في تطور مأساوي هزّ العاصمة الأمريكية واشنطن، أطلق رجل أفغاني، يُدعى رحمن الله لاكانوال، النار على اثنين من الحرس الوطني بالقرب من البيت الأبيض، مما أدى إلى إصابتهما بجروح خطيرة. هذه الحادثة، التي وقعت يوم الأربعاء، أثارت جدلاً واسعاً حول إجراءات التدقيق الأمني للمهاجرين الأفغان الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة في إطار برنامج “الترحيب بالتحالفات”، وتحديداً فيما يتعلق بـ رحمان الله لاكانوال وخلفيته.
خلفية رحمان الله لاكانوال ورحلته إلى أمريكا
وصل لاكانوال، البالغ من العمر 29 عامًا، إلى الولايات المتحدة في عام 2021 كجزء من برنامج “الترحيب بالتحالفات”، وهو مبادرة أطلقتها إدارة بايدن لإعادة توطين الآلاف من الأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة خلال الحرب في أفغانستان وخافوا من انتقام حركة طالبان بعد الانسحاب الأمريكي. وقد عمل لاكانوال مع القوات الشريكة للولايات المتحدة في أفغانستان، وفقًا لتصريحات مديرة وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف ووزير الدفاع بيت هيجسيث، كما أكد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل.
عاش لاكانوال في مدينة بيلينجهام بولاية واشنطن مع زوجته وخمسة أطفال. قبل الحادثة، قاد سيارته عبر البلاد من ولاية واشنطن إلى العاصمة، كما صرحت المدعية العامة الأمريكية لجونين بيرو. لم يكن لدى لاكانوال سجل جنائي معروف، ووفقًا للمعلومات المتوفرة، لم يسافر داخل أو خارج الولايات المتحدة منذ وصوله في عام 2021. كما قام باستيراد شحنة من السلع المنزلية من أفغانستان في شهر فبراير.
تفاصيل الهجوم والاتهامات الموجهة
وفقًا للمدعية العامة بيرو، نصب لاكانوال كمينًا للحارسين الوطنيين أثناء دوريتهما بالقرب من البيت الأبيض. وباستخدام مسدس قوي من طراز .357 ماجنم، أطلق النار على أحد الحارسين الذين سقطوا أرضًا، ثم أطلق عليه النار مرة أخرى. بعد ذلك، أطلق عدة طلقات نارية على الحارس الثاني. وأردى الحارسين الوطنيين النار المتبادلة قبل أن يتم القبض عليه ونقله إلى المستشفى، حيث لا يزال يخضع لحراسة مشددة.
يواجه لاكانوال حاليًا ثلاث تهم تتعلق بالاعتداء بنية القتل مع استخدام سلاح ناري، بالإضافة إلى تهمة حيازة سلاح ناري أثناء ارتكاب جريمة عنف. وتهدد المدعية العامة بيرو بتوجيه تهمة القتل العمد من الدرجة الأولى إذا لم ينج الحارسان المصابان من إصاباتهما.
ردود الفعل والتحقيقات الجارية
أثارت هذه الحادثة ردود فعل قوية في الولايات المتحدة، حيث اتهم كل من بيرو وباتيل إدارة بايدن بعدم إجراء التدقيق الأمني المناسب على لاكانوال. ومع ذلك، لم يتم تقديم أي دليل يدعم هذا الادعاء حتى الآن. يجري حاليًا تحقيق في ملابسات الحادثة ودوافع لاكانوال، مع التركيز على خلفيته وتاريخه الشخصي.
وفي تطور لاحق، صرحت المدعية العامة الأمريكية بام بوندي بأن الحكومة الأمريكية تخطط لتقديم تهم إرهابية ضد لاكانوال والسعي للحصول على حكم بالسجن مدى الحياة “كحد أدنى”. هذا التصريح يشير إلى أن السلطات قد تنظر في هذا الهجوم على أنه عمل إرهابي ذو دوافع سياسية أو أيديولوجية.
برنامج الترحيب بالتحالفات والجدل الدائر
الجدل المحيط بقضية رحمان الله لاكانوال سلط الضوء على برنامج “الترحيب بالتحالفات” والإجراءات المتبعة في اختيار وإعادة توطين الأفغان. بينما ساعد البرنامج في إنقاذ آلاف الأشخاص الذين خاطروا بحياتهم لدعم الولايات المتحدة في أفغانستان، فقد أثار أيضًا مخاوف بشأن المخاطر الأمنية المحتملة. فقد استقبل البرنامج أكثر من 70,000 أفغاني، مما يتطلب جهودًا كبيرة لضمان سلامة المجتمع الأمريكي.
يتساءل البعض عن فعالية عمليات التدقيق وقدرتها على الكشف عن أي تهديدات محتملة. في الوقت نفسه، يشدد آخرون على أهمية إظهار التضامن مع الأفغان الذين ساعدوا الولايات المتحدة وتقديم الدعم لهم في بناء حياة جديدة. هذه القضية تثير أسئلة مهمة حول التوازن بين الأمن وحقوق الإنسان، وكيفية التعامل مع قضايا الهجرة في عالم معقد ومتغير.
التطورات الأخيرة والتحقيقات الجنائية
واصلت السلطات الفيدرالية جمع الأدلة من منزل لاكانوال في ولاية واشنطن، حيث تم الاستيلاء على الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وأجهزة iPad وغيرها من الأجهزة الإلكترونية. يتم تحليل هذه الأدلة بعناية لتحديد أي روابط أو اتصالات ممكنة قد تكون لدى لاكانوال مع جماعات متطرفة أو مخططات إرهابية.
من المهم التأكيد على أن التحقيقات لا تزال جارية، وأن جميع الادعاءات والاتهامات تخضع للتحقق القانوني. مع استمرار جمع الأدلة، قد تظهر معلومات جديدة تلقي الضوء على دوافع لاكانوال وتحديد ما إذا كان هذا الهجوم جزءًا من مؤامرة أوسع.
وفي الختام، تبقى قضية رحمان الله لاكانوال قضية معقدة ومثيرة للجدل. سيكون من الضروري متابعة التطورات والتحقيقات الجنائية بعناية، مع الأخذ في الاعتبار جميع الجوانب ذات الصلة، لضمان تحقيق العدالة وتحديد ما إذا كان هناك حاجة إلى أي تعديلات على إجراءات التدقيق الأمني لبرامج الهجرة المستقبلية. ندعو القراء إلى الاطلاع على مصادر الأخبار الموثوقة للحصول على آخر المستجدات حول هذه القضية الهامة.
