في رحلة استغرقت 24 ساعة، تمكنت الطالبة الفلسطينية رزان الشوار من الوصول إلى سنغافورة لتقديم اختراع فريقها المدعوم بالذكاء الاصطناعي في أولمبياد الروبوت العالمي. رسالتها للعالم واضحة: يجب أن يُعرف بلدها بالإبداع والابتكار، وليس بالحرب والصراع. هذه القصة تجسد الابتكار الفلسطيني وقدرة الشباب على التحدي رغم الظروف الصعبة.

رحلة ملحمية نحو سنغافورة

رزان، البالغة من العمر 15 عامًا والطالبة في مدرسة من رام الله في الضفة الغربية المحتلة، عبرت مع زملائها في الوفد الفلسطيني عن حلمها في إحداث “شيء كبير، حتى يعرف العالم أن من فعل هذا فلسطيني”. تأتي هذه المشاركة بعد غياب الوفد الفلسطيني عن النسخة التي أقيمت في بنما عام 2023 بسبب الحرب الإسرائيلية الحالية على غزة، مما يجعل هذه المشاركة أكثر أهمية. الرحلة لم تكن سهلة، فقد تضمنت السفر عبر الأردن ودبي للوصول إلى سنغافورة، حيث استضافت المدينة فعاليات الأولمبياد الذي اختتم يوم الجمعة.

أولمبياد الروبوت العالمي: منصة للشباب المبتكر

شارك في هذا الحدث العالمي أكثر من 1500 متنافس من أكثر من 90 دولة وإقليمًا، بهدف تسخير روح الابتكار لدى الشباب لإيجاد حلول للتحديات الملحة التي تواجه العالم. ماليزيا تصدرت قائمة الفائزين، حيث حصدت ثلث الميداليات المتنافس عليها في مختلف الفئات. كما حققت هونغ كونغ وكوستاريكا وكندا والفلبين مراكز متقدمة. بالنسبة للطلاب الفلسطينيين، كانت المشاركة بحد ذاتها انتصارًا، بغض النظر عن الفوز بميدالية. إن تمثيل فلسطين على هذا المحفل الدولي يمثل دعمًا كبيرًا لـ التعليم في فلسطين وتشجيعًا للجيل القادم.

“Agribot”: روبوت زراعي مدعوم بالذكاء الاصطناعي

تنافست الوفد الفلسطيني في فئة “المبتكرون المستقبليون” (Future Innovators) بفئة الكبار، وقدموا روبوتًا مبتكرًا يهدف إلى تعزيز الإنتاج الزراعي. يُعرف هذا الروبوت باسم “Agribot”، وهو مدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي. يعمل الروبوت عن طريق قياس ستة معايير رئيسية للتربة، مثل الرطوبة والحموضة والعناصر الغذائية، باستخدام أجهزة استشعار متطورة.

كيف يعمل Agribot؟

يستخدم الروبوت ذراعًا ميكانيكية لأخذ قراءات دقيقة، ثم يقوم بتحليل البيانات لمساعدة المزارعين على زيادة الإنتاجية وتقليل الهدر. تطمح رزان والفريق إلى جعل هذا الروبوت متاحًا بسهولة للمزارعين الذين يعتمدون بشكل كبير على الطرق التقليدية. جهاد أبودية، البالغ من العمر 16 عامًا، أكد على أهمية الزراعة في فلسطين، قائلاً: “الزراعة هي طريقة حياة بالنسبة لنا، وأنا سعيد جدًا بأن مشروعي سيساعدهم.”

أحلام بمستقبل أفضل

مصطفى عسّي، وهو أيضًا في السادسة عشرة من عمره ويتطلع إلى أن يصبح مهندس برمجيات، أعرب عن أمله في توفير بيئة أكثر ملاءمة لازدهار التكنولوجيا في فلسطين. “آمل أن يكون بلدي أكثر أمانًا وأن تنتهي الحرب”، قال مصطفى. رزان، من جانبها، تأمل في تسليط الضوء على جوانب أخرى من الحياة الفلسطينية بعيدًا عن الصراع. “نريد أن نُظهر للعالم أننا لسنا مجرد شعب يعيش في حالة حرب، وأننا قادرون على… الوقوف هنا وإظهار قدراتنا للعالم. لقد صنعنا مشروعنا ونحن فخورون به.”

رسالة أمل من فلسطين

أضافت رزان: “فلسطين لديها طلاب يطمحون إلى التميز وإظهار للعالم أن الفلسطينيين قادرون.” هذه المشاركة في أولمبياد الروبوت العالمي ليست مجرد عرض لقدرات تقنية، بل هي رسالة أمل وتحدٍ للعالم، تؤكد أن الشباب الفلسطيني لديه طموحات وإمكانات كبيرة، وأن التكنولوجيا الفلسطينية قادرة على المنافسة على المستوى العالمي. إنها دعوة للاستثمار في مستقبل فلسطين من خلال دعم التعليم والابتكار.

في الختام، قصة رزان الشوار وفريقها هي شهادة على قوة الإرادة والعزيمة في مواجهة التحديات. إنها تذكرنا بأن فلسطين ليست مجرد أرض للصراع، بل هي أيضًا أرض للإبداع والابتكار. ندعوكم لمشاركة هذه القصة الملهمة ودعم المبادرات التي تهدف إلى تمكين الشباب الفلسطيني وتعزيز الابتكار في فلسطين. يمكنكم معرفة المزيد عن مشاريع مماثلة ودعمها من خلال البحث عن مبادرات التعليم والتكنولوجيا الفلسطينية عبر الإنترنت.

شاركها.