حذر المؤرخ اليهودي إيلان بابي من أن إسرائيل قد توسع أعمالها الإبادة الجماعية من غزة إلى الضفة الغربية ما لم تعيد القوى الغربية النظر في سياساتها المؤيدة للصهيونية. وكالة الأناضول التقارير.

وقال بابي، مدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية، في مقابلة مع قناة “القدس” الإخبارية، إن “ما ترتكبه إسرائيل في قطاع غزة هو إبادة جماعية بكل التعريفات القانونية”. الأناضول في بروكسل.

وأوضح بابي أن إسرائيل نفذت بالفعل “أدوات تدريجية” للقمع من خلال فرض قيود على الوصول إلى الغذاء والدواء والبنية التحتية قبل عام 2023 بوقت طويل.

وأعرب عن قلقه إزاء احتمال توسع هذه السياسات إلى الضفة الغربية، داعيا إلى التدخل الدولي الفوري لمنع مثل هذا السيناريو.

إن فكرة التعامل مع معاداة السامية في أوروبا من خلال تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم هي فكرة إشكالية وغير أخلاقية، وكما نرى الآن، بعد مرور 76 عامًا، فهي لا تعمل بشكل جيد.

قال.

تحول ديناميكيات السلطة في الضفة الغربية

وسلط بابي الضوء على تحول كبير في السياسة الإسرائيلية، مشيرًا إلى التأثير المتزايد لشكل “متطرف” من الصهيونية ينشأ من المستوطنين الإسرائيليين غير الشرعيين في الضفة الغربية.

هؤلاء هم الأشخاص الذين يسيطرون الآن على السلطة في الحكومة، وفي الشرطة، وقد بدأوا في التأثير على قطاعات أخرى من المجتمع

وأشار.

ووفقاً لبابي، فإن هذه القيادة الناشئة تتصور امتداد إسرائيل عبر كامل فلسطين التاريخية، مع الحد الأدنى من الوجود الفلسطيني والقليل من الاهتمام بالعواقب الإقليمية الأوسع.

دور القوى الإقليمية

وشدد المؤرخ على الدور المحتمل للقوى الإقليمية، وخاصة تركيا، في حل الأزمة. وأشار إلى الفترة العثمانية كمثال تاريخي للتعايش السلمي بين المسيحيين والمسلمين واليهود.

وأشار إلى أن القوى الإقليمية مثل تركيا وإيران يمكن أن تلعب أدوارا حاسمة في مساعدة فلسطين على تحقيق الحرية “لأنها قريبة جدا من العالم العربي”.

وفي تحدٍ للسرد الأوروبي، الذي غالباً ما يعزو العنف إلى سياسات إيران وتصرفات حماس، يرى بابي أن هذه مجرد أعراض للمشكلة الحقيقية.

وقال: “إن مصدر العنف هو استيلاء الصهيونية بالقوة على بلاد فلسطين واستمرار تهجير الفلسطينيين منذ بداية المشروع الصهيوني في فلسطين”.

واختتم بابي كلمته بالتأكيد على الحاجة إلى تغيير جوهري في الإيديولوجية الحاكمة في المنطقة. ودعا إلى استبدال السياسات الحالية بـ”أيديولوجية ليست عنصرية، ولا تدعم التطهير العرقي والإبادة الجماعية، ولكنها تسمح للناس بأن يكونوا متساوين ويعيشوا بحرية”.

وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل ما يقرب من 42800 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 100400 آخرين منذ 7 أكتوبر من العام الماضي، في أعقاب هجوم شنته حماس.

واصل الجيش الإسرائيلي هجومه المدمر على قطاع غزة على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار.

وقد أدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى نزوح جميع سكان القطاع تقريبا وسط الحصار المستمر الذي أدى إلى نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والدواء.

وتواجه إسرائيل قضية إبادة جماعية في محكمة العدل الدولية بسبب أفعالها في غزة.

يقرأ: مستوطنون إسرائيليون يتسببون في انقطاع التيار الكهربائي عن قرية بالضفة الغربية لليلة الثالثة على التوالي

شاركها.