موهوب، ولد في 19 مارس 2007، وهو ابن دارين فليتشر، القائد السابق لمانشستر يونايتد ومنتخب اسكتلندا. انضم التوأم في البداية إلى أكاديمية مانشستر سيتي، قبل أن ينتقل كلاهما إلى مانشستر يونايتد في يوليو 2023 مقابل مبلغ إجمالي قدره 1.25 مليون جنيه إسترليني.
مثل والده، يتميز تايلر بقدرات عالية في خط الوسط. ومع ذلك، يختلف التوأمان في تمثيلهما الدولي على مستوى الشباب؛ حيث يمثل جاك إنجلترا، بينما اختار تايلر تمثيل اسكتلندا، بل ويحمل شارة القائد لمنتخب اسكتلندا تحت 19 عامًا. هذا الاختلاف يعكس التنوع في الخلفيات والخيارات الشخصية للاعبين.
الخلفية والمسيرة
واجه التوأم بعضهما البعض في تصفيات بطولة أوروبا تحت 17 عامًا عام 2019، حيث سجل جاك هدفًا في فوز إنجلترا 4-0 على اسكتلندا. هذه المواجهة كانت بمثابة اختبار لقدرات كل منهما، وأظهرت التنافس الشديد بينهما.
شارك تايلر فليتشر في ثماني مباريات مع منتخب اسكتلندا تحت 19 عامًا هذا الموسم، وقاد الفريق في خمس منها. كما خاض 17 مباراة مع فريق مانشستر يونايتد تحت 21 عامًا في مختلف البطولات، بما في ذلك الدوري الممتاز 2، وكأس EFL، وكأس الدوري الدولي، وكأس الدوري الوطني.
تعتبر مباريات كأس الدوري الوطني فرصة مهمة للاعبين الشباب لاكتساب الخبرة العملية، ومواجهة تحديات مختلفة عن تلك التي يواجهونها في الأكاديمية. هذه المباريات تساعدهم على تطوير مهاراتهم، وتعزيز قدرتهم على التكيف مع الظروف المتغيرة.
تجربة تايلر فليتشر مع تامورث
أظهرت مباراة تايلر فليتشر مع فريق تامورث أهمية نظام الأكاديميات في تطوير المهارات الفنية للاعبين الشباب، تحت إشراف مدربين متخصصين. كما توفر لهم المسابقات الدولية فرصة للتعرف على ثقافات كرة القدم المختلفة.
ومع ذلك، فإن اللعب في كأس الدوري الوطني يمثل تحديًا فريدًا من نوعه. فريق تامورث، الذي يضم لاعبين هواة، أثبت أنه خصم عنيد، حيث تمكن من إقصاء فريق توتنهام هوتسبير من كأس الاتحاد الإنجليزي في الموسم الماضي. هذا يدل على أن كرة القدم الاحترافية تتطلب قدرة على التكيف مع مختلف الظروف والمستويات.
على الرغم من تفوق مانشستر يونايتد في الاستحواذ على الكرة (75٪)، إلا أنه واجه صعوبة في اختراق دفاع تامورث المنظم، الذي يعتمد على التكتل الدفاعي والهجمات المرتدة. كما أن الكرات الطويلة التي نفذها توم تونكس كانت تشكل تهديدًا مستمرًا لمرمى مانشستر يونايتد. هذه الجوانب التكتيكية كانت جديدة على لاعبي يونايتد.
كان فليتشر يلعب في مركز خط الوسط الهجومي في الشوط الأول، حيث كان يسعى إلى استلام الكرة في المساحات المتاحة وتنظيم الهجمات. كما حاول التقدم إلى الأمام لمساندة المهاجمين، لكنه لم يحقق النجاح المطلوب. في الشوط الثاني، تم تعديل مركزه ليلعب في دور أكثر عمقًا، كصانع ألعاب، وهو المركز الذي بدا أكثر راحة بالنسبة له.
على الرغم من جهوده، لم يتمكن مانشستر يونايتد من تسجيل الأهداف، وخسر المباراة بنتيجة 3-0. هذه النتيجة لم تكن تعكس مجريات اللعب، لكنها كانت بمثابة درس قيم للاعبين الشباب حول كيفية التعامل مع الفرق التي تعتمد على أساليب لعب مختلفة.
أظهر فليتشر قدرات فنية جيدة، ولم يفقد الكرة بسهولة. على الرغم من صعوبة اللعب على أرضية صناعية غير مستوية، إلا أنه تمكن من تقديم أداء جيد. هذه التجربة ستكون مفيدة له في مسيرته الاحترافية، إذا ما أتيحت له الفرصة للانضمام إلى الفريق الأول.
الخطوة التالية بالنسبة لتايلر فليتشر هي الاستمرار في تطوير مهاراته، والعمل بجد في التدريبات، وإثبات نفسه كلاعب أساسي في فريق مانشستر يونايتد تحت 21 عامًا. من غير المؤكد متى سيحصل على فرصة للعب مع الفريق الأول، لكنه يمتلك الإمكانات اللازمة لتحقيق ذلك. مستقبله في أولد ترافورد يعتمد على أدائه المستمر وتطوره كلاعب.
