اندلعت الفرحة في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة بعد ظهر يوم السبت، حيث استقبل الفلسطينيون 114 سجينًا، من بينهم العديد ممن يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، تم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في غزة.
وأطلقت إسرائيل سراح 200 أسير يوم السبت: تم إرسال 107 إلى رام الله، وخمسة إلى القدس، وواحد إلى أم الفحم – مدينة فلسطينية في إسرائيل – و16 إلى غزة. وتم نقل 70 سجينًا إضافيًا إلى مصر، حيث سيتم ترحيلهم إلى بلدان أخرى.
وتم إطلاق سراح الأسرى إلى الضفة الغربية من سجن عوفر العسكري، غرب رام الله، بعد ساعات قليلة من إطلاق حماس سراح أربع جنديات كجزء من المرحلة الثانية من عمليات إطلاق سراح الأسرى المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
وقبيل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، فرضت إسرائيل إجراءات صارمة لمنع أي احتفالات في الضفة الغربية. اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيتونيا القريبة من سجن عوفر، ومنعت الفلسطينيين من الاقتراب من المنطقة. كما داهمت تلك القوات منازل عدد من السجناء، وحذرت ذويهم من إقامة احتفالات.
ووصلت الحافلات التي تقل الأسرى إلى وسط مدينة رام الله وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، حيث فرضت قيودا على وصول الحافلات حتى وصولها إلى منطقة الاستقبال المخصصة لها. كما منعوا رفع أعلام حماس وصادروها.
نشرة ميدل إيست آي الإخبارية الجديدة: جيروزاليم ديسباتش
قم بالتسجيل للحصول على أحدث الأفكار والتحليلات حول
إسرائيل وفلسطين، إلى جانب نشرات تركيا غير المعبأة وغيرها من نشرات موقع ميدل إيست آي الإخبارية
السجناء المفرج عنهم بأجساد هزيلة ووجوه مرهقة احتضنوا عائلاتهم في لقاءات دامعة. وتحدثوا عن أن العام الماضي في الاعتقال كان من أصعب الأعوام التي تميزت بالظروف القاسية والهجمات المتكررة من قبل الحراس الإسرائيليين.
وعلى مدى الأشهر الخمسة عشر الماضية، توفي أكثر من 50 سجيناً في السجون الإسرائيلية.
“حرية شعبنا”
وقال الأسير المفرج عنه، محمد طبطب من رام الله، لموقع ميدل إيست آي إنه شعر بمزيج من المشاعر، مضيفًا أن الاستقبال الهائل الذي تلقوه “ملأ قلوبهم بفرحة غامرة”.
وعبر طبطب، الذي قضى 13 عاما من أصل 15 عاما ونصف، عن امتنانه للمقاومة الفلسطينية وشعب غزة الذي “دفع ثمن حريته بالدم”.
وتطلق حماس سراح أربعة جنود إسرائيليين مقابل إطلاق سراح 200 أسير فلسطيني
اقرأ المزيد »
“ما مررنا به في السجن كان صعباً للغاية. لكن بمجرد أن رأينا عائلاتنا، نسينا كل شيء وشعرنا بسعادة لم تمس قلوبنا منذ سنوات”.
وشكر سعيد هرماس، من بيت لحم، المحكوم عليه بالسجن لمدة 14 عاما وقضى تسعة أعوام، المسؤولين عن إطلاق سراحهم من “سجون إسرائيل الظالمة”.
وأضاف: “لقد عانينا كثيراً، لكن كل ذلك كان من أجل حرية شعبنا”.
وأنهى هرماس المقابلة القصيرة بصوت مرهق قائلا: «أرجو المعذرة، أنا مريض وأعاني من كسور».
في غضون ذلك، كشفت عائلة الأسير الأردني عمار الحويطات، عن رفضه التوقيع على أوراق تسمح بإطلاق سراحه سواء في الضفة الغربية أو غزة، مصراً على العودة حصراً إلى وطنه. ورفضت إسرائيل طلبه، ولا يزال رهن الاعتقال.
ويقضي الحويطات، المعتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2002، حكما بالسجن المؤبد بالإضافة إلى 20 عاما إضافية. وقد تعرض لاعتداءات متكررة أثناء فترة سجنه.