في تطور مفاجئ أثار جدلاً واسعاً، أعلن البيت الأبيض يوم الخميس تغيير اسم مركز كينيدي للفنون الأدائية ليصبح “مركز ترامب كينيدي”، مع تحديث الموقع الإلكتروني ليعكس هذا التغيير. وقد أُضيف اسم الرئيس السابق دونالد ترامب إلى اللافتة الخارجية للمبنى ليقرأ: “مركز دونالد ج. ترامب التذكاري لعائلة كينيدي للفنون الأدائية”. هذا الإجراء، الذي يهدف إلى تكريم ترامب، أثار ردود فعل متباينة، بين تأييد من مقربين وانتقادات حادة من الديمقراطيين وأفراد عائلة كينيدي. هذا المقال سيتناول تفاصيل هذا القرار المثير للجدل، والردود عليه، والخلفيات التي أدت إليه، مع التركيز على مصطلح تغيير اسم مركز كينيدي.
خلفية القرار: ما الذي دفع البيت الأبيض لهذا الإجراء؟
وفقاً لبيان صادر عن نائب رئيس المركز للعلاقات العامة، روما دارافي، فإن “التصويت بالإجماع من قبل مجلس الإدارة يعكس الدور المحوري الذي لعبه الرئيس الحالي في إنقاذ المؤسسة من الانهيار المالي والدمار المادي”. وأضافت أن “مركز ترامب كينيدي الجديد يعكس الدعم الثنائي الحزبي القاطع للمركز الثقافي الأمريكي لأجيال قادمة”.
هذا البيان يلمح إلى التحديات المالية التي واجهها المركز في السنوات الأخيرة، ودور ترامب المزعوم في التغلب عليها. ومع ذلك، فإن هذا التفسير لم يلقَ قبولاً واسعاً، خاصةً من قبل المعارضين السياسيين وعائلة كينيدي نفسها. الجدل حول هذا التغيير في اسم المركز يرتكز بشكل كبير على الشفافية والشرعية.
ردود الفعل المتباينة: بين التأييد والانتقاد
أعرب الرئيس ترامب عن “تقديره وشرفه” بهذا التكريم، واصفاً إياه بأنه دليل على احترامه وتقديره من قبل الشعب الأمريكي. لكن هذا التقدير لم يشاركه فيه الكثيرون.
- انتقادات من عائلة كينيدي: لم يتردد جاك شلوسبرغ، حفيد الرئيس جون كينيدي، في التشكيك بمسألة الإجماع، حيث كتب على منصة “إكس” (تويتر سابقاً) أن “الميكروفونات كانت مكتومة وأن اجتماع مجلس الإدارة والتصويت لم يكونا بالإجماع”. كما أعربت ماريا شرايفر، ابنة أخت الرئيس كينيدي، عن رفضها القاطع لهذا التغيير، واصفةً إياه بأنه “غير مقبول”.
- استياء الديمقراطيين: أصدر ستة من المشرعين الديمقراطيين بياناً مشتركاً اتهموا فيه ترامب بـ “محاولة لصق اسمه بمؤسسة عامة أخرى دون أي سلطة قانونية”. واعتبروا هذا الإجراء بمثابة استغلال لمنصب الرئاسة لتحقيق مكاسب شخصية.
- تساؤلات حول الشرعية: يثير تغيير اسم مركز كينيدي تساؤلات حول الإجراءات القانونية المتبعة، وحول مدى سلطة الرئيس في اتخاذ مثل هذا القرار من جانب واحد.
الجدل حول الإجماع: هل كان التصويت حقاً بالإجماع؟
أحد أبرز جوانب الجدل هو الادعاء بأن مجلس الإدارة صوت بالإجماع على تغيير الاسم. كما ذكرنا سابقاً، شكك أفراد من عائلة كينيدي في هذا الادعاء، مشيرين إلى أن التصويت لم يكن بالإجماع كما زعم البيت الأبيض.
هذا التشكيك يثير تساؤلات حول مدى الضغوط التي ربما مورست على أعضاء مجلس الإدارة للتصويت لصالح القرار، وحول مدى استقلالهم في اتخاذ القرار. التحقق من صحة هذا الادعاء يتطلب إجراء تحقيق مستقل في ملابسات التصويت. الشفافية في هذا الأمر ضرورية لاستعادة الثقة في المؤسسة.
المركز الثقافي الأمريكي: ما هي التداعيات المحتملة؟
مركز كينيدي هو مؤسسة ثقافية مرموقة، تحتضن مجموعة واسعة من الفنون الأدائية، وتستضيف فعاليات عالمية المستوى. تغيير اسم مركز كينيدي قد يكون له تداعيات سلبية على صورة المؤسسة، وعلى علاقاتها مع الفنانين والجهات المانحة.
قد يرى البعض أن هذا التغيير يمثل تحولاً نحو التسييس المفرط للمؤسسات الثقافية، وأن ترامب يسعى إلى استغلال هذه المؤسسات لتعزيز صورته الشخصية. من ناحية أخرى، قد يرى آخرون أن هذا التغيير هو مجرد تعبير عن التقدير لدور ترامب في إنقاذ المؤسسة من الأزمة المالية.
مستقبل المركز: هل سيستمر الجدل؟
من الواضح أن الجدل حول تغيير اسم مركز كينيدي لن يهدأ قريباً. من المتوقع أن يستمر المعارضون في الضغط على البيت الأبيض لإعادة النظر في هذا القرار، وأن يواصلوا التشكيك في شرعيته.
في الوقت نفسه، من المرجح أن يدافع المؤيدون عن القرار، ويؤكدون على أهمية تكريم ترامب لدوره في إنقاذ المؤسسة. يبقى أن نرى ما إذا كان هذا الجدل سيؤدي إلى تغييرات جذرية في إدارة المركز، أو إلى تدهور علاقاته مع المجتمع الفني والثقافي.
حتى الآن، لم يصدر أي رد رسمي من البيت الأبيض على الانتقادات الموجهة إليه. ويبدو أن الإدارة الحالية تفضل عدم الخوض في تفاصيل هذا الموضوع المثير للجدل. لكن هذا الصمت لن يمنع استمرار الجدل، ولن يحل المشاكل التي أثارها هذا القرار. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر هذا القرار على الاستثمارات الثقافية المستقبلية في المؤسسات المماثلة.
