على الرغم من اختلاف النظريات حول دور الفرد في تشكيل التاريخ، إلا أن الفيلسوف الروسي جورجي بليخانوف هو الذي سعى بفعالية أكبر إلى تحقيق التوازن بين الحتمية التاريخية وتأثير الأفراد في مسارها.

واليوم، تقدم قضية مروان البرغوثي مثالاً قوياً على هذا التوازن، حيث يفكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علناً في الضغط من أجل إطلاق سراح الزعيم الفلسطيني المسجون.

وقد لفتت تعليقات ترامب اللافتة للنظر إلى أهمية البرغوثي في ​​تشكيل ملامح المشهد السياسي الفلسطيني المستقبلي. ومع ذلك، فقد أدرك الشعب الفلسطيني منذ فترة طويلة أهمية البرغوثي، وتصور صعوده إلى دور سياسي بارز.

وكان البرغوثي مرشحا في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها محمود عباس قبل عقدين من الزمن، لكنه انسحب بناء على نصيحة زملائه في فتح. كما خطط البرغوثي للترشح لانتخابات 2021، لكن التصويت ألغي؛ ويقول محللون سياسيون إن هذا يرجع إلى حد كبير إلى المخاوف داخل السلطة الفلسطينية من فوزه.

قد يؤثر بيان ترامب على كيفية تعامل الولايات المتحدة مع القضية الفلسطينية في المستقبل.

البرغوثي هو أكثر بكثير من مجرد أسير فلسطيني قضى ثلث حياته في السجون الإسرائيلية. لقد قضى عشرات الفلسطينيين أحكاماً أطول، لكن لم يحتل أي منهم المكانة نفسها في الحياة السياسية الفلسطينية.

لقد أصبح البرغوثي رمزا للوحدة الفلسطينية في سياق الانقسامات الداخلية الساحقة. لقد اكتسب ثقة شعبية واسعة النطاق من خلال خدمته الطويلة، وتضحياته الشخصية الهائلة، وعمقه الفكري، مما مكنه من صياغة مفهوم التحرر الوطني في ظل تعقيدات النظام الدولي.

اقرأ المزيد: مروان البرغوثي: الشخصية الوحيدة التي يمكنها حشد الفلسطينيين من أجل التوصل إلى اتفاق دائم بقلم عوني المشني

جدارية تصور الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، على طول الجدار العازل الإسرائيلي في بيت لحم، في الضفة الغربية المحتلة، في 24 ديسمبر 2024 (Ahmad Gharabli/AFP)

شاركها.