كراتشي، باكستان ــ بعد توقيع اتفاق ثنائي طويل الأجل في مايو/أيار، شعرت نيودلهي وطهران أنهما يمكنهما أخيرا إحراز تقدم ملموس بشأن تشابهار، الميناء الإيراني الوحيد الذي يتمتع بوصول مباشر إلى المحيط الهندي. ورغم أن الهند أبرمت اتفاقا آخر مع إيران بشأن الميناء في عام 2016، فإن خططهما السابقة لم تنطلق قط، على الرغم من حصول نيودلهي على إعفاء من العقوبات من واشنطن في عام 2018 من أجل المضي قدما في العمل.
وبموجب الاتفاق الجديد، سيتم السماح لشركة موانئ الهند العالمية (IGPL) بتشغيل وتطوير ميناء شهيد بهشتي داخل تشابهار – والذي يتكون من ميناءين منفصلين، والآخر هو شهيد كلانتاري – لمدة 10 سنوات.
ولكن بعد ساعات فقط من إبرام نيودلهي للصفقة الثانية في مايو/أيار، حذرت الولايات المتحدة من فرض عقوبات محتملة على أي دولة تبرم صفقة تجارية مع طهران. وفي مؤتمر صحفي عقد في الرابع عشر من مايو/أيار، أكد نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل أن “جميع العقوبات المفروضة على إيران” لا تزال سارية، وأضاف: “ننصح أي شخص يفكر في عقد صفقات تجارية مع إيران بأن يكون على دراية بالمخاطر المحتملة”.
ورغم أن إدارة ترامب أعفت مشروع تشابهار من العقوبات بسبب الدور الذي لعبته الهند في إعادة إعمار أفغانستان، فإن العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران ساءت منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي بسبب دعم إيران لحماس في حرب غزة. والواقع أن الولايات المتحدة فرضت على مدى السنوات الثلاث الماضية أكثر من 600 عقوبة على كيانات مرتبطة بإيران.