حثت منظمة العفو الدولية البارزة في مجال حقوق الإنسان، زعماء الاتحاد الأوروبي ومناطق أخرى على حماية اللاجئين السوريين في لبنان، وسط تزايد تدهور أوضاع حقوقهم الإنسانية داخل البلاد.

وسلطت منظمة العفو الدولية، في بيان لها يوم الأحد، الضوء على محنة السوريين في لبنان حيث تفرض السلطات بشكل متزايد إجراءات قاسية لطردهم، بما في ذلك تعليق تصاريح الإقامة والاعتقالات والاحتجاز والترحيل القسري.

جاء ذلك وسط انعقاد مؤتمر بروكسل الوزاري الثامن للاتحاد الأوروبي حول “دعم مستقبل سوريا والمنطقة” في نهاية هذا الأسبوع، والذي اجتمعت فيه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والحكومات الأخرى، فضلاً عن المنظمات المعنية، في العاصمة البلجيكية بروكسل لمناقشة قضايا مثل كمصير السوريين داخل وطنهم وفي الخارج في سياق الحرب الأهلية السورية المستمرة.

ونتيجة للمؤتمر، تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 2.3 مليار دولار لدعم اللاجئين السوريين والدول والمجتمعات المضيفة لهم، بما في ذلك لبنان. وقبل هذا الإعلان، دعت منظمة العفو الدولية جميع الحاضرين في المؤتمر إلى التأكد من أن الأموال لا تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان، ولا سيما من قبل السلطات اللبنانية التي لها تاريخ في الحصول على الجرأة من خلال هذا الدعم.

أحدث مثال على ذلك هو عندما أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في 2 مايو عن حزمة مساعدات يورو بقيمة مليار يورو للبنان، مع تخصيص جزء كبير منها لتعزيز الأجهزة الأمنية اللبنانية في كبح وتقييد جهود اللاجئين والمهاجرين. لعبور البحر الأبيض المتوسط ​​للوصول إلى أوروبا. وبعد أربعة أيام، نفذ مكتب الأمن العام اللبناني إجراءات جديدة ضد اللاجئين السوريين داخل البلاد، مثل القيود على تصاريح الإقامة والعمل، فضلا عن المداهمات والإخلاء والاعتقالات والترحيل.

رأي: الانقسامات والانتخابات والأسد تكشف المستنقع السوري في أوروبا

وقد تركت هذه الحملة الواسعة النطاق العديد من اللاجئين في لبنان دون وضع قانوني، مما أدى إلى افتقار 83% من اللاجئين السوريين هناك إلى وضع الإقامة وعيش 90% منهم تحت خط الفقر. كما جعلهم ذلك أكثر عرضة للاعتقال والترحيل من قبل الأجهزة الأمنية.

ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، فإن رجلاً سورياً مجهولاً، حاول دون جدوى تجديد تصاريح إقامة عائلته، قال لها: “نحن لا نعمل؛ لا نعمل”. لقد حاولنا أن نكون قانونيين ولكننا فشلنا مرارًا وتكرارًا. والآن نحن مختبئون.” وقالت أم سورية لطفلين أيضاً للمنظمة الحقوقية: “لو كانت هناك منطقة آمنة في سوريا، سأكون أول من يعود. النظام ليس آمنا بالنسبة لنا”.

وقد رددت آية مجذوب، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، هذه المخاوف قائلة: “لا يوجد أي جزء من سوريا آمن لعودة اللاجئين. ويجب على السلطات اللبنانية وقف عمليات الترحيل ورفع القيود، في حين يجب على الاتحاد الأوروبي أن يفي بالتزاماته القانونية والأخلاقية لحماية اللاجئين.

وألقى مجذوب اللوم على مهمة رئيسة المجلس الأوروبي فون دير لاين للحد من تدفقات اللاجئين إلى أوروبا باعتبارها “شجعت السلطات اللبنانية على تكثيف حملتها على اللاجئين”، وشدد على مسؤولية الاتحاد الأوروبي في المساعدة في إعادة توطين اللاجئين السوريين الذين يتعرضون بشكل متزايد لخطر تجريدهم من حقوقهم. وترحيله إلى سوريا. “يجب على الدول الأوروبية إظهار التضامن من خلال زيادة إعادة توطين اللاجئين السوريين من لبنان”.

يقرأ: الرئيس القبرصي يناقش الارتفاع في أعداد المهاجرين مع رئيس الاتحاد الأوروبي ويزور لبنان

شاركها.