تتواصل في مدينة شرم الشيخ محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، وسط حضور رفيع المستوى من كبار المفاوضين الأمريكيين والإقليميين، في محاولة لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ عامين.

وانضم المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر إلى المحادثات الجارية اليوم الأربعاء، في خطوة اعتبرها مراقبون مؤشرًا على جدية واشنطن في الدفع نحو اتفاق نهائي يستند إلى مبادرة الرئيس دونالد ترامب لوقف إطلاق النار.

ويشارك إلى جانب الوفد الأمريكي كلّ من رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير الاستخبارات التركية إبراهيم كالين، إضافة إلى وفود من إسرائيل، ومصر، وقطر، وتركيا، وحماس، وفق ما أعلنه التلفزيون المصري الرسمي.

لمتابعة آخر المستجدات لحظة بلحظة من مصادر موثوقة، تصفّح موقع العِلم الاخباري وتعرّف على تغطيتنا الشاملة للأحداث الجارية.

 ملفات الخلاف ومحاور التفاوض

وتركّز المباحثات الحالية على خرائط الانسحاب الإسرائيلي من غزة، وتوقيت الإفراج عن الرهائن، وقائمة الأسرى الفلسطينيين الذين ستشملهم الصفقة. وكشف مصدر إسرائيلي لشبكة CNN أن النقاشات تدور حول “الخطوط الفاصلة لمراحل الانسحاب الإسرائيلي وجدولها الزمني”، بينما تسعى حماس إلى ربط تبادل الأسرى بتقدم مراحل الانسحاب.

وقال مسؤول كبير في حركة حماس لوسائل إعلام عربية إن الحركة “قدّمت قائمة بأسماء السجناء الفلسطينيين المطلوب الإفراج عنهم، وأبدت الإيجابية اللازمة لتحقيق تقدم حقيقي في المفاوضات”، مؤكّدًا أن “روح التفاؤل تسود أجواء النقاش رغم استمرار بعض الخلافات الجوهرية”.

يمكنك الاطلاع على المزيد من التحليلات السياسية العميقة عبر قسم الاخبار السياسة لمعرفة خلفيات الصراع وأبعاد المفاوضات الحالية.

 إدارة دولية للقطاع ونزع سلاح حماس

وتتضمن خطة ترامب التي يجري التفاوض على أساسها، انسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية من القطاع بعد نزع سلاح حركة حماس، على أن تُدار غزة مؤقتًا من خلال وصاية دولية بإشراف أمريكي وبمشاركة شخصيات دولية، من بينها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.

وقال ترامب للصحفيين في واشنطن إن “هناك فرصة حقيقية لتحقيق سلام تاريخي في الشرق الأوسط”، مؤكدًا أن الولايات المتحدة “ستضمن التزام جميع الأطراف بأي اتفاق يتم التوصل إليه”.

للمزيد حول الدور الأمريكي وخطط الرئيس ترامب في الشرق الأوسط، اقرأ أيضًا: ترامب يفرض عقوبات على إيران

 دور الوسطاء الإقليميين

رحّب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بانضمام كوشنر ويتكوف إلى المحادثات، واصفًا الخطوة بأنها “مشجعة وتعكس إرادة سياسية قوية لإنهاء الحرب”.

من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن ترامب طلب منه إقناع حماس بقبول الخطة، لكنه شدّد في الوقت نفسه على ضرورة “ممارسة الضغط على إسرائيل لإنهاء هجماتها على غزة التي تمثل العقبة الكبرى أمام السلام”.

تستمر المفاوضات في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة، مقتل ثمانية فلسطينيين وإصابة 61 خلال الساعات الـ24 الماضية، في أدنى حصيلة منذ أسبوع، فيما تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 67 ألف فلسطيني لقوا حتفهم منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، نصفهم من النساء والأطفال.

ورغم هذا الواقع المأساوي، عبّر مسؤولون من الجانبين عن تفاؤل حذر بإمكانية التوصل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة، خاصة بعد تبادل قوائم الأسرى والرهائن بين حماس وإسرائيل، ما يُعد خطوة عملية غير مسبوقة منذ بدء المحادثات.

 

 

شاركها.