استأنف مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط بالمغرب عملياته بعد انقطاع دام عشرة أشهر، في محاولة لإحياء العلاقات بين البلدين.
وأكد مصدر في مكتب الارتباط الإسرائيلي لموقع هسبريس المغربي أن المكتب أعاد فتح أبوابه بعد توقفه بسبب اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.
وذكرت تقارير أن إسرائيل منعت مسؤوليها الدبلوماسيين من الاتصال بوسائل الإعلام المغربية، خوفا من الاضطرابات الاجتماعية والمعارضة الواسعة النطاق لإعادة فتح المكتب.
وتأتي هذه الخطوة بعد تعيين حسن كعبية، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية للإعلام العربي، نائبا لرئيس مكتب الاتصال في الرباط الشهر الماضي.
ويرأس المكتب ديفيد جوفرين، الذي تم استدعاؤه في عام 2022 لعدة أشهر بعد اتهامات بسوء السلوك الجنسي والفساد.
نشرة إخبارية جديدة من جريدة الشرق الأوسط: القدس ديسباتش
سجل للحصول على أحدث الرؤى والتحليلات حول
إسرائيل وفلسطين، إلى جانب نشرة Turkey Unpacked وغيرها من نشرات MEE
وفي أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وبدء الحرب الإسرائيلية على غزة، غادر الوفد الإسرائيلي المغرب لأسباب أمنية. وأغلق المكتب رسميا في إبريل/نيسان من هذا العام.
وبحسب صحيفة هسبريس، فقد استعاد مكتب الاتصال الإسرائيلي مؤخرا بعض الحضور على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث قام بنشر رسائل تهنئة للمغرب بمختلف المناسبات الوطنية، مثل عيد العرش ونجاحاته في الألعاب الأولمبية بباريس.
وأثار تعيين الكعبية احتجاجات، الخميس، أمام مبنى البرلمان في الرباط، قادتها الجبهة المغربية لنصرة فلسطين ومناهضة التطبيع، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية.
وطالب المتظاهرون المغرب بقطع علاقاته مع إسرائيل، ودعوا إلى طرد الممثلين الإسرائيليين من المملكة.
وقال عبد الإله بن عبد السلام، زعيم المجموعة الاحتجاجية، لصحيفة هسبريس إنه من “المخزي” للمغرب أن يحافظ على علاقات مع “دولة إجرامية”، ودعا إلى “الطرد الفوري لحسن كعبية وفريقه”.
وأضاف بنعبد السلام أن المظاهرات ستستمر في كافة أنحاء المغرب.
معارضة شعبية للتطبيع
أقامت إسرائيل والمغرب علاقات دبلوماسية رسميًا في ديسمبر 2020 بتوقيع اتفاقية ثلاثية بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل.
وتضمنت الصفقة التي توسطت فيها الولايات المتحدة الاعتراف بمطالبة الرباط بالسيادة على أراضي الصحراء الغربية المتنازع عليها، وهي مستعمرة إسبانية سابقة تسيطر عليها المغرب في معظمها لكن تطالب بها جبهة البوليساريو، وهي حركة استقلال صحراوية تدعمها الجزائر.
ورغم أن المغرب وإسرائيل لديهما تاريخ يمتد لـ 60 عاما من التعاون في المسائل العسكرية والاستخباراتية، فإن علاقاتهما تعمقت بشكل كبير بعد هذا الاتفاق.
وفي أعقاب الاتفاق، أبرم المغرب صفقات لشراء نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي باراك 8، وطائرات بدون طيار من إنتاج إلبيت هيرميس، ونظام التجسس عبر الأقمار الصناعية لاستخدامه في حربه المستمرة مع جبهة البوليساريو في الصحراء الغربية.
حفل في فندق إسرائيلي يثير الغضب في المغرب
اقرأ المزيد »
في عام 2023، تضاعف حجم التجارة بين المغرب وإسرائيل، ليصل إلى 116.7 مليون دولار مقارنة بـ 56.2 مليون دولار في عام 2022. ويمثل هذا الارتفاع أسرع نمو بين الدول العربية التي أقامت أيضًا علاقات مع إسرائيل في عام 2020: الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان.
وفي يوليو/تموز الماضي، أفادت وسائل إعلام مغربية أن المملكة ستشتري قمرين صناعيين للتجسس من طراز “أوفيك-13” من شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية (IAI)، في صفقة بقيمة مليار دولار.
تشتهر شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية بتصنيع بعض الطائرات بدون طيار الأكثر تقدماً وأنظمة الدفاع الصاروخي التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي في غزة.
ورغم أن الحرب الإسرائيلية المستمرة لا يبدو أنها أثرت بشكل كبير على الجوانب الأساسية للعلاقات الإسرائيلية المغربية، بما في ذلك الشراكات التجارية والأمنية الثنائية، إلا أنها أدت إلى تكثيف المعارضة الشعبية الواسعة النطاق لهذه العلاقات وسلطت الضوء على التباين بين وجهات النظر الحكومية والرأي العام تجاه إسرائيل.
عندما أفادت وسائل الإعلام بأن سفينة الإنزال الحربية “آي إن إس كوميميوت”، التي حصلت عليها إسرائيل مؤخرا من الولايات المتحدة، توقفت في مدينة طنجة الساحلية بشمال المغرب في أوائل يونيو/حزيران في طريقها إلى حيفا لتسليمها إلى البحرية الإسرائيلية، أثار الحدث احتجاجا عارما في البلاد.
وتم السماح للسفينة الحربية الإسرائيلية، التي قيل إنها كانت تحمل معدات وأسلحة عسكرية أميركية، بالتوقف في طنجة للتزود بالوقود والإمداد.
ورغم أن المسؤولين المغاربة يصدرون بانتظام بيانات تدين العنف الإسرائيلي في غزة، وتقديم المملكة مساعدات إنسانية للقطاع الفلسطيني، فإن الرأي العام لا يزال يعارض بشدة سياسة الحكومة تجاه إسرائيل.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه الباروميتر العربي ونشر في يونيو/حزيران أن الدعم الشعبي للتطبيع بين إسرائيل والدول العربية، بما في ذلك المغرب، انخفض من 31% في عام 2022 إلى 13% فقط.