أفاد محمود بصل، الناطق باسم الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي فرض حصاراً كاملاً على شمال قطاع غزة، مما أدى إلى عزله فعلياً عن مدينة غزة والمناطق المجاورة لها. وكالة الأناضول التقارير.
وأوضح بصل للأناضول، أن الحصار الإسرائيلي يمتد من منطقة التوام غربا حتى شارع صلاح الدين شرقا. وأشار إلى أن الطائرات بدون طيار المسلحة والمركبات البرية التابعة للجيش الإسرائيلي تستهدف أي شيء يتحرك داخل هذه المناطق.
وأفادت التقارير أن الجيش الإسرائيلي قد ألحق أضرارا أو دمر معظم الطرق المؤدية إلى الجنوب من شمال غزة، مما جعل مرورها “شبه مستحيل”. منذ إطلاق هجومها البري في 6 أكتوبر/تشرين الأول، تعرض شمال غزة لأكثر من 100 ضربة عدوانية، منها 50 ضربة في اليوم الأول من العملية. وبحسب بصل، فقد قُتل أكثر من 120 فلسطينيًا في هذه الهجمات، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى حيث لا تزال العديد من الجثث غير مجمعة على الطرق بسبب الأعمال العدائية المستمرة.
الأزمة الإنسانية تتفاقم
وحذر المتحدث من أن مطالبة إسرائيل بإخلاء المستشفيات قد تؤدي إلى انهيار نظام الرعاية الصحية وتفاقم معاناة السكان. وشدد على أن إسرائيل تعرقل دخول الإمدادات الأساسية إلى شمال غزة، محذرا من أن السكان يتناقصون بشكل خطير في الغذاء والماء. ووصف بصل الوضع الإنساني في المنطقة بأنه “كارثي”، مع وجود خطر الموت على نطاق واسع بسبب نقص الضروريات الأساسية.
اقرأ: مقتل مصور فلسطيني وإصابة مراسل في قصف إسرائيلي على جباليا
التحديات التي تواجه فرق الدفاع المدني
وأوضح بصل أن فرق الدفاع المدني تواجه صعوبات كبيرة بسبب نقص الوقود والمعدات والآلات، الأمر الذي قد يؤدي إلى توقف خدماتها المحدودة أصلاً بشكل كامل. ومع ذلك، أكد أن الفرق ستستمر في جهودها حتى النهاية. وقال إن الضغط على فرق الدفاع المدني المشاركة في جهود البحث والإنقاذ ومكافحة الحرائق قد اشتد بسبب تصرفات الجيش الإسرائيلي.
وبدون مساعدة فورية في شكل إمدادات أساسية، هناك خطر كبير من أن تتوقف خدمات الدفاع المدني في شمال غزة بشكل كامل. ودعا بصل إلى وضع حد للإبادة الجماعية في غزة، وحث على دعم فرق الدفاع الطبية والمدنية، وشدد على الحاجة الماسة للمساعدات الإنسانية للتخفيف من الظروف القاسية التي يواجهها السكان.
تتصاعد الهجمات
وعلى مدى خمسة أيام متتالية، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته البرية التي استهدفت مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، في محاولة لإجبار السكان على الفرار. في 7 أكتوبر/تشرين الأول، حذر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، سكان بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بخريطة توضح مناطق الإخلاء.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن جيش الاحتلال أمر بإخلاء مستشفى كمالا عدوان الإندونيسي، ومستشفى العودة شمال غزة، مهددا بعواقب وخيمة إذا لم يتم إخلاء هذه المرافق، على غرار ما فعله في مستشفى الشفاء.
منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل ما يزيد عن 42,100 فلسطيني، من بينهم 17,000 طفل و11,378 امرأة، وأصيب 97,720 آخرين في القصف الإسرائيلي لقطاع غزة. وتشير التقارير إلى أن الآلاف ربما لا يزالون محاصرين تحت الأنقاض، في حين تم استهداف وتدمير البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، بينما كان الناس يبحثون عن مأوى.