
التاريخ في العالم العربي يتحرك في دوائر. عندما أعلنت حماس أنها ستقبل أجزاء من خطة غزة التي اقترحتها إدارة دونالد ترامب، فسر العديد من المحللين ذلك على أنه مجرد خطوة تكتيكية، ومحاولة يائسة من جانب الحركة المضطهدة للبقاء على قيد الحياة. ومع ذلك، وراء سطح السياسة والإرهاق الحربي يكمن إيقاع تاريخي أعمق بكثير، وهو نفس الإيقاع الذي أدى إلى إنشاء الدول العربية نفسها. بعد مرور أكثر من مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الشرق الأوسط إلى سيادات مصطنعة، لا تزال أشباح تلك الخطوط تحرك القلم. إن ما تواجهه حماس اليوم ليس مأزقاً جيوسياسياً معزولاً، بل عودة قصة قديمة، إحدى الخرائط المرسومة في أوروبا، للانصياع العربي بثياب (…)