نحن نشهد دخول اسم جديد إلى عالم السياسة الأمريكية، اسم يحمل ثقلاً تاريخيًا وعائليًا كبيرًا. “جون-بوسكو شلوسبرغ”، أو “Schlossberg” كما يُعرف على نطاق واسع، الشاب البالغ من العمر 32 عامًا، نجل كارولين كينيدي، السفيرة الأمريكية السابقة لدى اليابان والحفيدة الوحيدة للرئيس جون ف. كينيدي، أعلن عن ترشحه لمقعد في الكونجرس عن الدائرة 12 في مدينة نيويورك. هذا الإعلان أثار اهتمامًا واسعاً، حيث يُنظر إلى شلوسبرغ كشخصية صاعدة قد تُحدث تغييرًا في المشهد السياسي.
من هو جون-بوسكو شلوسبرغ؟ – نظرة على الخلفية والتعليم
ولد شلوسبرغ في مدينة نيويورك، وتخرج من مدرسة كوليجيت، وهي مدرسة خاصة للأولاد في مانهاتن. ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة ييل، وحصل على شهادة في القانون من جامعة هارفارد في عام 2022. في العام الماضي، 2023، أعلن شلوسبرغ أنه اجتاز امتحان نقابة المحامين في ولاية نيويورك. هذه المسيرة التعليمية المتميزة تعكس طموحه ورغبته في التأهيل لمسيرة مهنية في خدمة القانون والمجتمع.
ولكن ما يميز جون-بوسكو شلوسبرغ حقًا هو خلفيته العائلية. فهو يمثل الجيل الجديد من عائلة كينيدي، التي لعبت دورًا بارزًا في تاريخ الولايات المتحدة. تتوقع الكثير من الأوساط الإعلامية والسياسية أن يستفيد من هذا الإرث القوي في حملته الانتخابية، وأن يجسد قيمًا ومبادئ تذكرنا بأيام الرئيس الراحل جون ف. كينيدي.
مسيرة مهنية ناشئة
قبل دخوله المعترك السياسي، عمل شلوسبرغ كمعلم في مدرسة في حي برونكس، وشارك في عدد من المبادرات المجتمعية. كما أنه يظهر بشكل متكرر في وسائل الإعلام، وقام بكتابة مقالات رأي في صحف مرموقة مثل “نيويورك تايمز” و “واشنطن بوست”. هذه الأنشطة تظهر اهتمامه بالقضايا الاجتماعية والسياسية، ورغبته في المساهمة في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه المجتمع. يعتبر بعض المراقبين هذه المقالات بمثابة منصة أطلق منها شلوسبرغ أفكاره ورؤيته حول مستقبل الولايات المتحدة، مما يمهد الطريق لدخوله إلى عالم السياسة.
ترشح شلوسبرغ للكونجرس – رؤية جديدة لنيويورك
أعلن شلوسبرغ عن ترشحه للكونجرس في نوفمبر الماضي، مؤكدًا أنه لا يمتلك كل الإجابات، ولكنه يريد أن يكون صوتًا للناس. في فيديو إعلاني، قال: “أنا لا أترشح لأنني أمتلك كل الإجابات لمشاكلنا، أنا أترشح لأن سكان نيويورك 12 يمتلكونها. أريد أن أستمع إلى معاناتكم، وأن أسمع قصصكم، وأن أضخم صوتكم، وأن أنطلق إلى واشنطن وأن أنفذ باسمكم.” هذا التصريح يعكس رغبته في التواصل مع الناخبين، وفهم احتياجاتهم، والعمل من أجل تحقيق مصالحهم.
يركز المرشح شلوسبرغ في حملته على قضايا مثل الرعاية الصحية الميسورة التكلفة، والتعليم الجيد، والعدالة الاقتصادية، وحماية البيئة. يعتقد أن هذه القضايا حيوية لمستقبل نيويورك والولايات المتحدة، وأنه يمكن تحقيق تقدم ملموس من خلال العمل الجاد والتعاون. وتعد هذه القضايا من أبرز التحديات التي تواجه مدينة نيويورك، ونجاح شلوسبرغ في تقديم رؤية واضحة وقابلة للتطبيق لهذه القضايا سيكون أمرًا حاسمًا في تحديد مساره الانتخابي.
التحديات والانتقادات التي تواجه شلوسبرغ
على الرغم من الدعم الذي يحظى به شلوسبرغ، إلا أنه يواجه أيضًا بعض التحديات والانتقادات. أحد أبرز هذه الانتقادات هو تركيزه على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بطريقة تعتبرها بعض الأوساط “مستفزة” أو “تفتقر إلى الجدية”.
كما تعرض لانتقادات من بعض أفراد عائلته، بما في ذلك ابنة عمه روبرت ف. كينيدي، بسبب مقاطع الفيديو التي ينشرها على الإنترنت والتي يعتبرونها “تنمرًا” أو “استفزازًا”. وفي فبراير الماضي، قالت كاثلين “كيك” كينيدي، ابنة روبرت ف. كينيدي، أنها تأمل في أن يحصل شلوسبرغ على المساعدة التي يحتاجها.
هذه الانتقادات قد تؤثر على صورته العامة، وتجعل من الصعب عليه كسب ثقة الناخبين. الحملة الانتخابية لـ شلوسبرغ ستحتاج إلى معالجة هذه القضايا بشكل فعال، وإظهار أنه جاد في سعيه لخدمة مجتمعه.
إرث الخدمة العامة كدافع
وعلى الرغم من هذه الانتقادات، يظل شلوسبرغ ملتزمًا بفكرة الخدمة العامة. في أول مقابلة تلفزيونية له في عام 2017، قال إنه “ملهم بإرث عائلته في الخدمة العامة، وأنه فخور بذلك”. هذا الإرث يمثل له مصدر قوة وإلهام، ويدفعه إلى السعي لتحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع.
إن مشاركة عائلة كينيدي في السياسة والخدمة العامة معروفة لدى الجميع، وبالتالي فإن شلوسبرغ يسعى للاستفادة من هذا الإرث في بناء مسيرته السياسية. تتوقع الأوساط الإعلامية أن هذا العامل سيكون له تأثير كبير على نتائج الانتخابات.
الخلاصة
يبدو أن جون-بوسكو شلوسبرغ يمثل جيلًا جديدًا من السياسيين الأمريكيين، يتميز بالشباب والطموح والرغبة في خدمة المجتمع. على الرغم من التحديات والانتقادات التي يواجهها، إلا أنه يتمتع بدعم قوي من عائلته وخلفيته التعليمية المتميزة، بالإضافة إلى رؤية واضحة لقضايا نيويورك. سيكون من المثير للاهتمام متابعة مسيرته الانتخابية، ومعرفة ما إذا كان سينجح في تحقيق طموحاته، وتمثيل ناخبي الدائرة 12 في الكونجرس. الأيام القادمة ستحدد ما إذا كان هذا الاسم سيضيف فصلًا جديدًا إلى قصة عائلة كينيدي في خدمة الوطن.
