وعد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الخميس، بضخ 600 مليار دولار في التجارة والاستثمارات الأمريكية، وذلك في الوقت الذي هنأ فيه دونالد ترامب على عودته إلى البيت الأبيض.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أن الأمير محمد، الزعيم الفعلي لأكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، تعهد بذلك خلال مكالمة هاتفية عقب تنصيب ترامب يوم الاثنين.

وأقام ترامب علاقات وثيقة مع الرياض في ولايته الأولى، ومن المتوقع الآن أن يدفع السعودية، موطن أقدس الأماكن الإسلامية، نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل كهدف رئيسي للسياسة الخارجية.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد أكد عزم المملكة توسيع استثماراتها وتجارتها مع الولايات المتحدة خلال السنوات الأربع المقبلة بمبلغ 600 مليار دولار، وربما أكثر من ذلك.

ولم تذكر تفاصيل عن مصدر الأموال التي تمثل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي السعودي أو كيف من المتوقع أن يتم استخدامها.

كما نقل الأمير محمد (39 عاما) تهاني والده الملك سلمان خلال الاتصال مع ترامب.

وكانت أول زيارة قام بها ترامب كرئيس في عام 2017 إلى المملكة العربية السعودية، وقال مازحا هذا الأسبوع إن الالتزام المالي الكبير يمكن أن يقنعه بفعل الشيء نفسه مرة أخرى.

وقال: “لقد فعلت ذلك مع المملكة العربية السعودية المرة الماضية لأنهم وافقوا على شراء منتجنا بقيمة 450 مليار دولار”.

وقال ترامب ساخرا إنه سيكرر الزيارة “إذا أرادت السعودية شراء 450 أو 500 (مليار دولار) أخرى فسنزيدها مقابل كل التضخم”.

خلال فترة ولاية ترامب الأولى، انفصلت الإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب عن السياسة العربية القائمة منذ فترة طويلة للاعتراف بإسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم.

ومن المتوقع أن تحاول إدارة ترامب الجديدة تكرار العملية مع السعودية، في أعقاب جهود مماثلة في عهد الرئيس جو بايدن.

– تهديدات إيران –

وقطعت السعودية المحادثات مع مسؤولين أمريكيين بشأن العلاقات مع إسرائيل في وقت مبكر من حرب غزة، وأصرت مرارا وتكرارا على أنها لن تعترف بإسرائيل دون وجود دولة فلسطينية.

ومع ذلك، فإن وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره في غزة والتخفيف المحتمل من التوترات الإقليمية يمكن أن يمهد الطريق لاستئناف الحوار.

وفي مقابل الاعتراف بإسرائيل، تأمل أغنى دولة في العالم العربي في الحصول على اتفاق دفاعي أمريكي ومساعدة واشنطن في برنامج نووي مدني.

وفي اتصاله الخاص مع ولي العهد يوم الخميس، ناقش وزير الخارجية الأمريكي الجديد ماركو روبيو سوريا ولبنان وغزة و”التهديدات التي تشكلها إيران ووكلائها”، بحسب بيان.

وقال متحدث باسم روبيو: “لقد ناقشا أيضًا فوائد الشراكة الاقتصادية الأمريكية السعودية وفرص تنمية اقتصاداتهما في مجموعة متنوعة من المجالات بما في ذلك الذكاء الاصطناعي”.

كان ترامب يتودد بنشاط إلى المملكة العربية السعودية، التي كانت منذ فترة طويلة شريكًا مهمًا في مجال الطاقة والأمن لواشنطن، خلال فترة ولايته الأولى.

وعندما وصل إلى الرياض في عام 2017، تم استقباله باستقبال متقن تضمن رقصة السيف وتحليق طائرات القوات الجوية.

فترت العلاقات في وقت لاحق، حيث انتقد الأمير محمد ترامب لفشله في الرد بقوة أكبر بعد هجوم عام 2019 الذي ألقي باللوم فيه على نطاق واسع على إيران، مما أدى إلى انخفاض إنتاج المملكة من النفط الخام إلى النصف.

ومع ذلك، سعت الرياض وفريق ترامب إلى تعزيز العلاقات بعد رحيله عن البيت الأبيض، لا سيما من خلال الاستثمارات وصفقات البناء لمجموعته المملوكة للقطاع الخاص “منظمة ترامب”.

ودافع جاريد كوشنر، صهر ترامب، عن تلقيه استثمارا سعوديا في شركته للأسهم الخاصة التي تقدر التقارير قيمتها بملياري دولار.

شاركها.