في ظل تزايد الضغوط للكشف عن ملابسات قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، طالب عضو الكونجرس الديمقراطي يوجين فيندمان، الإدارة الأمريكية بنشر نص مكالمة الرئيس السابق دونالد ترامب مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عام 2019. هذه القضية، التي أثارت جدلاً واسعاً على الصعيدين المحلي والدولي، تثير تساؤلات حول علاقات الولايات المتحدة بالسعودية، وتحديداً فيما يتعلق بمسؤولية ولي العهد عن مقتل خاشقجي. مكالمة خاشقجي هذه، كما يرى فيندمان، تحمل في طياتها معلومات جوهرية يجب أن يعرفها الشعب الأمريكي وعائلة خاشقجي.

دعوات متزايدة لنشر نص المكالمة

أعرب فيندمان، الذي شغل منصبًا في مجلس الأمن القومي خلال فترة ولاية ترامب الأولى، عن قناعته بأن نص المكالمة سيكون “صادمًا” وسيثير “أسئلة جدية”. وشدد على أن عائلة خاشقجي والشعب الأمريكي يستحقان معرفة ما دار في تلك المحادثة. هذا الطلب يأتي في أعقاب استقبال ترامب الحافل لولي العهد السعودي هذا الأسبوع، ودفاعه عنه في قضية مقتل خاشقجي، وهو ما أثار انتقادات واسعة.

فيندمان يكشف عن “مقايضة” محتملة

على الرغم من أن فيندمان لم يكشف عن تفاصيل محددة بسبب سرية المعلومات، إلا أنه أشار إلى أن المكالمة تضمنت “مقايضة”، مما يوحي بأن ترامب قدم عرضًا أو وعدًا مقابل شيء ما. هذا التصريح يثير الشكوك حول دوافع ترامب في التعامل مع قضية خاشقجي، وإمكانية وجود اعتبارات أخرى غير العدالة أو حقوق الإنسان.

رد فعل الإدارة الأمريكية

ردًا على تصريحات فيندمان، وصف ستيفن تشيونغ، مدير الاتصالات في البيت الأبيض، فيندمان بأنه “نائب متذمر لا يأخذه أحد على محمل الجد” و”كاذب متسلسل”. هذا الرد الحاد يعكس التوتر القائم بين الإدارة الأمريكية الحالية وبين بعض الأصوات التي تطالب بالشفافية في التعامل مع قضية خاشقجي.

موقف ترامب السابق والحالي

في السابق، أقر ترامب بإمكانية معرفة ولي العهد السعودي بملابسات مقتل خاشقجي، لكنه أكد في الوقت ذاته على استمرار الشراكة الوثيقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، ورفض إلغاء صفقات الأسلحة مع السعودية. أما في أحدث تصريحاته، فقد دافع ترامب عن ولي العهد، ونفى علمه بأي دور له في مقتل خاشقجي، وهو ما يتعارض مع تقارير الاستخبارات الأمريكية التي خلصت إلى أن ولي العهد وافق على العملية. علاقات السعودية بالولايات المتحدة شهدت تقلبات كبيرة خلال فترة رئاسة ترامب، ولا تزال تشكل محور اهتمام السياسيين والمحللين.

دعم واسع من الديمقراطيين

لم يكن فيندمان وحده من طالب بنشر نص المكالمة. فقد انضم إليه العشرات من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين في توقيع رسالة موجهة إلى البيت الأبيض تطالب بالإفصاح عن محتوى المكالمة. هذا الدعم الواسع يعكس قلق الديمقراطيين بشأن الشفافية والمساءلة في التعامل مع قضية خاشقجي، ورغبتهم في معرفة الحقيقة الكاملة.

خلفية قضية خاشقجي

تعود أحداث القضية إلى أكتوبر 2018، عندما قُتل الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول. أثارت هذه الجريمة غضبًا دوليًا واسعًا، وأدت إلى توتر في العلاقات بين السعودية والعديد من الدول الغربية. وقد اتهمت وكالات الاستخبارات الأمريكية ولي العهد السعودي بالموافقة على العملية، وهو ما تنفيه الرياض بشدة. قضية جمال خاشقجي لا تزال تثير الجدل وتطرح تساؤلات حول حقوق الإنسان والديمقراطية في المنطقة.

صلة القضية بإدانة ترامب الأولى

يذكر أن يوجين فيندمان وشقيقه التوأم، ألكسندر فيندمان، لعبا دورًا هامًا في كشف تفاصيل مكالمة أخرى أثارت جدلاً واسعًا، وهي المكالمة بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي أدت إلى إدانة ترامب الأولى. في تلك المكالمة، طلب ترامب من زيلينسكي التحقيق مع منافسه السياسي جو بايدن، وهو ما اعتبره البعض تدخلًا في الانتخابات الأمريكية.

في الختام، يظل نشر نص مكالمة خاشقجي مطلبًا متزايدًا من قبل العديد من الأطراف، بهدف كشف الحقيقة الكاملة وراء مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وتعزيز الشفافية والمساءلة في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية. هذه القضية، التي لا تزال تثير الجدل، تتطلب تحقيقًا شاملاً ونزيهًا لضمان تحقيق العدالة وإنصاف الضحايا. ندعو القراء إلى متابعة التطورات المتعلقة بهذه القضية، والمشاركة في النقاش حول أهمية حقوق الإنسان والديمقراطية في عالمنا.

شاركها.